الرسالة السادسة..2007.." كونكان أمريكاني "
عبير:
أنا مطنشاكي؟! .. أوعي تقولي كده.. استحالة أطنشك أو أتجاهلك.. يا شيخة عيب الكلام ده .. أنتي لا تتخيلي فرحتي لما وصلتني رسالتك .. نفس فرحتي لما وصلتني رسالة من ماجدة زميلتي في الجامعة .. و من بعدها رجعنا نتواصل بعد سنين كنا ضعنا من بعض.
يا بنتي .. أنا كنت - تقريبا - فقدت أثرك .. أنت عارفة الدنيا تلاهي .. لكن فعلا دخلتي فيا جامد .. جالك قلب تقولي : " داليا ..أنت كبرت دماغك .. و عاملة فيها ست الكاتبة " يا خبر.. أبدا و الله .. هي كل الحكاية إن مامي أهدتني زيارة جميلة من منتصف شهر يونيو و للأسف سافرت صباح أمس ..عشرة يوليو.. قبل عيد ميلادي بيوم .. شايفة البخت!
و طبعا أنتي عارفة أننا ننتظر مجيئها بفارغ الصبر و.. باكون نفسي ما أغمضش عيني و ما تفوتني لحظة من غير ما أتأملها .. و طبعا انشغلت معها ومع ياسر والأولاد .
أما موضوع أني تعمدت "ما أردش عليكيٍِ" طب أقللك إيه؟ أنا بأحاول أمسك نفسي عشان فعلا كلامك مهين..
يا ستي أنا غيرت الموبايل .. و للأسف لم أنقل النمر .. و طبعا أنت عارفة إن بعد نشر" رسائل من الدوحة" بدأت تصلني رسائل واتصالات كثيرة.. والحقيقة أنا لا أقوم بالرد على الموبايل سوى على نمر عارفاها .. أو إذ وصلني ميل من أحد بخصوص عمل وأخبرني انه يحاول يتصل بي للشغل.. لكن استحالة أتجاهل اتصال منك أو من أي حد أعرفه .. أنا فقط انشغلت لدرجة إني وصلني رسائل من عدد من الكتاب .. أقدرهم بشدة منهم الأستاذ راجي عنايت .. و رغم ذلك لم أتمكن من الرد عليهم حتى الآن .. لأني بصراحة لا أريد أن أرد على رسائلهم القيمة برسالة"سيستماتيك".
بصراحة.. نفسي أمخمخلهم شوية و أرد عليهم بتمزج.. فلا تتخيلي كم سعدت بهذه الرسائل.
أما انك تقولي" أنت عملالي فيها ست الكاتبة " فربنا يسامحك يا عبير .. و على العموم.. اطمئني.. ظروفي في الشهرين الماضيين جعلتني أقوم بتأجيل الكتابة حتى إشعار أخر.. لدرجة إني لم أكتب" رسائل من الدوحة" في شهر يونيو واكتفيت بمقالاتي في المجلة العربية كما لم أجد وقت لمراسلة إسلام أونلاين و لا إيلاف.. رغم إني كنت مبسوطة جدا لما طلب مني شغل لإيلاف.. وأيضاً تلقيت عرض كريم من رئيس تحرير جريدة "المصرييون" للكتابة لديهم و حتى الآن لم أرسل شيء..لأني للأسف لم أجد وقت خصوصا إني نفسي أركز نوعا ما في كتابة " رسائل من الدوحة".
إيه الهمدان النفسي ده؟
فالموضوع كله انشغال بسبب الدربكة بتاعت شهورالصيف و خصوصا مع الأولاد ..و عموما يا ستي حقك على راسي .. بس بجد.. أنا مش عارفة ليه كل الانفعال ده..مزوداها جداً.. إيه اللي جرى لك؟
أنا قرأت رسالتك أكثر من مرة.. و طبعا سعيدة جدا أننا عدنا للتواصل مرة أخرى بعد سنين فراق طويلة انقطعنا فيها عن بعض بسبب ظروف الحياة.. أنت سافرتي السعودية مع زوجك وأنا بقيت في مصر فترة ثم رحلت مع زوجي للإقامة في قطر.
لكن ..هي سبع سنوات تقدر تحولك لإنسانة "معدداتية .. شكاءة.. بكاءة".. حقيقي، رسالتك تحزن ..أنا حزنانة عليك وعلى طريقة تفكيرك والهمدان النفسي اللي باين في تعبيراتك.
على فكرة، أنا خائفة انك تعتقدي أني بأستهين بمعاناتك مع حماك و حماتك وعائلة زوجك..أنا عارفة ضربتين في الرأس توجع فما بالك بتوابعها.. ده بيكون واحد و صعب.. فأكيد لما الاثنين و معهم أولادهم .. طبعا يقدروا يعملوا "كارتل " محترم .
و الله مقدرة و عارفة .. بس اللي مضايقني انك بتقارني.. ليه فلانة حماتها طيبة و أنت لا.. ليه علانة أهل جوزها ناس ذوق وأنتي ربنا مبتليكي بعائلة ما يعلم بها إلا هو سبحانه؟!
ليه في ناس حياتهم سهلة و أنت حياتك ملعبكة؟ ليه و ليه والليهات و اللولوات صاروا كثير ..
و أنت ست العارفين إن" ليه" مثلها مثل "لو" تفتح عمل الأبالسة وأولادهم الشياطين.
أنا – يا عبير- استغربت لما وجدت كلامك" كوبي و بيست" منقول من كلام ناس هيلهليين!..
" عذاب جوانتنامو أرحم "
عبير:
يعني إيه " أنا حاسة إن عذاب جوانتنامو أرحم من اللي أنا فيه"؟
أنا مش بأقول إنك بتبالغي .. أبدا.. بس ثقي أننا لسنا من نقوم باختيارابتلاءاتنا.. ثم من عالم؟ ما ممكن تأخذي ثواب الصابرين في جوانتانامو..إذا صبرت على ابتلائك مع حماك وحماتك .. و بعدين من فينا اختار امتحانه؟
أصل يا يكون ربنا عادل و مبتلي كل إنسان وفقا لحكمة.. أو ربنا مفضل باقي الخلق عليك و مستأصدك!! والله إذا قدرتي تقولي لنفسك كده.. ستشعرين إلى أي مدى أنت معطلة عقلك في التدبر مع مشاكلك.
يا عبير :
تخيلي فرضا ابنك شاطر في الإحصاء و الهندسة.. و ضعيف في الإملاء و التاريخ.. فطبيعي انك تمتحنيه في الإملاء و تختبريه في التاريخ و" تتكي " على المواد الضعيف فيها.
عارفة:
أنا زمان كنت أستاء بشدة من إختبارات الإملاء خاصة التي تركز على حرف (ء) .. أما الآن، فأتمنى لو كانوا ضاعفوا اختبارات الإملاء التي تركز على حرف الهمزة بدل ما كل شوية يأتيني رسائل من قراء ينتقدون فيها الأخطاء الإملائية التي تحتويها " الرسائل"!!
فكونك بتفترضي انك ممكن تستحملي العذاب في سجن جوانتنامو أكثر من العذاب اللي بتعانيه مع عائلة زوجك.. ممكن اسلم بكونه افتراض سليم ..
و أنا سحبت- يا ستي - تعبيري إنك بتبالغي
- لا يا قمر- و لا بتبالغي و لا حاجة.. و لا وسعت منك و لا شيء.. لكن ما يمكن لأن ربنا متأكد انك ممكن تصبري إذا تعاملتي مع ناس هاندرد برسنت100% كفرة.. جزارين .. وعلى فرض إنك قادرة على تحمل إعتداءتهم عليك صباحا و مساء و نفيك بعيد عن عائلتك و أولادك بالإضافة للتعذيب الجسدي و نهش الكلاب و الصعق بالكهرباء و المعانة النفسية– على فرض انك ممكن تتحملي موضوع كهذا - فنقدر نقول إن ربنا بيختبرك في منطقة أخرى تتعلق بالمعاملات.
ثم هو أنا اللي هاقلك إن كل إنسان مبتلى .. ما أنت عارفة و كل سكان المعمورة عارفين .. و أنت نفسك اللي كنت دائما تذكرني بآية " إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه..."
و آية " أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا و هم لا يفتنون"
لكن الموضوع طلع ماله صلة بالمعرفة.. عارفة في حديث معناه" ليس العلم كثرة الرواية .. إنما العلم الخشية"
لكن تيجي اليومين دول .. و تتكلمي بلهجة الستات اللي مخهم تعبان ..
لا أرجوكي.. أرجوكي يا عبير .. حاولي تتمعني في رسائل ربنا.
تعرفي :
أنا لو على يقين انك راسلتيني لتستشيريني في هم من همومك..أو تبحثي عن حل.. كنت على الأقل شعرت إن الموضوع مش كبير .. لكن بداية أنا لست مستشارة اجتماعية و لا متخصصة .. و لا أنت كنت بتحاولي تبحثي عن حل لدى شخص متخصص و إلا كنت راسلتي حد مختص واقدر أعطيكي "كونتكت" و عناوين لعشرات من الاختصاصيين في موقع إسلام أونلاين أو غيره..
في سيدة فاضلة هناك اسمها سحر طلعت.. كده.. ما اقلكيش هايلة .
لكن الموضوع شكله انك متضايقة شويتين و بتدلقي كلام.. هرتلة.. على فضفضة على تضيع وقت.
وكمان شكلك مريحة دماغك أن أهل زوجك ناس صعب..عاملاها نظرية لابد لها من إثباتات تستدعي انك تعرفيني كل سوأتهم .. طب هو من اللي من غير سوأه إن شاء الله.
يا عبير باقلك قرأت رسالتك أكثر من مرة.. و ما صدقتش إن عبير.. زميلتي في الشغل في مصر اللي كانت شخصية " كرييتف" و متيمزة .. تقول: شكلهم عاملني عمل!!
!! يا خبر
ده أنت وصلتي بقه.. ناقص تقولي " حي"!
عمل إيه و بتاع إيه..الله يخليكي بطللي كفاية.
التعاطي مع الابتلاءات بيختلف من شخص لأخر.. و لذلك ربنا يضع أمامنا نماذج كثيرة في نفس الموقف .
أنتي عارفة .. لما تبقي نفسك تأكلي " بيكاتا بالشمبينيو"
تأكليها من يد مدام "منى عامر" في المطعم بتاعها في المعادي بطعم تلاقيها متغرقة بهارات- أحيانا ما لهاش لازمة.. تأكليها عند مامي تقولي:" الله هو ده.. رغم انها هي اللي هتقلك: لكن ناقصها حاجة !
تأكليها من يد الشيف أسامة في " انتركونتيتنل دبي.. تقولي يا سلام .. مختلفة خالص .. بس روعة!
تأكليها عند "س" من الناس تقولي : يعععععععع!!
مع أنها نفس الأكلة.. لكن كل إنسان له نفس و له طريقة تجعل نفس الأكلة طعمها مختلف و يجعل نفس الموقف.. نتائجه مختلفة.. لأن ممكن يكون الشخص مبدع " و عنده الإرادة و الفهم و الرغبة في التعلم والعزم على النجاح في حياته.. و تجدي شخص آخر يستلذ من معاناته و يجد سعادة من إشفاق الناس على أحزانه.. و إن ما فيش حد شاف اللي شافه و لا عانى معاناته.
يعني يفكرك بفريد الاطرش في أداوره " وحيد" في معظم أفلامه.. و في الإنسان العبيط اللي مش عارفة هو عايز إيه.. و في شخصيات سوداوية شايفة انه ما فيش أمل إطلاقا و تقفل لك كل الحلول .. و تجديها بتحكي المشكلة و تثور عليك لو حاولتي تقترحي أي حل .
و في ناس .. أهو.. ماشيين.. نفعت.. يبقى جت مع الهبل دبل.. ما نفعتش.. الله جاب الله خد الله عليه العوض.. نوعية من البشر "بروطة" و شخصيات كأبوبة.
عبير :
اياكي تشكي في لحظة أني لا اقدر حجم معاناتك معهم.. السبعة معاكي في البيت و أنت لوحدك.. لكن تذكرينك حاسة بوحدتك لانك ناسية تؤاذري نفسك بمساندة ربنا!
وأنا متأكدة من صدق كلامك في كل سطر و كل كلمة كتبتيها .. لكن أشك في انك حاولتي- بجدية - إصلاح الوضع أو التكيف معه .
Monster In Law
حبيبتي:
أنتي عارفة أن مشكلتك تعتبر مشكلة دولية بكل المقاييس ..عانت منها الأميرة ديانا.. وشوفى لما تكون حماتك ملكة دولة لا تغيب عنها الشمس ..( الله يرحمها ديانا ماتت 36 سنة) !
و أتذكر أني قرأت في أحدى المجلات إن السيدة أسماء الأسد تعبت جامد من أخت زوجها الرئيس بشار.. لكن احتمال يكون هجص مجلات عايزة تنشر وتبيع.. لكن معروف أن الملكة فريدة طلع عينها من الملكة نازلي .. وتستغربي لو أقلك أني أعرف ناس أجانب حكوا لي عن بلاوي من حمواتهم و الأغرب أنهم اشتكوا من والد الزوج .. مش والدته فقط .
طب بذمتك كنت تتخيلي أن الأجانب عندهم مشكلة الحموات ؟!
عارفة.. في فيلم مثلته " جنيفر لوبيز" و "جين فوندا " بشع .. خرافة.. اسمه" مونستر إن لوو"
الفيلم كوميدي اجتماعي .. و فيه نفس المشاكل الموجودة في مجتمعنا بحذافيرها.. حتى أني لما شفته تذكرت كلمة لجبران قال فيها معنى غريب:
" من العجيب .. أن الناس في أخطائهم و عيوبهم يفتقدون القدرة على الإبتكار"
لا تتعجبي -يا عبير- إن حماكي وحماتك بيصلوا و يحجوا و يعتمروا و مع ذلك يتفننوا في أذيتك.. و أرجوكي.. ثقي إني مصدقة موضوع قيامهم بالسطو على بعض أغراض بيتك..إياك تفتكري أني بأهون من حجم معاناتك لما أقلك أني سمعت هذا الكلام من عدد كبير من البنات .. بيشتكوا من تأشيط بيوتهم!
