الرسالة السابعة " حقائب الذكريات"
لويزة الطيبة و ليدو حبيبي
أخوتي الطيبين
توأمي روحي وليد و إيمان:
وليد
أعتقد إنك كنت منتظر هذه الرسالة ..إياك و الإنكار.. أنا متأكدة انك كنت تتسأل: أين رسالتي؟
حتى لو إدعيت أن الموضوع مش فارق معك أو- مش إشكال على رأي الجنرال- لكن بصراحة.. أنا إتكسفت أراسلك قبل إيمان و أحرجت من مراسلة إيمان قبلك .. قلت طبعا أنت ستسرها في نفسك.. كيف و ألف.. ألف كيف اكتب لإيمان قبلك .. وكمان "ما هانش "علي أن"أطنش " ايمي الطيبة أو أسوفها .. خصوصا لأنها في آخر مكالمة قالت لي: ما تكتبي عني يا داليا .. يعني البنت لم تلمح بل صرحت .. فتساءلت في نفسي: كيف تخرجين من هذه "الورطة" يا دودي؟ حتى وجدتها و قررت مراسلتكما معاً في رسالة واحدة.. و أهو .. نوفر و نختصر و أنت عارفني.. شاطرة جدا في الاختصار:) كما أن هناك سبب أخر جعلني أقرر أن اكتب لكما معا .. و هو أنني أشعر أنكما كيان واحد كما اشعر أن إيمان أختي كما انك أنت أخي الغالي .. ربنا يخليكم لبعض و ليا .. يا رب أمين.
وليد
كيفك؟ إشتقتللي؟ أكيد .. لكن عامل إيه من غيري؟ و كيف الحياة من غير دودي؟
يا أخي أنا مفهمة ياسر هنا ..انك مضرب عن الطعام و حالتك كرب.. هاهاهاه
با سبحان الله.. صحيح
قد يجمع الله الشتيتين .. بعد أن ظنا كل الظن أن لا تلاقيا
و
قد يفرق الشيطان التوأمين.. بعد أن ظنا كل الظن أن لا شتاتيا
و كله من الشيطان و السنين ..
و بالمناسبة..
عملت إيه فينا السنين؟
فرقتنا … لا..غيرتنا …لا
و لا دوبت فينا الحنين .. السنين
لا الزمان و لا المكان قدروا يخللوا حبنا
ده يبقى كان.. يبقى كان
الزمان
و بحبك و الله بحبك .. و الله و الله بحبك
قد العيون السود بحبك
و أنت عارف ..ما أنت عارف
أد إيه كتيرة و جميلة
العيون السود في بلدنا
يا ليدو
أنا سعيدة إني عرفت أغني عليك..هااهاها
فاكر زمان لما كنت تقللي غنيلي :
Comme un enfant au yeux de lumiere
Qui voit passé au loin les oiseaux
Comme l’oiseau bleu survolant la terre
Voit come le monde .. le monde est beau
و أغنية
Entre l”orient et l’Oxydent,, mon Coeur se promene
Entre l’orient et l’oxidant ,, il y a les gents que j’aime
أعتقد إن هذه الاغنية كانت ل
Henri Comassias
إيمان
عاملة إيه أنتي و عمر و عاليا و العائلة كلها؟ عارفة..أنا لا زلت أذكر أول يوم رأيتك فيه.. يوم ما ذهبنا نخطبك.. لا زلت اذكر تفاصيل هذه الليلة و كأنها مرت منذ ساعة.. فاكرة استقبال أنكل نور الله يرحمه .. و أتذكر أن طيبته و بشاشته أشعرتني أن نفسي أبات عندكم كما أتذكر لما الجنرال الله يرحمه طلب يدك علني لوليد و أنت اتكسفتي و اختفيتي ..
أتذكر انك كنت ترتدين تايير أخضر مزركش إلي ما بعد الركبة- و لم تكوني بعد محجبة ..
و بالتأكيد أنا شفتك قمر و رشيقة جدا" بتاع 38 كيلو بالكثير" طبعا فقعتك عين محترمة هاهاهاه
أما أنا .. فكنت ارتدي تايير أصفر في ابيض.. وأتذكر أن إحدى زميلاتي في العمل استعارته مني و حتى الآن لم تر داع لرده.. كما لم أجرؤ على طلب استرداده، رغم أن نفسي فيه، لأنه يحمل كل ذكريات هذا اليوم التاريخي بالنسبة لي.
عارفة الشيخ وجدي غنيم له كلمة جميلة في موضوع الاستعارة.
يقول: إذا واحد استلف منك حاجة .. قل له: موافق على أن تقبل يدي
فإذا سألك: لماذا؟
قلله: لأنك ستضطرني إلى تقبيل قدمك عند الاسترداد.
أنت عارفة أنا لو كنت أعطيته لها هدية أو منحة لا ترد .. لم أكن لأتضايق..لأني أتذكر حديث للرسول معناه، أن الإنسان إذا هادى شخص هدية واستردها منه يكون كالكلب يأكل ما يتقياه..
أو كما قال(ص).
أيضاً أذكر لما أنكل نور قال لبابي : إحنا سألنا عنكم و كل الناس شكرت في المدام بتاعت حضرتك جداً و قالوا أنها ست طيبة و ملاك .. و بابي انفجر في الضحك.
و لما رجع قال لي : حما وليد راجل طيب جدا و بيتكلم "على سجيته" وأنا حمدت ربنا انه اخذ تعبيره على محمل طيب.. تعرفي عمر ما الناس الطيبة بتفسر الحديث بمعزل عن المُحدِث.
تعرفي يا إيمان.. بابي كان فرحان بهذا النسب لأقصى درجة .
إيمان:
فاكرة إيناس كانت أيامها في ثالثة إعدادي .. تخيلي؟ سبحان الله
عمر هذا العام في رابعة ابتدائي و كلها كام سنة و تروحوا تخطبوا له
J بجد واجتهادJ
المهم يا إيمي طبعا عمر "متعكنن" اليومين دول لأن الأجازة انتهت و لو أني سامعة مامي بتقول انه كان بذاكر في الصيف في
Cahier de vacances
يا شيخة حرام عليك مذاكرة إيه في الصيف؟ يعني لازم النكد.. صيف و شتاء.. إلا قولي لي: وليد عامل إيه مع عمر في المذاكرة؟ بيذاكر له؟ أشك.. أعتقد انه مكتفي بدورالمراقب الشهري على النتيجة.. إياك يكون مضايقه لو نتائجه كانت مش ولا بد..
بصي .. أنا سأعطيكي وصفة سحرية أو كلمة سر تجعل وليد" سلس" مع عمر إذا الشهادة أتت ملونة.. كل ما عليك عمله هو أن تتركي عمر يذهب وحده لوليد و يسلمه الكارنيه في الصالة أو المطبخ ويقول لوليد: يا بابي أنا أسف.. أنا هاذاكر الشهر الجاي بجد و اجتهاد....
عارفة لو وليد " ما ماتش" على نفسه من الضحك ساعتها .. يبقى لك الكلام
مامي بتقول لي