و الله تأثرت جدا أن الموضوع فيه خمس أخوات بنات وأخين كلهم أنأح من بعض..
أنت عارفة لما قلتي لي أن منهم واحدة لم تتزوج و 2 لم ينجبا قلت في نفسي : يا خبر.. ليلتها كوبية..
ملوخيتك ساقطة!
بصي .. أنا مش هأقلك في حماوات أصعب من كده.. رغم إني متأكدة إنك عارفة .. لكن هأحكي لك عن واحدة قريبتي .. حماتها كانت - ولا زالت- ملاك.. و عاملتها بأمومة حقيقية.. هي و جميع زوجات و أزواج أولادها.
قريبتي دي.. كانت تحكي يا عبير.. أنها تزوجت وهي في الجامعة و سافرت لفترة مع زوجها في الخليج على أن تنزل لمصر لتأدية الامتحانات.. ثم تعود للإقامة مع زوجها.. فتقول أن حماتها كانت تحرص على زيارتهم قبل شهر من نزولها للامتحانات..
و تقولها : بصي يا بنتي إحنا هنعمل معسكر ..أنتي تدخلي تذاكري وأنا في السريع أعمل طبخة و غسلة و أنشر .. بس قبل ماجوزك - اللي هو ابنها - يجي .. معلش.. تدخلي أنت المطبخ عشان أنت عارفة.. الرجالة مخهم صغير و بعدين يفتكر انك أنت اللي موقفاني في المطبخ و يعملنا فيها الابن البار!!!
تخيلي يا عبير حماة تعمل كده لمرات ابنها .. المهم الموضوع يقلب بخناق ..
: لا يا تانت حضرتك ما نتيش داخلة المطبخ ..
: سيبيني .. الله.. ما بتسمعيش الكلام ليه؟! و بعدين ده أنت عندك امتحانات .. امال انا جاية و سايبة عمك و العيال عشان أبقى ذي قلتي!
: ذي قلتك ايه يا تانت .. هو حضرتك جاية عشان نشغلك.. ده إحنا خدامينك.. هو أنا أطول أخدمك بعيني .. حضرتك بتشتميني كده.
و يتخانقوا.. و قيسي على كده .. علاقة إنسانية رائعة بكل تفاصيلها .. الزوجة عمرها ما خافت يوم أن حماتها تأخذ موقف من كلمة أو تأول تعبير على نحو ما و لا هناك قلق من قيام الحماة بالامتناع من زيارة ابنها لتسطير موقف غضب لحث الإبن على الضغط على زوجته لتعتذر عما بدر منها لأنها لم تأت للزيارة و تقديم القرابين و فروض الطاعة أولى أيام العيد أو لأي سبب آخر.
المهم يا عبير هذه العلاقة جعلت البنت تصر على تسمية أولى بناتها على إسم جماتها.. و جوزها يقل لها: "أنت لن تحبي أمي أكثر مني.. لكن يمكن البنت لما تكبر تتعقد من الاسم لأنه "أولد فاشون".
قالتله: ما لكش دعوة و اذا مش عاجبك الإسم ابقى دلعها بأي اسم أخر تحبه..
بس تفتكري ثمن هذه الحماة الطيبة غال أم رخيص؟
الست كانت متزوجة الرجل نكرة و بعد لما كافحت معه و أصبح معرفة.. راح تزوج على زوجته بعد أن اغتنى و أشتهر .. رغم أنها بدأت معه حياته و لم يكن شيء مذكورا!
تفتكري أي الابتلاءات أرحم .. زوج محب و ضعيف مع أمه التي تظلم زوجته و تسرق لحاف البيت والمكواة و كام سرفيس على شوية فوط و بشاكير و تنقرزها بالكلام :
* تخنتي كده ليه؟ لازم تعملي رجيم.. ده منظر ده.. رغم أن الست نفسها تكون عرض عرضين
*إيه اللي أنتي مهبباه في وشك ده
* انتي بتبرطمي تقولي ايه؟
* انا ملاحظة انك بتصرفي كتير.. لازم تحوشي أنت ايدك مخرومة كده ليه؟
* ها.. طمنيني.. طبختي ايه النهارده؟ لازم يا حبيبي تقول لمراتك تطبخ كل يوم و ما تعودهاش على الدلع.
* انتي ملوخيتك ساقطة كده ليه؟
* إحنا مش هنخلص من زياراتك لأهلك كل يوم و التاني..
* سامية بنتي بتقول ان الحاجة الوحيدة العدلة اللي انت عملتيها ىفي حياتك إنك خلفتي!
* هل تقدري تقولي لي أي الابتلائات أهون؟
حماه عقربة.. حيزبون تتدخل في كل شئون إبنها و زوجته و أولاده و تنحشر في كل تفاصيل حياتهم اليومية مع الحرص أن لا تحصل على لقب حماة و تصر على أن تناديها مرات ابنها بكلمة ماما.. أم حماة طيبة حنون توصي ابنها بمعاملة زوجته بود و طيبة و شفقة .. و بعدها الابن يتزوج على زوجته!!
تخيللي.. أنا خائفة تفتكري أني بأسرد هذه النماذج .. من منطلق اللي يشوف مصائب الناس تهون عليه مصائبه.
أبدا لكن أنا فعلاَ أتساءل.. و مش قادرة اختار و أقول أيهم أسهل.. لأن تفكيري متجه لسكة بتخلليني أرى إن من يستصعب شيء يبتلى فيه و من يهون عليه شيء قلما يمتحن فيه!
فبأكد يا عبير.. أني لا اقصد أن" شوفي يا حرام- في ناس مصائبهم أكثر"
لا .. أنا لا اقصد هذا المعني .. و كمان أستسخف مقولة " اللي يشوف مصائب الناس تهون عليه مصيبته..
يعني هو الإنسان لن يشعر بالسعادة والرضا إلا إذا تأكد من معاناة الأخرين و لمس عذاباتهم..
يا خبر .. ده إحنا نبقى كائنات معقدة جدا..
أنا أعرف أن الواحد المفروض ينبسط لما يرى الأمور جيدة مع نفسه أو مع الآخرين..
لكن أن لا يتم استقرار النفس و شفاء الروح إلا حين التأكد أن الغير يشرب من نفس الكأس الحارقة.. ده تبقى نزعة شوفينية.. لكنها للأسف واقعية .
كلنا عارفين نظرية ال24 قيراط " لكن"
لازلنا نتحاسد!
عارفة يا عبير :
أنا – فعلاً- أستغرب لأني عمري ما تكلمت مع حد .. إلا و وجدته عارف نظرية "ال24قيراط "اللي ربنا موزعها بالتساوي بين كل عباده.. شوية صحة و شوية جمال على كام قيراط نجاح و مثلهم فلوس.. المهم كله عارف النظرية دي و يرددها.. و مع ذلك تلاقينا نتحاسد بغباء.. ونبص لبعض.. و كلمة "يا بختك .. يا بختك" شجعت الناس على المجاهرة بالحسد عيني عينك.. و بننظر لأي نعمة ربنا أعطاها لعبد من عباده بمعزل عن باقي" الباكيتج".
فانا بأكلمك من منطلق أني عارفة انك تقدري تنظري لقدرك و نصيبك " كبكتج كامل" فيه بيت و فيه علاء و فيه أسرة و شهد و يارة و حسام و فيه مستوى مادي مستور وفيه - ضروري- ابتلاءات..
أكمل لك.. يا ستي:
* تانت أخرى من المعارف.. الست دي كنت أعقد أنها ستكون حماة من العيار الثقيل أو على الأقل شديدة.. لكنها خيبت ظني .. و أحبت مرات ابنها جدا.. و رغم أن ابنها لم ينجب من زوجته لمدة عشر سنوات تقريبا .. إلا انها كانت تقف معه بالمرصاد
: اسمع ما تجبليش سيرة انك بتفكر تتجوز .. إذا نفسك تخلف.. ادعي ربنا و روحوا خدوا بالأسباب عند الأطباء.
أنت تسمع كلام والدك في كل حاجة إلا موضوع انك تتجوز على مراتك.
و بعدين يا ابني من قال لك انك إذا تزوجت على مراتك .. هتخلف؟!
:يا ابني الدق على الدماغ أمر من السحر .. سيبك من كلام عماتك وخالاتك اللي بيقولولك سيبها..إذا سيبتها .. ربنا مش هيسيبك .. و بعدين تفتكر لو أنت اللي كان عندك مشاكل صحية.. كنت تعمل إيه لو مراتك طلبت الانفصال عشان تستبدلك "بعدة" سليمة.
: يا ابني أرجوك"ما تزنش" على مراتك كثير في موضوع الأولاد .. هي نفسها في الخلفة أكثر منك.. لكن إرادة ربنا.. و موضوع الإنجاب محتاج هدوء و راحة بال و بعد عن التوتر.. وكمان محتاج صبر و صلاة.. يا بني خرجها وهاديها.. و كل لما تبقى متضايق كلم ربنا .. ما لوش لازمة تحسسها بالنقص في حاجة هي مالهاش ذنب فيها.
: يا ابني لو أختك هي اللي عندها مشاكل صحية .. كنت تتبسط إن جوزها يستبدلها أو حتى يتجوز عليها و يتركها على ذمته الواسعة.. من باب الشفقة أو خوفا من كلام الناس.. لا يقولوا عليه خدها لحم و رماها عضم.. و لا كنت هتقول على جوزها أنه " دون " وملعون وحيزبون و...
: يا بني هو مش حرام انك تتجوز على مراتك.. بس الديان لا يموت وممكن فعلا تتزوج و ربنا يرزقك بالذرية وأنا عن نفسي لن أقاطعك.. ده أنت ابني و حتة مني.. لكن نفرض انك رزقت ببنت.. إيه رأيك لو تزوجت وطلع عندها مشاكل صحية تمنعها من الإنجاب.. و زوجها يرجعها لك و يقلك :للأسف البضاعة مضروبة.. أو يطلع ابن ناس ويخليها على ذمته عايشة بلقمتها .. أصله أصيل!
:يا ابني البر لا يبلى و الديان لا يموت.. ما أنت ممكن تخلف و يطلع ولد مشوه أو - لا سمح الله عاق أومعاق و يطلع عينك.
منك و لا منه؟!!
و كانت النتيجة – يا عبير – أن ابنها صبر و لم يتزوج وأنجب بعد نحو عشر سنوات!
عبير:
*تفتكري زوجك كان ممكن يصبر عليك عشر شهور مش عشر سنين لو ما كنتيش خلفتي؟
بجد.. بجد.. قوليلي أنت نفسك.. كنت تقدري تكملي حياتك أو تتصوريها من غير حسام و يارة و شهد و من غير إنجاب لمدة عشر سنوات؟ كنت هتتحملي نظرات الناس و تعليقاتهم؟
* تقدري تسمعي 100 مرة في اليوم "عقبالك" و نفرح بعوضك و"معلش" و" كله بأوانه"..
و بندعيلك يا حبيبة .. و يا ترى .. لسة ما فيش حاجة جاية في السكة؟ قولي يا رب.. أهو الأذان بيدن .. سبحان الله !!
* تقدري تمسكي نفسك و ما تغلطيش لما حد يسألك: ها .. حللتوا.. طب إيه الأخبار .. طمنينا.. منك و لا منه ؟
* تقدري تستحملي التقريز والتنغيص و الشعور بالنقص انك جهاز "أوبسوليت " مضروب و مش نافع و لا بد من استبداله؟
* تقدري تعيشي كام سنة من غير حمل.. في أمان و أنتي عارفة إنك مهددة إن زوجك في أي خناقة ممكن يطلعلك كارت العقم و يرميه في وجهك و وجه أهلك بلا رحمة: أصلك عقيمة .. أو تجدي أهل زوجك يشعروكي- كل نصف ساعة – مبالغاتي كثرت- إنك ما عرفتيش تجيبي" حتة عيل" و الأسخف.. انك ممكن تسمعي تعليقات كيدية و استفزازية من ناس هما نفسهم لم ينجبوا..
طب و الله بيحصل!!
* تقدري – يا عبير- تقاومي غريزة الأمومة و أنتي رايحة تباركي لبنت خالتك أو مرات أخوكي أو أخت زوجك في السبوع و نفسك تشيلي البيبي و ما يرضوش أو يتحججوا بأي حجة خائبة لأنهم خائفين من الحسد لتفَأعيهم عين؟!
* تقدري تشوفي نظرات الشفقة في عين البواب و البقال و حتى في عيون أهلك و أصحابك؟
ها يا عبير .. انهي أصعب.. جوانتنامو و لا العقم و لا حماكي و حماتك بأولادهم ؟
كلما فكرتي في الابتلاءات.. تذكري النعم
عبير:
صحيح أهل علاء صعب .. لكن ربنا رزقك بأولاد مقويين وضعك شوية و عادلين الكفة إلي حد ما.. و كمان علاء إنسان طيبك و يحبك.. و ربنا رزقك بنعم لا تعد و لا تحصى .. كلما فكرتي في الابتلاءات.. تذكري النعم..!
حاولي تصلحي وضعك معهم قبل ما تحاولي تنسفي البيت و تختاري الطلاق.
* أحكيلك عن واحدة أردنية كانت جارتي هنا في قطر متزوجة من شخصية "سايكس بيكو" رجل معقد جدا و بخيل بخل .. و لا " أربجون بتاع مولير" و كشري ومتجهم و معاملته معها و مع أولاده مقززة .. يعني من الآخر.. الأولاد و الأم في الزهرة .. و الأب مع نفسه في المريخ.. و كم كراهية صامتة مزروعة بري بطئ بينهم تكفي لري هكتارات من الضغائن..
جارتي بتحكيلي أنها كانت مقيمة مع حماتها وأخوات زوجها في بيتهم و بتقول: بصراحة كانت أحلى أيام و كنت عايشة معهم عصري الذهبي .. هما دول اللي كانوا مهونين علي الحياة.
تفتكري أي الابتلاء أسهل.. الحياة مع زوج كريه يتمنى موتك و تتمنين إبادته .. مش طايقك ولا تحتمليه.. و عايشين مع بعض - فقط - من أجل الأولاد أو لأنه لا يملك سيولة للزواج بأخرى أو لدفع قيمة المؤخر .. رغم أن زوجين الحماة و أخوات الزوج كرام ..أم تتكدري شويتين من أهل علاء ..
و أنا باكتبلك يا عبير تذكرت واحدة من معارفي كانت دائمة الشكوى إنها في رمضان تضطر للذهاب في أول أيام رمضان لحماتها لأن والدها ووالدتها كانوا متوفيين .. فتقدري تقولي إنها كانت تفتقد حجة تقولها لزوجها.. و فضلت على هذا الحال إلى أن ماتت حماتها.
المهم - و القصة من فمها - قالت:أهو الحمد لله أخيراً سأقضي رمضان في بيتي مع زوجي
و الله يا عبير .. زوجها توفى في حادثة قبل رمضان بخمس شهور .. و هي نفسها اللي بتحكي أنها قضت رمضان في بيتها .. صحيح بدون حماتها .. و لكن أيضا بدون زوجها.. و أيضا من دون أولادها لأنهم كانوا مقيمين في أمريكا!!
ربنا ما سابش حاجة ما خلقهاش
* الله يخليكي يا عبير قبل ما تنطقي مرة أخرى جملة " عذاب جوانتنامو أفضل " فكري.
* فكري في نوعيات الابتلاءات اللي ربنا أوجدها يا عبير.. ده ربنا ما سابش حاجة ما خلقهاش و ما تركش ابتلاء ما نزلوش و لا ترك نعمة ما أنعمهاش على عباده.
* فكري يا عبير في الأطفال اللي بيعانوا من السرطانات بأنواعها..
إلا يا عبير مش نحمد ربنا على صحة حسام و شهد و يارة.. طبعا أنت عارفة أني مكسوفة حتى من تلميحاتي و مش قادرة أنطق أكثر من كده.
و مش محتاجة اقلك إن جيهان بنت أنكل أحمد فقدت أحد أولادها و سنه ثلاث سنوات بسب مرض السرطان ..على فكرة جيجي طول عمرها مقيمة مع والدها و والدتها في بيتهم في الزمالك.. و حتى لما تزوجت .. والدها شارط على زوج ابنته أن يقيموا معه.. في نفس البيت.. رغم ان لها شقة خاصة بها و بزوجها في المعادي!!
هل الأذن بعد العين ترى.. أم العين بعد الأذن تسمع؟!
يعني يا عبير .. جيجي.. عمر ما حماها و لا حماتها و لا حتى جوزها يقدر يقلها:
" سبع السباعة كام" و كمان البنت لها جوزين أخوات – ياباني مش تايواني مضروبين – أخين تقوليش أسدين قصر النيل .. شكل أنكل احمد كان مدربهم على الدفاع عن أختهم .. و أصلا جيجي ملاك .. حاجة كده من الجنة .. أما أهل زوجها فناس طيبين جدا و بيحبوها فوق ما تتخيلي .. و بأقل لك حتى لو ما بيحبوهاش .. ما يقدروش يقربوا جنبها.. لكن كمان ابنها ما بقاش جنبها!
مات بن جيهان.. و المستشفى وضعت ابنها في الثلاجة.. و العائلة أخذت جثة الابن ووضعتها في النعش.. و انزلوا الخشبة في القبر.. و دفنوه.. و صلوا عليه.. لكن الحمد لله.. ربنا عوضها بابن آخر.
تفتكري يا عبير؟
هل الأذن.. بعد العين ترى؟ وهل العين .. بعد الأذن تسمع؟ هل في ابن يعوض الأخر؟
طب عارفة حكاية البنت دي؟
كانت بنت مصرية صغيرة و تعرفت على شاب قطري عندما كان يدرس في أيام بعثته في مصر .. و في اقل من شهرين تزوجته و هي في السادسة عشر..
شفتي الفقرة اللي كتبتها في الأول دي.. حتة دين مقدمة تشبه الديباجات بتاعت الشكاوي اللي كانت بيرد عليها عبد الوهاب مطاوع- الله يرحمه- في بريد الجمعة.
المهم.. البنت كانت من عائلة .. و مش ناس فقرا و لا بيبيعوا بناتهم.. ده كان جدها باشا.. بس هي البنت و المهندس القطري أحبوا بعض وانتقلت للإقامة معه في قطر.. لتجد ربنا و قد حباها بأطيب حماة على وجه المعمورة.. خدي عندك حب و دلع -و الدلع المتمكن ماديا - يعني ذهب و ألمظات و سيارات.. و لازم مراتك تسافر معاك سويسرا .. رجلها على رجلك يا بني .. أنا لا اطمئن عليك إلا بصحبة زوجتك.. و هي يظهر الحماة كانت حنونة جدا و تعاطفت مع هذه الفتاة.. لكونها مغتربة .. يجوز.. لكونها صغيرة.. محتمل.. لكونها بنت طيبة.. ليه لا ؟! وارد.. لكون هذا ترتيب ربنا .. أكيد.
نريدها صفوا و قد جبلت على الكدر
لكن للأسف كان ربنا مبتليها بأخ لا يزورها .. إلا ليطلب من زوجها دعم مادي في صورة مشاركة في مشاريع عقارية و إنتاجية أو بيزنسية.. و تخيلي موقف بنت مغتربة .. أخوها المحترم رايح يمد يده لزوجها .. و الثمن معروف..أعمل ما بدالك في أختي ..اكسرها.. اضربها.. اشتمها .. أدبها ..اشربها.. حمرها .. أورها .. ابرمها .. افرمها .. إبلعها لكن أوعى .. أوعى ترجعها.. ( الراجل خمورجي و مش حافظ من القرآن إلا " و اضربوهن" )
لكن أنا لما أزورك .. تحسن تمويني و تمويلي و نعمل بيزنس حلو..
عارفة يا عبير مدى ارتباط هذه السيدة بحماتها كان غريب جدا..
كانت علاقة أم و بنتها فعلا .. و كانت هذه الحماة لرقتها تضاعف من تدليلها لكنتها أو زوجة ابنها لأنها مغتربة و بعيدة عن والدتها وأهلها..
وهي الوحيدة اللي صبرتها على الحياة لما تزوج شريك حياتها بأعز صديقة لها..أكرر.. تزوج أعز صديقة لها!
ده يرضى و يرضى و يرضى و نص و ثلاث أربع و يتبسط كمان
و على فكرة يا عبير في بنات كثير جدا مبتلين بأهل .. أجارك الله.. مرخصين بناتهم و لسان حالهم و مقالهم بيقول جهارا نهاراً " إحنا مش عايزين من جوز بنتنا أي حاجة.. بس يأخدها و يغوروا.. طالما يحسن معاملتنا احنا.. خلاص كله تمام.. ومن ناحيتنا هنجماله على حساب بنتنا بس يشيلهالنا جميلة.. وعلى العموم البنت لازم تتحمل .. و ممكن يفهموها أنهم بيعملوا كده عشان مصلحتها!
و بعضهم بيتبسط لما يجد أخته أو قريبته متفرتكة من جوزها .. اهو يبقى له عين و هو بيتحكم في مراته و بيتجبر عليها .. فما تقدرش تقوله: هو أنت ترضى بالمعاملة دي لأختك.. ده يرضى و يرضى و يرضى و نص و ثلاث أربع و يتبسط كمان .
ما أصل تلك النماذج رأت أمهاتها بتتبهدل و بتضرب .. فمن باب أولى مراته!
* الست اللي هاحكيلك عنها دي شفتها في السيتي سنتر قاعدة في كافيه "سينزيو" الموازي لكارفور.. و الحقيقة لمحتها بتبكي..فما قدرتش اتركها.. رحتلها و كان أيامها معي محمود فقط.. المهم قلت لها أرجوكي لا تحزني .. كله بيعدي.. بس للأسف الحزن محفور في أعصاب وجهها بشكل شديد..
عارفة يا عبير الست كانت حزينة ليه؟ لأنها كانت بتفكر تشتكي إبنها في الشرطة هنا في قطر .. أصل هنا .. في هيئة بتهتم بالأب والأم وكبار السن لكن ناسية اسمها .
فقلتلها: هو أكيد طالما قرتي إنك تشتكيه.. فطبعا لازم مسوي مصيبة.. و بصراحة مخي راح ناحية انه يكون مدلع زوجته على حسابها ..
فقالتلي: مراته بنت غلبانة و تعبانة معه
المهم رجتها ألا تصعد الموقف..
فالست تقل لي: ما أنا لو تركته.. هيتمادى في إذلال أخوته الصغار والبنات و مراته.. و ظلت تحكي لي على عقوقه و جفائه معها رغم أنها هي والأب كرسوا حياتهم له و لإخوته.. لكنه ما أن كبر إلا و بدأ بتكبر و يتجبرعليهما و يعاملهما بتعال.
تقل لي: كان والده في المستشفى و يروح يزوره ربع ساعة و يرميله الجريدة بشكل عنيف و يقل له: يوبا .. هيك الجريدة اللي بدك إياها .. بدك شيء أخر؟
و بعد وفاة الوالد .. أخد موقعه.. فقلت لها : وماله
فقالتلي: أنا اللي أمنحه .. لكن ده يجلس على رأس الطاولة و يعطينا الإشارة أن نجلس كأنه سيدنا!
: يصرخ في وجهي أمام الخدم و يعطيني الأوامر "و أنا مش قلت و أنا مش عدت"
* أخوه الصغير .. يضربه.. بدعوى أنه يؤدبه
* أخي الكبير (خاله) الغني يحسن استقباله.. أما أخي الفقير(خاله ايضاً) المتواضع .. فيعامله بازدراء و يتجاهل وجوده و لا يرحب فيه.
* هو يكتفي بإعطائي كل أول شهر مبلغ 600 ريال للأكل و الشرب و الكهرباء و الماء و يترك لي أولاده الصغار لأقوم بدور جليسة أطفال بدون أجر .. و لا يفكر في أن يستقدم خادمة تساعدني .. و مع ذلك يستهين بي و لا يعاملني بإكبار مع أني أمه.. يعني تاجه.
المهم أنا سمعتها و أكدت لها انه مخطئ .. لكن أكيد لن يهون عليها أن تشتكيه في المخفر.. فقالت: و ماذا سأقول لربي و قد أعطاني من الصلاحيات ما استطيع أن أرد ظلمه لي و لأخوته و لنفسه؟
.هل أقول له : أصله صعب عليا.. ما أنا دوري أن أربيه و أقومه .. أن أمنعه من الظلم و التجبر و التكبر، و إلا فانا أساعده على التفرعن..
تعتقدي - يا عبير- قدرت تشكتيه؟
الأم " َطبعتل ".. لضرورات أخوية!
* سيبك يا عبير من مشاهد جوانتامو و فكري في كم الابتلاءات المتعلقة بالاعتداءات و التحرشات الجنسية على الأبناء.. مرة سمعت في برنامج " قلبي معك" بنتين مدمرتين.. واحدة بتقول: إن خالها تحرش بها و هي صغيرة.. و لما أخبرت والدتها.. وجدت أمها تحتضنها و تبكي و أبدت تعاطف كبير معها و لكنها اتفقت معها على ألا تخبر والدها حتى لا يتهور الأب فيقتل هذا الخال.. و عاملت الأم أخاها بشكل طبيعي جدا .. تجامله، توده و تزوره و يزورهم.. ربما نسيت أن تكرهه لما فعل بابنتها!
و استمرت الفتاة تحكي لماما عبلة مآساتها التي جعلتها تشعر بل و تتأكد كلما كبرت .. أن والدتها "طبعت" مع العدو لضرورات أخوية أهم من شرف بنتها وحياتها ونفسيتها و مستقبلها .. و أخبرت الفتاة ماما عبلة أن مشكلتها هي حبها و تعلقها الشديد بوالدتها فهي تحبها لدرجة القداسة و تراها أو تريد و تحتاج أن تراها سيدة رائعة .. و تسامحها من كل قلبها و تدعوا الله أن يسامحها لأنها سيدة طيبة و ربتها .. و لكنها - لكونها أصيبت بانفصام في الشخصية - لا تستطيع منع نفسها في أحيان كثيرة من التعصب على أمها كما أنها لا تتقبل منها أي رأي أو نصيحة حتى لو صائبة و لا تراها في أعماقها جديرة بلعب دور الناصح الأمين كونها آثرت الجاني على المجني عليه.. وقوت الصقور على الحمائم و قالت البنت للدكتورة عبلة: أنا نفسي أفقد الذاكرة .. فلا أتذكر لأمي سوى أياديها البيضاء علي.. فأمي في المجمل سيدة فاضلة و لكنها أجرمت في حقي .
يا عبير:
في رسام كاريكاتير ناسية اسمه رسم مرة فلسطين على شكل سيدة.. تقوم اسرائيل و أمريكا بالإعتداء عليها .. بينما تقوم الدول العربية و الاسلامية بمساعدتهم بفتح أرجل فلسطين..
قوموا يا بنات .. راضوا أبوكم
بنت أخرى قالت للدكتورة عبلة الكحلاوي مشكلة أنأح .. يعني فعلا حاجة صعبة .. البنت لها أخوات بنات.. في عمر الشباب.. و الأب متسلط و فقير و خمورجي.. المهم بيعتدي على بناته.. أقول إيه ؟! المهم اشتكوا لوالدتهم .. عارفة تقلهم إيه لما الراجل يهيج في البيت و يكسره على اللي فيه؟!
!! تقللهم : قوموا يا بنات راضوا أبوكم
أنا لا أعرف هل أصنف هذا ضمن الابتلاءات أم واحدة من مآسي سوفوكل " أونتيجون".
* واحدة أخرى اتصلت بالدكتورة عبلة تقلها أنها هي و أخواتها شافوا أمهم زمان بتخون والدهم مع عمه مرة .. و مع أخوه مرة.. و في البيت و أمام الأبناء!!
يا عبير :
في جوانتناموا .. الجلاد.. بيكون كافر .. غريب .. و عدو
و الألم بيكون مميت و الجسم ملطخ بالدم
فما بالك لما يكون الجلاد خال أو عم
فما بالك لما بيكون الجلاد أب أو أم
من نفس اللحم و نفس الدم؟
معتنق نفس الدين و يعيش على نفس الأرض و سيح في نفس اليم
لكنه يعتدي على الشرف و ينتهك العرض من الفم للدم
لا حول و لا قوة إلا بالله
* طب هل تتخيلي يا عبير أن في مشاكل ربما تبدو تافهة للغاية و لكن ربنا كفيل انه يبتلي بها الناس بشكل مؤلم..
يعني تعرفي أن النازي كان يعذب السجناء بطريقة غريبة جداً.. بيسمعوهم صوت قطرات الماء لمدة طويلة .. يعني يفتحوا صوت صنبور مياه لمدة أسبوع على سجين في سجن انفرادي.. و تكون النتيجة أن السجين ينتحر.. تخيللي.. لكن هناك سجناء صبروا!
* عارفة في واحدة اسمها أم السعود.. صديقة لي في قطر .. و هنا في قطر و في الخليج كله.. بيمشوا الشرع في الزواج .. فتجدي الزوج.. يقوم بكل تكاليف الزواج.. فأم السعود تحكيلك عن زوجها لما قرر الزواج منها.. قام والده و والدته فأعطوه ثمن المهر و ثمن الشبكة و ثمن الهدايا و اشتروا له بيت كبير و قاموا بتأثيث البيت و توضيبه و قاموا بشراء الهدايا لها وقت الخطوبة .. كما قاموا بشراء الهدايا لأهلها في كل مناسبة .. و لكنهما عجزا عن إقامة فرح كبير .. و هو شيء أساسي هنا في قطر.. و في معظم دول الخليج.. و لكنهما - على قدر ما أوتوا من إمكانات - إقامة فرح متواضع .
و لا تتخيلي مدى المعاناة التي تعانيها هي و زوجها كل عام حينما تأتي مناسبة الاحتفال باليوم المشئوم- يوم زواجهما- و لا تتخيلي كيف يحرص أبو السعود في إشعار والديه بالذنب لأنهما قصرا في حقه لعجزهم عن إقامة حفل زفاف يليق به و بعروسه كباقي "ربعه" كما انه دائما يا يعايرهم أنهم اشتروا له بيت في منطقة شعبية!!
الشريفة جي جي ليس لها في البصاق
* الست اللي حكيتلك عليها اللي كانت مبسوطة إن حماتها - أخيرا - ماتت عشان تنفرد بجوزها و تفطر في رمضان بعيد عن والدته.. الست دي.. لما زوجها توفي في حادثة.. تحولت إلى شئ ما لعنة - على رأي بابي- و لأن أولادها كانوا مقيمين في أمريكا .. قررت استقدامهم .. لكن بوسائل غير سوية.. هي أصلا كانت تسافر السفرية في الصيف لأمريكا عند أولادها تعملها كام مشكلة و تقول لإبنها : أمك إتبصق عليها - طبعا لم تكن تستخدم لفظ إتبصق.
فالولد يجري على زوجته ليضربها..علما بان البنت ليس لها في البصاق أوالأساليب المتدنية دي مطلقا !
يعني البنت بالكاد تكح - و لو كنا نعيش في عصر الملكية.. كانت البنت- بقليله- تأخذ لقب الشريفة جي جي..
تلاقيكي فاكراني بأهزر يا عبير.. و الله أبدا .. و فعلا هذه الحماة فضلت وراهم لما طلقتهم!
و والدة البنت و زوجها- يذهبا لهذه الحماة لإستراضائها في موقف أشبه بالابتزاز العائلي .. فألام تقول: معلش صغيرة و غلطت.. امسحيها فيا أنا ..أنا هاجيبهالك تبوس راسك و أكسر لك دماغها.
تقوم تقللها: بنتك عديمة الرباية .. دي تربية شغالين..
فالراجل جوزها يقول: أنا بنتي متربية أحسن تربية
تقل له: دي مش بنتك أنت جوز أمها
فالراجل بأدب شديد يقللها:" مراتي كانت متزوجة قبلي من رجل فاضل .. لكنه توفى- الله يرحمه - و انا ربيت جي جي و هي عندها سنتين فهي فعلا بنتي وأنا كفيل بها و أقدر أخليها تصالح حضرتك .. ده أنت أم و لك مكانتك"
فتزيد الست فيها إلى أن تطردهم ثم تدفع بالابن إلى أن يطلق زوجته وتمنع البنت من الحصول على أي من محتويات بيتها حتى الذهب.. و الأنكي كانت تريد رفع دعوى تدعي فيها أن البنت سيئة السمعة لتأخذ الأولاد و فعلا أخذتهم .. أخذت الأولاد يا عبير!
يا بنتي هذه السيدة كانت لا تستحي من القيام بإظهار سعادتها لأن ابنها يزني مع سيدة متزوجة و تقول: أحسن عشان مراته قلبها يتحرق و تتعلم الأدب.
فعلا إن الليالي يلدن كل عجيب" و أكررها" ربنا ما سابش حاجة ما خلقهاش.
* احكيلك عن كم كبير من السيدات اللي قرروا يستمروا في الحياة مع أزواجهم بدون إنجاب .. و بعدين لما الزوج يصل للسبعين والزوجة تبقى في الخمسين و لا الستين .. يقوم يقلها " شكرا مع السلامة .. أنا مضطر أتزوج و أخلف عشان أخواتي ما يرثوش.!!
!!J
أعداد المتصخرين في ازدياد يا عبير
*أحكيلك على البنات اللي بيعانوا الأمرين من الأخوة الذكور اللي بيمنعوهم من الميراث و يكتفوا بإعطائهم المصاغ .. و تبقى الأخوة بعد الزواج .. أخوة في المناسبات فقط ..
أعرف واحدة باعت 22 فدان لأخوها برخص التراب .. يعني الفدان زراعي بايعاه بما يساوي الفين جنيه!
و المهم تقول " هو الفدان - لما يتمعظم ثمنه.. هيكون كام .. 100الف ..؟ لكن ثمن الأخ عند ربنا أكبر .. و الحمد لله على القليل .. لكن تفضل علاقتي حلوة بأخواتي..
و استمرت تعامل أخوها كالخنساء و استمر يعاملها كصخر .. و ماتت و هي تتخنس و لا يزال يحيا و هو متصخر.. وأعداد المتصخرين في ازدياد يا عبير!
* واحدة ربنا مبتليها بزوج من أكابر المخادعين.. متزوجها على إنه البكر الرشيد .. و بعد عقدين من الزواج عرفت انه كان متزوج .. لكن لم يجد من الضروري أن يطلعها على زيجته السابقة لأنه يعتقد أن هذا يعتبر من سفاسف الأمور!
رسمة على الأسفلت!
* نموذج مخادع أخر لزوج مدعي فقر على زوجته من يوم ما تزوجها .. و ليل نهار يسمعلها أرقام فواتير إيجار البيت وفواتير التليفون و الكهرباء و المياه .. والغريب أنها عمرها ما اشتكت معه من أي بخل.. و البنت يعطيها جنيه تسعد .. يعطيها مائة تسعد أيضا .. بالعكس كانت تنمي فيه و تشكره على كرمه معها و تبالغ في مدحه.. و هو يجيد رسم صورة الإنسان المكافح الذي يأتي على حساب نفسه و يقطع من قوته عشان يعطيها .. و بعدين يا عبير .. البنت بدأت تشك من كثرة ما وجدته يكذب بدون داع..
فبعد 3 سنوات من الزواج، اكتشفت إنه يعمل في وزارة الاقتصاد رغم انه كان مفهمها انه بيعمل في وزارة الزراعة .. و مرة أخرى قالها :عندي لك خبر هايل.. أنا راتبي زاد و سأقتسمه معك.. طبعا البنت ثارت .. كيف تقتسم الزيادة معي و أنت وراك فواتير بالهبل؟ و اتخانقوا.. و بعدها ربنا وضع تحت يدها ورقة بتفنط مرتب زوجها وعرفت إن راتبه زاد أضعاف .. أضعاف ما أخبرها .. و لكنه يظهر خاف من الحسد .. خاف تطلب المزيد .. ما تعرفيش ليه حب الإستمرار في الظهور بصورة الموظف البسيط المكافح .. مع أن البنت عمرها ما إختلفت معه على ماديات.. بالعكس .. والغريب انها لم تخبره انها تعلم بأكاذيبه..
فسألتها : ليه ما واجهتهوش
: قالتلي .. يمكن قرفت منه .. و إحتمال أكون خفت أنه يفتكرني طالبة زيادة في المصروف.. و غالباً زهقت من سماع مبررات كاذبة .. و استمرت تلعب دور الزوجة المطيعة و استمر يؤدي دور الزوج الذبابة الذي لا يقع إلا على كل قبيح.. تبقى البنت عاملة كل اللي طالبه و منظفة البيت و غسلة و ناشرة و مريشة و معتنية بالأبناء و مهتمة بنفسها و مهتمة أكثر به و بكل التفاصيل الذي يريدها:
السرير مشدود و الدواليب مقفولة كما يريد و الغسالة شغالة على نظام 6 مش 4 .. و الأبيض لوحده على درجة الغليان و غسلة واحدة في اليوم و العربية متنضفة و مصلية الوقت بوقته و منفضة السراير و مولعة البخور اللي بيحبه و ماسحة الأرض و كانساها و مهتمة بالاجتماعيات نيابة عنه لأنه لا يجيدها سوى مع والده ووالدته فقط .. وعاملة المشاوير اللي بيطلبها منها و ماسحة أمام باب السلم و أحكمت غلق الأدراج و أحكمت أيضا غلق الأنبوبة عقب كل استخدام ووضعت الكتب في المكتبة كما يحب و فتحت أبواب الغرف الذي يريدها مفتوحة وأغلقت أبواب الغرف التي يفضلها مغلقة .. و لم تستخدم وسائل التنظيف الذي منعها من استخدامه لأنه "بيظلمت" الأرض.. و عادلة الستائر كما يحب ثم" استخبت أو اختفت من أمامه" لأنه يريد ما أن يدخل البيت.. أن تختفي من وجهه لمدة ساعة حتى يقوم هو بممارساته اليومية.. و لكن البنت يا عبير تخشى من لحظة وصوله.. فما أن يدخل البيت .. إلا ويتحول لذبابة زرقاء و ربما سوداء لا تقع إلا على كل قبيح و الليلة تتقلب ضنك..
: أهو .. اتفضلي.. نسيتي تملي أزايز المياه.. و زعيق و شخط و عكننة
و طبعا اليوم يبوظ لأنه لا يتعامل معها من منطلق إن الحسنات يذهبن السيئات على فرض أن عدم ملي زجاجات المياه يعتبر سيئة..
* زوجة أخرى.. ربنا ابتلاها بزوج نطع ..عاطل و بيشتغل لاعب أو لعيب .. و كمان كل شوية يطلعلهم بمشروع يخسر فيه.. الأول شرع المشاريع بفلوسه و بعد كده بفلوسها و بعد كده استدان ثم تركها تتصرف هي و تصرف هي و عائلتها.. ثم هل لكي أن تتخيلي أن الست لما فلست.. راح يجس نبض أهلها.. و بالمفتشي كدة يقلهم: أصل أنا اتخنقت والوضع أصبح صعب و بأفكر أتزوج من واحدة عشان تساعدني و أقدر أعمل مشاريع.. وكله للأولاد و يا ريت تحاولوا تقنعوها
لا حول و لا قوة الا بالله!!
تخيلي عايز أهلها يقنعوها انه يتزوج عليها عشان يجيبلها واحدة تصرف عليهم كلهم.. يعني الراجل حتى مش مكسوف من نفسه .. و على رأي غادة عبد العال " ما عندوش من الأحمر خالص"!!!!
* عارفة يا عبير :
من فترة حكالي ياسر عن راجل.. عامل أسيوي بسيط يعمل في سفلتة الأرض في قطر- و للأسف - فقد دهست هذا الرجل مكنة السفلتة و هي عبارة عن ترلة كبيرة .. فسوته بالأرض .. فلم يعد هناك جثة.. فقد أصبح جسده عبارة عن رسمة على الأسفلت.. تماماً كالصرصار حينما يلزق في الأرض..
عامل بسيط مغترب و فقير بل و معدم .. و مات ميتة مرسومة على الأسفلت.. و طبعا لا توجد جثة أو دفنة.. و لا أهل يصلون عليه.. حاجة صعب.. هل هذا الإبتلاء له أم لنا؟!
ربنا بيسلط أبدان على أبدان.. و حكام على حكام.
* طب كل الي حكيتهولك يا عبير يجي إيه بجانب ما يقترف في أطفال و شيوخ و شباب العراق و فلسطين؟
كلنا مبتلين.. و أتذكر كلمة للأمير الشاعر سعود بن عبد الله:"ربنا لما قال" خلق الإنسان في كبد " لم يستثن الأمراء و الملوك"
بالعكس يا عبير .. دول ابتلاءاتهم أقوى وأصعب ..
ما طبعا الحاكم من دول نائم قائم و هاجس حفرة صدام يجعله يرى كوابيس سوداء في أحلامه
طب تخيلي المنافسات اللي بتكون بين أولاد العم .. و آه لو حد اشترى سيارة أحسن من الآخر أو موبايل أو غيره.. فقيسي على كده لما رئيس دولة يزور أخوه في الرئاسة أو في الزعامة و يتقهر لما يجده متهني و سعيد مع شعب أنضف من شعبه أوأكثر تقدم من شعبه الضلم !!
أكيد طبعا الزعيم من دول بيتحسر أن ربنا مبتليه بشعب رخم .. شعب فقري!
* تخيللي لما أمير دولة عربية يتم دعوته من قبل الملكة اليزابث .. طبعا بيكون راجع و حسرة قلبه مالية كيانه .. يعني.. كونه أمير على بتاع 20 .. 30 ألف كيلومتر وهي ملكة على ملايين الهكتارات.. و شوفي لما رئيس دولة عربية بذهب لتأدية فروض الطاعة في واشنطن.. بيبقى حالته تكسف ازاي.
يا شيخة دول بيبقوا صعبانين عليا جداً.. و تلاقي أنكلك بوش .. عاملهم حصة أدب ..
* أنت عرفتي إن بوش أعلن انه كان مرحب بالتعامل مع أيمن نور مرشح الرئاسة السابق.. طيب بذمتك مش الريس ممكن يتفرس من تصريح إستفزازي زي ده.
عالم بتعرف توجع حكامنا.. و فعلا ربنا بيسلط أبدان على أبدان و حكام على حكام!
عموما يا بيرو:
سيبك من الحكام .. مش أحيانا تجدي الموقف هو ..هو .. بس ردود فعلا الناس و تعاملهم مع الموقف بيدفع الموقف لمسار سلبي أو إيجابي.
عارفة يا عبير.. في ناس خلاقة في تفكيرها و في بحثها عن حلول منهم
.. البنت اللي حاحكيلك عليها دي عجبتني جدا .. يعني تقدري تقولي عليها استخدمت كل جوارحها في التعامل مع مشكلتها بكل إمكانيتها و الغريب انها كانت بنت خريجة المدرسة الألماني و كمان أي يوسيان
AUCian
ما أنت عارفة أننا استرحنا على فكرة أن الفئات الغير متعلمة اللي عايشة بالسليقة هي اللي بتعرف تعيش و تعشش.. لكن بنات العائلات لا يجب عليهم أن يزجوا بأنفسهم في هذه المنطقة الوعرة ..
هي كان اسمها جيلان و كانت بتشتغل معي أيام ما كنت في الجامعة الأمريكية
و قالت لي : أنا فهمت من الأول أن تانت.. مامت شريف زوجي ست "اولد فاشون" ومش عايزاني أنا إطلاقا.. و لا يعنيها إني أحبها أوأكرهها.. و كلما حاولت أن أصل لها بالترغيب .. تؤكد لي بشتى الطرق أني لن أصل لها سوى بالترهيب.. فكانت تستريح للشعور أني رغم كراهيتي لها إلا أنها تضطرني لاحترامها.
فقلتلها: و أنتي سيادتك عرفتي كده ازاي؟
قالتلي: بصي.. من غير تريأه.. أنا شعرت من" البادي لانجويج " تبعها أنها تحاول إرسال " ميسيج" لي .. أنني كزوجة إبن.. غير مرغوب فيها أو أني كشخص اعتبر "
Persona Nona Gratta
أو شخص غير مرغوب فيه و.. و كلما حاولت أتجاهل هذه الرسائل السلبية .. زاد ضيقها .. و كأنها تقول لي" إيه الغباء ده .. و لا ده كهن ستات "
فمثلا:
" إذا قمت بزيارتهم و طلب منها زوجي أن تجلس معي تقول له: هي مش ضيفة.. و تحرص على أن تسمعني " و أنا عايزاك في موضوع.. سيبها .. تعالى معايا"
و كانت تمتعض إذا لاحظت أن زوجي يغرف لي من الطعام ..
و بالطبع كانت تسألني عقب أي مناسبة لتعرف نوعية الهدية التي أهداني إياها زوجي .. وطبعا كنت في بداية زواجي مغفلة .. فقلت لها مرة: أهداني خاتم ذهب .. فاتفرجي يا عبير على جيلان و هي بتحكي على حماتها بتقول: يا حرام الست صوتها حشرج و عينها جحظت و كتمت النفس فقالتلها : مالك يا تانت هو الخاتم ما عحبكيش!
رسائل "موسوجر" لضمان علم الوصول
المهم جيلان ظللت على نصائح والدتها التي كانت تريدها أن تتعامل مع المشكلة و كأنها لم تكن و نظام القضية بسيطة.. و عامليها كأنها مامتك ..
جيلان تقلك : ثبت الفشل الذريع لنظرية "عاملي حماتك مثل والدتك" هذه النظرية عارية عن الصحة .. لأن الأم تبلع لأولادها أما الحماه فتتمنى الغلط لتجد مبرر لمشاعرها السلبية!
و الله يمسي جيلان بكل خير.. كانت كلما حاولت تجاهل الرسائل السلبية التي تصلها من والدة زوجها ..أمعنت هي في معاودة الإرسال بشكل" موسوجر" لضمان علم الوصول!
المهم استوضحتها فتقل لي: أنا كنت أجد حماتي سيدة طيبة و محسنة مع جارتها وأهلها و أحبائها .. يعني كانت تقول لجارتها: و الله يا حاجة هدي.. أنا كل أولادي بيحبوكي ذيي تمام و بأعتبر أسامة و أشجان اخوات لشريف.
يعني ببساطة شديدة تنازلت عن مكانتها كأم لجارتها و ساوت في المكانة بين أولاد جارتها و أولادها..علما بأنها حاولت المستحيل لتؤكد لي أني ليست لي مكانة من الأصل في حياتي مع زوجي و أني خاصة قبل الإنجاب .. جسم غريب نختبره قبل زرعه في جسم ابني .. و هناك احتمال كبير لان يكون هذا الجسم غير متوافق و سيتم لفظه.. و لكن بعد تدبر وجدت أن سبب قلقها أنها تعلم يقينا أني أثانيها في المكانة!!
كما أن زوجي يثاني مرتبة والدي و والدتي.. و تبين لي أن وضعي في الدرجة الثانية كان يضايقها بشدة .. حتى الدرجة التيرسو لم ترضاها لي.. لذا فهي كانت تحاول إثبات أني أسابعها ..أثامنها.. أتاسعها ..أعشرينها .. أو أمائتها....
فعارفة يا عبير :
جيلان كانت تؤكد إن حماتها كانت تجامل جارتها بوضعها في مكانتها لأنها عزمت عليها في المكانة كعزومة مرا كبية ..
اه يا عبير:
أنا كنت بأفضل أستمع لجيلان دي وأنا منبهرة بكلامها .. لأني الكلام ده عمري ما سمعته في الفضائيات و لا في الإذاعات و لا من أي حد رغم أنها أكدت لي أن طريقة التعامل هذه لا يمكن تعميمها .. و لكن كنت بالفعل احترم فيها أنها على الأقل حاولت معرفة كيفية تشغيل المفتاح الذي يخصها؟
المهم تقلك ايه: بعد لما عرفت أنها تشعر بضيق أكثر إذا لم أتضايق من تعليقاتها الجارحة و تعتقد أن السهم اخطأ.. فأصبحت أتلقى الطعنة كاملة بدموعها و أحيانا أثور ثورة مدروسة، حتى أعطيها فرصة أن تلعب دور السيدة الحكيمة التي تستطيع أن تهدئ النفوس و تضبط الأمور.
مدانة حتى تثبت براءتها
و باختصار شعرت أن السيدة حماتي تريد أن تقول لي: أن ابني العبيط اضطر للزواج منك نظرا لاحتياجاته البيولوجية.. و أنا- كأم- لن أقف في وجه احتياجات ابني من منطلق إن الضرورات تبيح المحظروات.
و جيلان يا عبير عندها اعتقاد أن اغلب الحموات اللي من النوعيات "الكومبلكس" لا يتكلمون بشكل" دايركت" في الأول.. لكن يبدءون بالنظرات والتكشيرات و الوجه العبوس المتجهم ثم تبدأ خطوات الهمز و اللمز ..
وهذه الفصيلة من الحموات تتعامل مع الكنة.. من منطلق أن زوجة الابن مدانة حتى تثبت براءتها
عقيمة حتى تثبت خصوبتها..بخيلة حتى تثبت كرمها.. و ليس كالمتهم برئ حتى تثبت إدانته!
بصراحة أنا افتكرت أن جيلان بتتفزلك شويتين .. لكن وجدت أن البنت لديها رؤية للتعامل.. لكن بصراحة غريبة جدا..
بتقول إيه: أنا أخذت الموضوع جد.. و رحت لأكثر من استشاري أسري .. و كنت حريصة أن أتكلم معهم على إني تعبانة و أريد استشارتهم.. لكن كان هناك سؤال لابد أن أطرحه على كل من أستشيره.. و كان يتعلق بطبيعة علاقته بأصهاره.
و إذا وجدت أن هذا المستشار أو الأخصائية الاجتماعية كانوا يتمتعون بعلاقات جيدة و يمدحون في نسائبهم.. فكانت على الفور تسمعلهم و تثق بهم .. وأكدت جيلان أنها تركت أخصائيين لهم أسماء كبيرة لأنها لمحت في نبرة صوتهم أو نظرات عينهم أو طريقة كلامهم ما يعطي الانطباع أن ثمة مشاكل.. فإذا قال أحدهم: يعني ربنا يهديهم أو الحمد لله "اتكلم أو سلموا النمر " كانت ساعتها تعرف أن دول ناس فشلة.. و البنت كانت تريد الاستعانة بتجارب أشخاص ناجحين في علاقاتهم الاجتماعية.. و لم يكن عندها استعداد لسماع نظريات من نوعية " عاملي حماكي كوالدك و حماتك كمامتك"
المهم لجأت أحياناً لاستشارة سيدات.. غاية في البساطة .. لا يتمتعون بمستوى اجتماعي أو مادي أو تعليمي عال .. و لكنهم يمتلكوا عائلة سعيدة..
فوجدت أن هناك سيدات نجحوا في التعامل- بالسليقة - بشكل جيد مع أصهارهم
فكانت تستشيرهم..
و الله جيلان دي حكاية يا عبير!
البنت فكرت .. فوجدت أن حماتها سيدة متوسطة التعليم و لكنها ليست واسعة الاطلاع .. و أميل لنموذج السيدة البسيطة .. وبفقدانها لزوجها تكون قد فقدت أهم سند لها بعد والدها .. و بدأت تسأل كيف تفكر السيدة البسيطة في موضوع زواج الابن .
عارفة يا عبير.. جيلان توصلت لبديهيات نحن نتجاهلها عن غباء.
* توصلت أن عدد كبير جدا من السيدات يفضلن تأخير سن زواج أولادهم الذكور.. بل و يباركن هذا الوضع و تفضل الأم تشتم في "خالد "ابن أختها اللي ما عندوش رائحة الدم لأنه تزوج و هو لا يزال في مطلع الثلاثين و ترك أخواته و أمه.. أما هشام .. ما شاء الله عليه.. الله يباركله .. راسي و واعي و ما فيش واحدة "هلفوتة" قدرت تضحك على عقله و تلوف عليه و تتجوزه.. أما حمادة بن أخوها فراجل و عرف يجبر حماه على انه يشتري له شقة و يجوزه ببلاش..هو الواد حمادة واعي من صغره .. و هما حيلاقوا زي حمادة فين.. راجل و صحة و مية مية.. و البت خطيبته العبيطة كان نفسها يجبلها فستان فرح عشان يبقى شكلها حلو أمام عائلتها .. لكن حمادة وقفها عند حدها و قالها عايزة فستان .. خللي باباكي يجبلك!
و تظل الأم تمجد في نموذج هشام و حمادة .. فتصورهما كأبناء بررة سيدخلان الجنة( طشم) بما أنها تمتلك منح أو منع صكها لأنها تحت أقدامها .. صلي أم لم يصل .. زنى أم لم يزن.. لعب بذيله أو لعب بالتشات أو بيتفرج على أفلام بورنو .. مش دي القضية .. ده سن الشباب وبكرة يعقل.. المهم أن الابن الحلو هو الذي لا يتكلو لا يكلف أهله مليم في الزواج .. أما الإبن الأطيب هو من يتمكن من إجبار أهل خطيبته على شيل الموضوع كله و شراء الرجل .. و تجد أن الأم .. و قد تكون في أواخر الخمسينات أو الستينات - ومع علمها يقينا بمدى احتياج ابنها للزواج و مع ذلك "مصهينة" خالص ..المهم ما يتجوزش و يصرف على أخواته لغاية ما يسترهم..
و تقول لإبنها: يا ابني أنت يرضيك تجيب لي واحدة تبهدلني في شيبتي قبل ما أموت!
* عارفة يا عبير .. جيلان عملت جروب في الجامعة مكون من 4 بنات بيلتقوا مرة في الأسبوع يتباحثوا في كيفية معالجة أي موقف تعرضت له واحدة منهن مع أهل زوجها.
* جيلان و صاحباتها تجاهلوا نظرة السينما و الإعلام الكوميدية للحماة .. و حاولوا يعرفوا ماذا يحدث داخل البيوت .. سألوا رواد النوادي من أصحاب و صحيبات المعاشات وأمهات صغيرات.
واستنتجوا من بعض المواقف رؤية معينة:
أولاً : توصلوا انه من المؤكد لا يصح أن يتم التعاطي مع كل الحماوات بشكل واحد .. فالحماة المثقفة تختلف عن ربة البيت التي لا تخرج من المطبخ و تختلف عمن تعمل و كل اللي فات كوم و نوعية السيدات الناشطات كوم آخر .. ثم يا عبير تستوقفك حاجات غريبة جدا.. منها أن أصعب حماة هي التي عندها وقت فراغ كبير وقليلة المسؤوليات .. فاضيه و الفراغ قاتل.
صحيح كما قال الفرنسيين"
Loisire est mere de tout vices!
القضية أن السيدة من هذه الفصيلة تكون حريصة على أن تعرض معزتها و مكانتها -المضمونة بالقرآن و السنة- في محل اختبار للإبن أول ما يتزوج و عليه أن يثبت إما أن يكون بار ..أم ابن عاق.. فتشوه صورته أمام العائلة كلها.. و طبعا الزوجة.. يعني- نقول في العشرينات- و لا أدنى فكرة لديها عن تكتيك هذه الأم المرعوبة و التي تريد أن تعلن و تثبت مكانتها أمام الجميع .. لذا فهي تضع الاختبارات و تختلق المواقف الذي يجب أن يختار فيها الابن.
تصدقي يا عبير إلي أي مدى البنت جلست وفكرت في الموضوع.
جيلان لا تغادر الحظيرة إلا بإذن
أكثر من كده.. بتقول: كنت في البداية حريصة على أن أبدا بتقديم أي ضيافة لها أولاً و لأني أعرف أنها تحب الحلويات فكنت أصنع لها" تارت" بنفسي .. لكن زوجي أخبرني أنها ستفرح أكثر إذا أتيحت لها فرصة النقد و الإعتراض و تصحيح الأوضاع على موقف ما .. لذا فقمت في إحدى المرات فبدأت بتقديم الضيافة لسواها.. فما كان منها إلا أن قالت لي أمامهم:" هو ده الأدب اللي علمهولك في الجامعة الأمريكية و المدرسة الألماني"!
فقلتلها: سامحيني يا تانت .. أنا عن نفسي مش قادرة أسامح نفسي.. ما أخدتش بالي ..
: يا بنتي ده عذر أقبح من ذنب
: أكرر الاعتذار يا تانت ..
: عموماً يا بنتي .. خير الخطائين .. التوابون
فالست أتبسطت جدا أنها تمكنت من تقديم نقد علني أمام الناس مما ثبت موقعها كشخصية لها وضعها و مكانتها .. واطمأنت لكون جيلان شخصية لا تغادر الحظيرة إلا بإذن .
تفتكري يا عبير جيلان دي بتكذب؟
معقول واحدة تخفض من نفسها إلى هذا الدرجة لتؤكد لأهل زوجها أنها مش جاية تتنطط عليهم؟
هل تتخيلي يا عبير عن جيلان غيرت لغة خطابها و استخدمت لغة " سلانج وكولوكيال" أقرب ما تكون للعامية الشعبية.. بمعنى إنها كانت على سبيل المثال تتعمد استخدام كلمة" يا أختشي" "قطع كام "يا لهوي" و ألفاظ من هذا القبيل و كان عندها استعداد تغير "الفوكابيلار" الخاص بها و قاموسها كله لتقترب من هذا المجتمع لتشعر أهل زوجها أنها منهم و ليست عليهم..
يا عبير .. دي جيلان حكت لي أنها كثيراً ما اتفقت مع زوجها على اختلاق مشاكل وهمية لكي تعطي لحماتها إمكانية لعب دور حمامة السلام في البيت .. رغم أنه غالبا لم يكن دور في صالحها فكانت تذهب لحماتها وتقول لها: أرجوكي يا تانت..أنا محتاجة حضرتك بشدة .. أنا حياتي في خطر و بيتي هيتخرب.. و محتاجاكي جنبي.. و من غيرك هأضيع.
فتقل لها: لكن أنتي غلطتي في زوجك.. لأنه قال لك أكثر من مرة ما تتأخريش و حقه انه يؤدبك
فتستعطفها: عند حضرتك حق يا تانت.. لكن أنا طمعانة إن حضرتك تتدخلي و تطلبي منه انه يسامحني عشان أنا ما ليش إلا حضرتك الدنيا.
فتقلها: بس تعتذري له
. فالبنت تقول: طبعا يا تانت " الاعتراف بالخطأ.. فضيلة
فحماتها تبدأ تصفى و تهدأ و تشعر أن زواجه لم يسحب منها دورها بل أوجد لها دور في مستقبله.. و دور آخر مهم عليها أن تقوم به و هو الإصلاح مع زوجته.. و كمان تبدأ في عمل اتصالاتها مع أقاربها لتتباهى بموقف ابنها و كيف تمكنت من مساندته في شكم زوجته و ترويضها.. لولا قلبها الأبيض هو الذي أجبرها على التسامح عشان هي مش خرابة بيوت.
يعني يا عبير .. أشعرت حماتها إن لها دور هام في قيام البيت أو هدمه .
* جيلان يا عبير قدرت تتحمل أن تنظر لها حماتها نظرة معناها" مشاكلك كثرت و أنا مش فاضيالك و مش كل شوية هاسيب بيتي عشان أقوم بدور حمامة السلام التي ستقوم بجهد جبار باستخدام صلاحياتها و اتصالاتها لإصلاح أخطائها و تسوية الأزمة البيتوتية.. يعني مشغلها كونداليزا رايس بعد الظهر!
*جيلان كانت تعرف أن حماتها تريدها أن تتعب في التنظيف و في الطبخ و في شغل البيت .. فكانت تريحها و تخبرها بأنها تقوم بكل ما يأمرها به زوجها و تمتنع عن عمل كل ما ينهاه عنها زوجها " يعني كرة شراب".. فالست تستريح أن الأمر و النهي في يد ابنها ..
جيلان يا عبير علمت زوجها قيادة السيارة عشان تبادر لفتح الباب الأمامي لحماتها و تقل لها حضرتك مكانك قدام يا تانت.. جنب ابنك وأنا سأجلس في الخلف مع الأولاد .
* جيلان يا عبير لم تحاول - فقط - فتح باب السيارة الأمامي لحماتها بل حاولت و اجتهدت لفتح قلبها من الأعماق.
* جيلان يا عبير تحملت حتى مواقف زوجها الذي كان أحيانا يسيء فهم أو تأويل ما تقوم به من اجل تهدئة والدته.
*جيلان تأكدت أن حماتها تخشى من استئثار الزوجة بقلب الابن و جيبه .. فبادرت بمنح الهدايا الثمينة والرمزية و شجعت زوجها على الاهتمام بأخوته و" كله من خيركم يا تانت" و تحملت نقضها اللاذع .. و نظراتها إذا لم تعجبها الهدية .. مش سيادتك يا عبير بتشتكي من شوية هلاهيل نقصت من البيت.. جتك خيبة.. و بعد الشر عليكي من اي خيبة!
*جيلان يا عبير كانت تتعمد أن تشتكي من إهمال زوجها لها كي تطمئن الأم أن ابنها غير متعلق بها بشكل جنوني فلا داعي أن تخشي عليه من امرأة ممكن أن تؤثر عليه بجمالها ..
تخيلي تقل لها: يا تانت ده أنا من غير شوية المكياج.. ده كان شكلي ما يتبصلوش- يا نهار ابيض.. البنت دي وصلت لكده ازاي؟!
*جيلان تأكدت من ولع حماتها بمعرفة أخبار وأسرار البيت .. فتوصلت مع الجروب لنتيجة مفاداها إنها.. إذا لم تتحدث من وقت لأخر عن مشاكل معينة- هي تختارها مع زوجها- فهذا سيدفع الحماة لان تنخرب بنفسها لتعرف ما لا يجب معرفته، فكانت جيلان تقول:" بيدي لا بيد حماتي" و من ناحية أهدي من مخاوفها و أؤكد لها إن الأمور ليست كلها سهلة و أني أتحمل بعض المشاق في الحياة مع زوجي .. فربما يحملها ذلك على التعاطف معي ..علما بأن جيلان في المجمل كانت تشكر في زوجها و في شخصيته و لم تكن أبدا لتنسى انه وارث مزاياه من والده ووالدته.
*و طبعا جيلان عارفة أن ولع حماتها بتسريب الأخبار سيصل لكل بيوت العائلة.. و مع ذلك كانت حريصة على أن تشعر حماتها دوما أنها تخصها بالأسرار: أرجوكي يا تانت ..اوعي و إياكي تقولي لحد على الموضوع ده.. و هي متأكدة أنها الموضوع سينتشر في 12 ساعة أو يمكن بسرعة البرق.
*جيلان يا عبير لم تضع زوجها وسيط بينها و بين عائلته.. و إذا حدثت أي مشكلة.. قامت فأوضحت بنفسها الموقف.. لأنها تأكدت أن زوجها لن يكون حريص مثلها على تحسين العلاقة.. بل كانت متأكدة أن اغلب العائلات يستخدمون أزواج و زوجات أولادهم شماعة يضعوا عليها أسباب أي سوء نتج في علاقة ابنهم بهم.
*جيلان حرصت على تدعيم مركز زوجها و إظهاره بمظهر الشخص القوي المسيطر الذي يأمر فيطاع و الذي يتدخل في كل شأن من شئون البيت .. فلا يتم تنفيذ أي شيء و لا تغيير مكان أي ريشة إلا بالرجوع له .. فهو الذي يحل و يربط .
*جيلان يا عبير اهتمت بتفاصيل عمرنا ما كنا ممكن نأخذ بالنا منها: أول ما حملت حرصت على أن تكون حماتها أول من يعرف بهذا الخبر السعيد كي تشعرها أنها تؤثرها بأسرارها الصغيرة و الكبيرة و كي تجعلها هي من يسرب الخبر للأهل كما أنها كانت تحرص على التأكيد على كل أفراد عائلة زوجها أن لا يمدحوها أمام حماتها تجنبا لأي استفزاز, و طبعا لما الست " هتستفز" ستضطر تعمل مجهود مضاعف لتؤكد لكل أفراد العائلة أن : توء توء توء.. جيلان مش زي ما انتم فاكرين!
مطايا و منطات!
*جيلان - يا عبير- اقتنعت أنها تتعامل مع حماتها و ليست مع أمها.. حماة لم تنجبها و لم ترضعها و لم تتبع ظهور أول سنة لها و لم تتابع نموها و بلوغها ولم تشاركها حياتها و لم تري أي شبه في ملامحها على وجهها و لم تستخدم معها نفس المنشفة و لم تشرب من مطرحها.. حماة تخاف من الأيام و تقلب الأحوال و لا ترى أي سبب يجعل فتاة حديثة عهد أو بنت إمبارح لم تشق كما شقيت و لم تحمل و لم تنجب و لم تكافح ثم تأتي بلا أي سبب اللهم سوى أن ابنها - عشان مش عايز يغلط .. مع إن ربنا غفور رحيم- و له احتياجات بيولوجية .. فمضطر يأكلها و يشربها و يلبسها ببلاش! و الأنكي إن المفعوصة دي ممكن تورث في إبنها.. لا حول و لا قوة إلا بالله!
*جيلان يا عبير لاحظت أن حماتها لا تنتقدها لشخصها بل إن أي إنسان مكانها بيكون محل انتقاد بدليل أنها لا تطيق باقي سلائفها أو أزواج بناتها.. فتعاملت مع المشكلة بشكل غير شخصي.
لن أخبرك يا عبير على عدد المرات اللي جيلان سمعت فيها حماتها بتتكلم بزهو و فخر عن مستواها الاجتماعي و عن عائلة جيلان الكبيرة و عن مستواهم المادي الميسور و عن تربية جيلان في أحسن المدارس و أرقى الجامعات .. حتى أن جيلان سمعت في يوم من الأيام أخو زوجها و هو يتشاجر مع والدته لأنها رافضة ارتبطه بفتاة يحبها.. لأنها دونهم في المستوى الاجتماعي و المادي و قالت له: شوف أخوك متجوز واحدة والدها موظف دولي بيشتغل في منظمة دولية كبيرة و له وضعه في المجتمع.. و أنت ناوي تتزوج من بنت بيئة!!
المهم جيلان تقوللي: بصراحة ضايقنيتفاخرها بمستواي الاجتماعي لتستخدمني مطية لصعود ابنها على السلم الاجتماعي ..
ثم فكرت و قلت: و ماله.. هي عملتني مطية عشان تصعد السلم الاجتماعي في الدنيا و أنا استخدمها مطية للصعود للجنة.
جيلان يا عبير قررت ألا تكثر من ذكر اسم والديها و أسرتها أمام عائلة زوجها مطلقا، كما مرنت نفسها على تقبل أي نقد يتعلق على سبيل المثال:
مش أمك كان المفروض تتصل تعزي في ابن عمتي ..
: إحنا آسفين يا تانت جداً.. معلش امسحيها فيا .. بس خلاص و انتهت القصة.
لكن الغريب إن جيلان لم تكن تطلب لا من والدها أو والدتها أن يتحملا هذا الصنف من الحموات .. بل كانت تعطي الكارت الأبيض لوالدها ووالدتها ليتعاملا معهم بندية كاملة حتى لو زفر الأب كل زفراته.. لأنها لم تكن لتوافق أن تشعر بأنها تذل أهلها .. فهي كانت تؤمن أن الابتلاء يخصها وحدها.. و كانت تتقبل بصدر رحب تعليقات من شاكلة "أنا قلت لازم تتعلمي طريقة الملوخية اللي بالدمعة .. مفهوم؟
*ما تجيبوش غير "إيريال أو برسيل" مش هتنفعكم المقاطعة لما الغسيل تبقى رحته زفت!
*الشغلانة اللي أنت جيبتيها لتامر.. طلعت أي كلام .. و الناس اللي بيتشغل معهم طلعوا حرامية.. ما أنت يا تلاقيله حاجة عدلة.. يا ما تضيعيش مستقبل الولد !
*هو إحنا مش هنخلص من مرض أمك .. ربنا يتوب عليكم و يشفيها بدل شحتطتكم كل يوم و التاني على المستشفيات!
جيلان خفضت جناح الذل من الحكمة
بصي يا بيرو:
انا عارفة انك ممكن تشوفي ان ده أسلوب نفاق صرف.. شبيه بالمتصلقين و الوصوليين و خدام السلطة.. و لو قريتي كتاب د. علاء الأسواني الجديد " شيكاجو" اعتقد أن جيلان ممكن تفكرك بأحمد دنانة .. لكن هو بيتملق للدنيا.. و هي تتلطف للآخرة وشتان بين الإثنين.
جيلان كانت وجهة نظرها أنها بنت من عائلة محترمة و متربية ووالدها يعمل موظف دولي في" الأونوروا " و والدتها سيدة لها مكانتها في المجتمع و لا زالا على قيد الحياة.. كما أن لها ثلاثة إخوة ياباني .. لا تايواني .. كما أ، مستواهم المادي مرتفع نوعا.. ما يعني أنها ليست بحاجة إلي أي نفاق و لكنها تتعامل من منطلق الاستفادة مما تتعلمه ..
و قالتها لي واضحة:
يا داليا .. لا يعقل أن أكون بنت متعلمة و خريجة المدرسة الأماني و جامعة أمريكية ومسافرة نصف بلاد المعمورة و قارية بتاع 4 الاف كتاب و بأصلي و بأتقرب من ربنا .. و بعدين تيجي سيدة مهزوزة نفسيا تخاف من الغد و تخشى من عدو وهمي في صورة زوجة ابنها ، فأعطيها فرصة تهدم بيتي .. و تخرب آخرتي!
*جيلان يا عبير .. قات لي: أنا عاملت ربنا في هذا الابتلاء بصدق ..
يعني يا عبير تقدري تقولي أن جيلان قدرت تخفض جناح الذل من الرحمة و أيضا من الحكمة
* وكانت جيلان تستخدم ملاحظتها .. فتري كيف يهتز زوجها إذا وصل لأمه أنهما خرجا للعشاء في الخارج .. وكانت تراه يكذب كثيرا عليها و يدعي أنهم خرجا لشراء طلبات البيت.. لأنه يخشى أن يستمع لموال تأنيب.. ليه البعزقة والفسح اللي على الفاضي .. دي أختك مريضة و تعبانة وأنت بتتفسح ..ده أخوك عمل حادثة بالعربية .. فكان تفاديا للتقريع .. يخفي عنها أي اتجاه ايجابي تجاه زوجته أو أقاربها.
و أكثر من ذلك، فقد كانت جيلان تلحظ أن زوجها حريص على أن يخبر والدته انه حماته عزمته و لكنه اعتذر .. فتكافئه بنظرة رضا صامتة .. فكانت جيلان تضاعف العزومات الوهمية من قبل أهلها لتتيح له فرصة الاعتذار عن الحضور .. لكي تشعره أنه بر أمه بإهماله لأهل زوجته..
وعارفة يا عبير جيلان حكت لي كيف كان زوجها يريح ضميره معها.. فكان لا يذهب معها لعيادة والدتها المريضة إلا نادرا .. ولكنه يعطيها مال كي تشتري حلوى و هي داخلة عليها في المستشفى ..علما بأنها كانت تحرص على إعطاء هذا المال للبواب.. و طبعا لن ينسى أن يتصل بوالدته ليخبرها بصوت متعب:" ادعي لي يا ماما.. أه و الله أنا تعبان .. حتى .. تركت جيلان تذهب وحدها لزيارة مامتها في المستشفى"
* أهل جيلان عزموني للتصييف معهم أسبوع يا ماما في الساحل الشمالي . بس أنا اعتذرت..
:على راحتك يا ابني..
" بيج إمعة "
و في أي مشكلة تحدث بينهم: يحرص زوج جيلان على أن يقول لعائلته أنه شكمها و ضربها .. و طبعا هي بتكون ضرباه أيضا .. و لكنها كانت حريصة على أن تلعب دور الضعيفة حتى تتيح له الظهور بمظهر شمشون الجبار.
جيلان لاحظت أن شريف يقاطع أعمامه لأن والدته لا تحبهم.. بل حتى أخواله .. يصل من تصلهم أمه و يقاطع من تقاطعهم .. فتأكدت من أن زوجها " بيج إمعة " يهادي من تحبه و يعادي من تكرهه.. لدرجة أن جدته لأمه يناديها تيتة و جدته لوالده يناديها تانت!
عارفة يا عبير:
* جيلان تأكدت أن حماتها تريد أن تتباها أن معها كارت الزوج( أس) و نسيت أن جيلان معها 3 كروت( جوكر و ولد و دام) من الأولاد.. هم أحفادها .
يا عبير:
الأم ُبصلة.. و حتى لو لم تشتك.. و حتى لو لم تلعب دور زينب في "الشهد و الدموع" فترضع الكراهية و الحقد و الحنق في نفوس أبنائها .. فهم ينصتون لتعبيرات وجهها و ينصاعون لرغباتها أكثر مما ينصاعون لأوامر الله- استغفر الله على هذه الحقيقة.
و الدليل وجود عدد كبير من الناس لا يطلقون لفظ تيتة أو نانا إلا على جداتهم لأمهم .. بل إن لفظ جدتي يعني عندهم جدتي لأمي.. أما جدتهم لوالدتهم فيطلقون عليها " مامت بابا " الله يرحمها مطرح ما راحت.. و المؤدبين يقولوا فقط تيتة أمام والدهم فقط ! يا ساتر يا رب!
و عبثا تحاول جيلان أن تقنع شريف زوجها أن يطلق على جدته لوالدته لفظ تيتة بدل تانت .. إلا أنه رفض .. و لكنها لاحظت انه بدأ يعاود و يفكر في الموضوع خاصة عندما لاحظ ان ابنه ينادي جدته : تانت!!
كل إنسان مسخر لما إبلتي به
يا عبير:
جيلان لم تكن تشعر أنها بنت ضعيفة .. لكنها كان نفسها تطبق ما استفادته من قراءتها لباولو كويلو في رائعته "الخيميائي" الذي وصف أي إنسان بأنه يستطيع أن يصل لهدفه إذا استمع لرسائل السماء.. فكل إنسان .. يريد شيء و يسعى اليه سعيه.. فكل ما خلق في الكون يسخر من أجله، بدليل أننا نفكر في أشياء و نجدها حولنا - سبحان الله- ثم أن ربنا كان قادر يرزق جيلان بزوج يتيم - مشفي..بدون شغت - لكن تعتقدي كانت الحياة هتمشي من دون مشاكل؟
عارفة يا عبير .. كل إنسان مسخر لما ابلتي به.
أعرف واحدة ست فاضلة جدا .. حكتلي هذه الحكاية و هي في السبعين!
قالتلي: بعد خطبتي بأسبوعين تقريبا .. مات والد خطيبي ووالدته في حادثة.. فلما شفت الجنازة.. قلت في نفسي " الحمد لله .. ربنا عارف أني بنت غلبانة مش حمل شغل الحماوات.. لكن زوجي كان عنده أخين و أخت.. كانوا نعم الأهل.. و أخته كانت متزوجة من وزير دفاع سابق.. ومع ذلك لم تكن من النوع المتعالي .. بالعكس كانت تهتم بي.. فطلبت منها تعلميي الطبخ فوافقت.. و كنت أذهب لها مرتين أسبوعياً لتعلم الطبخ.. فكانت تعطي للطباخ أجازة لتعلمني بنفسها..
يعني يا عبير علاقة قشطة جداً .. و ناس كافيار على زبدة أو سمن على عسل.. يعني الحماوين متوفين و أخوات الزوج طيبين .. فأين المشكلة و أين المهموز وأين الابتلاء؟
أقلك:
طلع الزوج نفسه .. كبير مدمنى علاقات آثمة " تخصص خادمات" و الست تشيله كل ليلة من على واحدة من الدادات.
أكثر من كدة .. هو زهد زوجته تماما بعد الإنجاب .. و عاش معها أكثر من 30 سنة أخوات و أصدقاء.. ويقلها : و الله غصب عني .. أنت الست الوحيدة في الدنيا اللي مش قادر أقربها!
يا عبير:
الموضوع عامل ذي الكونكان الأمريكاني .. لعبة "كوتشينة" بتتلعب بأكثر من كوتشينة و بيتوزع على كل لاعب عشرة أوراق .. و على كل اللاعب في كل دور ان يضع " ثيريه" أو على الأقل ورقة مكملة" للثيريه".. فتجدي الورق بيسلم بعضه.. و واحد بيلعب بورقه و تلاقي التاني بيكيده بورقة شبيهة بها..
فطبيعي إنك تجدي الحماة المفترية على مرات ابنها .. بنتها بتعاني الأمرين من حماتها.. و إمعانا في الضلال .. عمرها ما هتفكر و تقول: ما يمكن إذا عاملت مرات ابني برحمة.. ربنا يرحملي بنتي.. لا.. لا إنسي تماما.. و اللي مفتري على أخواته الصغار .. تجدي الشتات مزروع بين أولاده.
و اللي مستقوى على زوجته .. تلاقي ربنا باليه بمديرة "سفروتة"- بتاع 43 كيلو.. لكن جايبة داغه.. و عمر تفكيره ما هيهديه إلى انه إذا حسن معاملته لزوجته .. ربنا سيجعل رئيسته تحسن معاملتها معه.. و كله سلف و دين!
يعني كل اللي طالباه منك انك تتعلمي تعلبي كونكان امريكاني
تعرفي متى تقولي:
Pass
و تعرفي متى تسحبي ورق لإدخاره.. لا لإنزاله على طول.
تعرفي تحسبي قيمة الورق اللي مع غيرك.
تعرفي تنزلي ورقة تغري غريمك لإنزال ورق أنت تحتاجينه.
تعرفي تكشفي جزء من ورقك – لكن مش كله- خدعة تغري الأخر بإنزال ورقة تحرقيها له بآس.
تعرفي تجمعي الأسات و تدخريهم لوقت عوزة.
تعرفي تبدلي ورق بورق.
تعرفي قيمة الآس و الجوكر و الدام و الكومي.
و تعرفي تختاري اللحظة اللي تقرري فيها انك تقدري تكنكني.. و تنزلي كل ورقك على طاولة اللعب استعدادا للحظة الحاسمة اللي حترفعي فيها يدك لفوق عشان - تراخ- تقذفي فيها الورق ..يلسع على الطاولة في وجه كل اللي لعب بسفالة معك .. فتسمعي دوي الورق و كأنك بتقذفي قشاط طاولة.. و تفرقعي ضحكة عالية تخض كل اللعيبة و تنطقيها بصرخة قوية :
كونكاااااااااااااااااااااااان
لكن أتحداك إن أمثالك يعرف يكنكن بمثل هذه الطريقة المنحطة .. بل ستجدي نفسك .. معك الآسات بألوانها و ستجدي معك الجواكر على كثرتها و ثريهات أشكال و ألوان.. لكن عاجزة عن الإقدام على تحقيق الفوز.
متمكنة من اكتساح و نسف كل من حاولوا أن يغلبوكي في يوم من الأيام.
و لكن ما أن يحمى الدور و يحمى .. و لحظة الكونكان توشك.. و تبقي قربتي تلمحي نظرات الغيظ هتفرتك بكل المهزومين .. إلا أن شيء ما سيجعلك غير قادرة على الفتك بالخصوم.
ربما ستتذكرين لاعب الجودو "محمد رشوان" الذي رفض أن يحصد نصر حقير و ذهبية فالصو و استبدلها بفضية رفعت اسمه و اسم وطنه أمام العالمين ..
يا عبير العالم كله متذكر إسم محمد رشوان و متذكر ما فعل أكثر مما يذكر إسم من حصد الميدالية الذهبية في تلك الاولمبياد!
و ربما تختلقين الأعذار- يا عبير- كي لا تكملين اللعب.. ربما ستتذكرين - يا عبير آية –
" أحسبتم أنا خلقناكم عبثا..؟" و تدركين أننا لسنا مخلوقين كي نعبث أو نلعب.
و حينها ستتأكدين انك لم تكوني بحاجة للجواكر او الدامز او الآسات ..و لكنك بحاجة فقط لله ليسدل عليك من الصبر أرطالاً .. ثم يريك مصير كل من تجرعت على يديه جرعات غيظ.. ابتلعتيها في سبيل الله.
و ربما تفكرين ألف مرة قبل ما تقررين هزيمة من توهم أنه هزمك.
وربما ستبحثين لنفسك عن ألف سبب يجعلك تزهدين في الفوز و اللعب و تزهدين في الدنيا برمتها..
ربما ستتوسلين لله الا يريك لحظة القصاص و أعتقد أنك ستتألمين للخصم ألف مرة أكثر مما تعانين الآن .. ستتألمين و أنت تزورين من طردتك من بيتها شر طردة أمام الناس .. و ها أنت الآن تعوديها و هي على فراش المرض و قد تساقط شعرها و زبل جمالها و سلبها السرطان كل مقومات الحياة !
ها أنت ستفاجئين أن من حاولت الغدر بك و التفريق بينك و بين زوجك .. تسعى اليك انت - دون خلق الله- و تستنجد بك لتتوسطين بينها و بين زوجها ومع ذلك يصمم زوجها أن يطلقها و يلفظها بها في سلة مهملات الحياة..
ستندهشين عندما تجدين من تعصبوا ضدك و تكاتلوا .. قد شرزمهم الله وجعل بأسهم بينهم شديد .. حتى ان الإخوة الذين وقفوا عصبة ضدك.. قد تفرقوا شيعا بين المحاكم ضد بعضهم البعض.
و أعتقد أن شيئا ما سيجعلك تتجهين لأخذ وضعية السجود و تتركين دموعك تنهمر لأنك تعلمين أن الموضوع طلع جد مش لعب.. جد جداً يا عبير .. و أبداً ليس هزلاً!
الموضوع طلع جد جدا يا عبير!!
وطلع صعب.. لأن ربنا - أحيانا- يضاعف الإبتلاء.. عندما يمنحنا فرصة الفوز على من غلًبونا سابقاً.. فلا نتمكن من تحقيق نصر بنفس طريقة أناس سفلة .. لأنهم ببساطة.. ليسوا قدوة لنا.
*السيدة التي ساحكي لك عنها الآن .. سمعت مشكلتها في نفس البرنامج " قلبي معك".. فقد كانت تعاني من زوج كان يجلدها أمام أهله و يكويها بالنار و يتعمد الإهانة بالبصق و يسبها بأفظع السباب بالأب و الأم أمام أولادها لتهميشها و شلفطة صورة الأم أمامهم.
المهم هذا الرجل لما كبر.. أصيب بمرض أقعده.. القعدة الكبرى.. يعني أصيب بشلل رباعي فأصبح لا يرى.. لا يسمع و لا يتكلم و لا يمشي..
عارفة يا عبير.. هذه المرأة قالت للدكتورة عبلة :أنا كنت اقفل الباب و أفضل أضربه بالشبشب و أصرخ فيه: حرام عليك ياما جلدتني .. يا ما كويتني!
لكنها اتصلت بالبرنامج لتعينها الدكتورة على نفسها .. فهي لا تريد أن تخسر أخرتها كما خسرت دنيتها .. و لا تريد أن تخسر نفسها كما خسرت زوجها.
يعني .. تقدري تقولي .. أنها كنكنت بسفالة.. و عايزة تلعب وقت اضافي!
كم أن إبتلاء جيلان .. زاد جداً في الأخر .. فربنا أتى لها بحماتها لغاية عندها .. جاءت الست لا كما كانت تزورها في الماضي و هي بصحتها و" تأشط البيت ".. لا بل أتت مريضة .. كسيحة و مصابة بالسرطان و القلب و فشل كلوي و ضعف الرئة و السكر ..
هل أنا مضطرة أقلك ماذا فعلت جيلان معها؟
طبعا الموضوع لا يوصف.. لأنه يتعلق بتفاصيل بشاشة وجه و نبرة صوت و خفض جناح و إمعان في الترضية .. لكن استوقفني أن جيلان صعب عليها جدا موقف كانت لا تريده أو بالأصح كانت لا تريد أن تشعر بقسوته على حماتها.
فقد كان الزوج في العمل و هي كانت في المطبخ و تقول: سمعت صوت تانت في الصالة .. فجريت عليها .. وجدتها بالفعل ذهبت لمشاهدة التلفزيون في الصالة.. يبدوأنها قد سأمت الجلوس على الفراش.. فقالت لها : يا تانت تحبي أعملك عصير لمون أو نعناع.
: لا يا جيجي.. بس محتجاكي في حاجة..اصلي.. أصلي بليت هدومي و الأرض و ..
: حاضر يا تانت ما فيش أي حاجة يا حبيبتي و أخذتها و حمتها و مسحت الأرض و طبعت قبلة على يدها .. ثم ماتت الحماة بعد أسبوع في حضنها.
يا عبير .. جيلان تعبت جداً في البداية.. و فكرت كثير في حلول عملية .. ولم تترك باب لم تحاول فتحه مع حماتها.. ضعف واستضعفت.. هدايا و هادت.. مشاركة و شاركت . .مؤازرة و آزرت.. خدمات و قدمت.
و في الآخر .. تقول جيلان : لقد أذهب الله عني بلاء حماتي عندما- أخيراً- أحبتني .. و عندما بدأت اشعر بتعلقها بي و إحتياجها لي في أخر الأمر أكثر من تعلقها بأبنائها لأن زوجي في عمله.. و بناتها و أبنائها مع أزواجهم و أولادهم ..
و عندما بدأت اشعر بتعلقها بي.. توفت
يا عبير ..
ربنا كشف كل ورق خصوم جيلان .. و سهلها الفوز و كانت بسهولة ممكن تكنكن ..
تكنكن على ست عندها فشل كلوي و سرطان
تغلب ست كسيحة يا ما تجبرت عليها و شوهت سمعتها و جعلتها أحاديث
جيلان رفضت تكنكن .. و رفضت تلعب بشكل قذر!
و نفسي يا عبير تقرئي عن" كرم دوس" ده شخصية كتبها علاء الأسواني في" شيكاجو" و بعض الأطباء يقولون أن هذه القصة هي واقع عاشه دكتور مجدي يعقوب و القصة رواها علاء الأسواني عن رجل مسيحي مصري عانى من ظلم أستاذ الدكتور " بلبع " المسلم الذي رفض رفضا قاطعا أن يوافق على أن يدرس كرم دوس الجراحة.. لأنه لن يسمح للمسيحيين – اللي بيسميهم الخواجات- بأن يصبحوا جراحين في مستشفيات مصر..
و كانت النتيجة أن كرم دوس اضطر يهاجر إلى أمريكا و يترك مصر ليدرس الجراحة .. و تمر السنين و يصبح كرم دوس من أشهر الجراحين في أمريكا .. و في احدي الليالي كان كرم دوس يستعد لمغادرة مكتبه بعد يوم شاق عندما سمع فجأة صوت جهاز الفاكس.. و عندما نزع الورقة من الجهاز . قرأ ما يلي:
من مكتب وزير التعليم عالي في مصر:
إلى البروفيسير كرم دوس... مستشفى نورث ويسترن شيكاجو:
لدينا أستاذ جامعي مريض يحتاج على وجه السرعة إلى إجراء عملية لتغيير الشرايين.. برجاء الإفادة إن كان يمكنكم قبوله لديكم في أقرب فرصة.
اسم المريض: الدكتور عبد الفتاح بلبع!
إذن الدكتور بلبع نفسه مريض و يحتاج إلى عملية و يطلب منه هو بالذات من دون جراحين العالم إنقاذ حياته!!!
و بدأ كرم يضحك بصوت عال .. لكنه عاد و فكر .. ما يحدث الآن عادل و منطقي ..الم ُيضطَهد ؟الم ُيظلم؟ الم يشعر بأنه لا قيمة له و لا كرامة ؟
الرجل الذي قال له يوما .. أنت لا تصلح للجراحة ..الرجل الذي قضى على مستقبله في مصر و حكم عليه بان يعيش حياته كلها منفياً .. نفس هذاالرجل يمرض و يتوسل إليه أن ينقذ حياته
حسنا يا أستاذ بلبع.. إذا أردتني أن اجري العملية فيجب أن نصفي حسابنا القديم..
كم مرة يجب أن تعتذر عما فعلت؟
مائة مرة .. ألف.. و ماذا يفيد الاعتذار الآن؟
ثم اتخذ قراره .. لن يجري العملية لبلبع .. فليبحث عن جراح آخر أو فليمت..
سوف يعتذر عن إجراء الجراحة و يجب أن يكون اعتذاره باردا و متعاليا لأقصى درجة
.. بدأ يكتب الخطاب على الكمبيوتر
لكنه - يا عبير- فجأة نهض من مكانه و تذكر شيئا ما
تذكر الله
ركع و اخذ يرتل صلواته بخشوع
" ليس كمشيئتي .. بل كمشيئتك.. لأن لك الملك و القوة إلى الأبد..."
ظل كرم دوس مغمض العينين.. فترة ثم قام و جلس أمام الكمبيوتر ووجد نفسه يمحو ما كتبه و يبدأ بصيغة أخرى:
من: كرم دوس
إلى : مكتب وزير التعليم العالي
البورفسور عبد الفتاح بلبع كان أستاذي خلال دراستي في كلية الطب عين شمس.. سأبذل كل ما بوسعي لإنقاذ حياته.. اتخذوا كل الإجراءات اللازمة ليأتي إلى هنا في أمريكا في أقرب فرصة .. التكاليف ستقتصر على أتعاب المستشفى لأنني متنازل عن أجري عن العملية تقديرا لأستاذي!!
طبع الخطاب و أرسله بالفاكس و عندما اخرج إشعار الوصول .. وضع الدكتور كرم دوس رأسه بين يديه وأجهش بالبكاء!
و يقول مساعدوه.. انه ربما لم يجر دكتور " كرم" عملية قط كتلك التي أجراها للدكتور بلبع ..
و كأن كل ما تعلمه في الجراحة قد تركز في يديه ذلك الصباح .. وفي الأيام التالية تابع الدكتور كرم حالة أستاذه السابق و اخبره أنه سيكون بمقدوره الإشتراك في مباراة كرة لو أراد.
و قام لينصرف.. لكن بلبع امسك بيده فجأة وقال بصوت واهن: لا أعرف كيف أشكرك يا دكتور كرم.. أرجوك سامحني.
ارتبك "كرم" قليلا ثم امسك بيد أستاذه برفق و كاد أن يقول شيئا لكنه اكتفى بابتسامة مرتبكة و أسرع خارجاً من الحجرة.
كرم دوس كان نفسه يكنكن يا عبير .. لولا انه رفع مشيئة الله.. و وضع من مشيئة نفسه!
ارجع و أقلك يا عبير أنا لا أطالبك أن تكوني صورة من جيلان أو من كرم دوس .. لان أكيد لك ظروف مختلفة .. لكن إذا لم تكوني راضية عن وضعك على هذا النحو.. فإما انك ستستمرين في الشكوى و القدر نافذ نافذ.. لكن دون ثواب- إلا الكنكنة - أو تفكري تتكيفي مع وضعك..
و على فكرة باقي الجروب لم يكن يتعامل بنفس طريقة جيلان .. فلكل وضعه و لكنهن كفتيات اتفقن على ضرورة السعي للبحث عن حل..عوضاً عن استمراء الشكوى.
يعني في واحدة عرفت إن حماتها تحترم السلطة بشدة .. فكانت تتفق مع زوجها على أن يخبر والدته أن حماه يساعده ماديا و يساعده عن طريق علاقاته في العمل .. فكانت الحماة تخاف من التضييق على زوجة ابنها خشية من والدها لأن له أيادي بيضاء ممكن أن تتحول لسوداء علي ابنها و خشية الإساءة للابن في عمله.
أخر حاجة هاحكي لك عليها كانت لممثلة شهيرة ذهبت مرة لتعود زميلة لها أصيبت في حادث.. فعادت من الزيارة دون زوجها .. يعني بالبلدي زوجها "اتلطش"!!
و تخيلي لما تبقى الفضيحة علني و على الفضائيات.. و الجرائد تبارك للعروس الجديدة و تطرتش الماء الركد و تلميحات بجمال العروس الجديد وجاذبيتها التي أطاحت بالزوجة الاولى و الزمتها بيتها و و و ..
اعتقد الجرح كان غائر و صعب الشفاء منه .. لكن هل تتخيلي يا عبير أن هذه الممثلة استطاعت أن تصبر و لم تطلب الطلاق.. و صبرت بحق.. و بعد عدد قليل من السنوات .. أصيبت ضرتها بمرض أطاح ببؤرة جمالها و ظلت الى يومنا هذا سجينة المحبسين بعد ان كانت ملئ الاسماع و الانظار.
و سبحان الذي رفع من مكانة الزوجة الاولى في مجال عملها حتى أنها أصبحت تدير واحدة من أكبر شركات الإنتاج السينمائي في مصر و لأن موضوع زوجها أو ضرتها لم يعد يعني لها الكثير ..فقد عملت على الوقوف بجانب درتها و مداواة جراحها و صرحت أنها ستقف بجانبها لتعود إلى عالم الفن من جديد!
أنا حكيتلك على نماذج مبتلاه في أوضاع مختلفة لكن أرجوكي أياكي و الإعتقاد أني سردت هذه الحكايات فقط لأقل لك شوفي بقى في ناس أوضاعهم أسوأ و ابتلاءتهم اقوي
لا يا عبير.. ليس هذا مقصدي
و عارفة إن ربنا عادل.. بالعقل كده هل ممكن لرب عادل خلق الناس سواسية أن يبتلي ناس بابتلاءات أكثر من ناس؟!
ألا تتفقي معي أن ربنا يحمل كل إنسان على حد طاقته؟
يا عبير الطفل ذو السبع سنوات.. يحمل حقيبة مدرسية جعلت جمعيات حقوق الإنسان تطالب بحمل هذه المصيبة من على كاهل الصغار!
يعني حتى الأطفال يحملون أثقال .. و لما يكبروا قد لا يحملوا حقائب خفيفة و لكن هموم أثقل.. تتماشى مع قدراتهم.
يا عبير .. دانا إبنتي ..إذا راقبتيها و هي ترضع .. ستجديها تعرق و علامات التعب ظاهرة عليها .. يعني البنت ترضع بعرق جبينها!
أنا مش قادرة أنسى كلمتك " العذاب في سجن جوانتانامو أرحم"
يا عبي:
الدنيا جبلت على قدر وأنت تريدها *** صفوا من الأقذار والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها *** متطلب في الماء جذوة نار
عارفة :
في بيتين شعر قالهم شوقي.. فظاااع.. كان المفروض يمدح فيهم عبد الفتاح نصير الرياضي القديم الذي حاصل على ميدالية ذهبية في رفع الأثقال فقاله ايه:
قللي نصير و أنت بر صادق:
أحملت إنسان عليك ثقيل؟
أحملت لؤم اللئيم إذا اغتنى
أو كاشحا بالأمس كان خليلا؟
هذه الحياة و هذه أثقالها
وزن الحديد بها فكان ضئيلا
فكري و ردي عليا .. و إن شاء الله نكون دائما على تواصل.
داليا الحديدي
11-يوليو 2007
الدوحة - قطر
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية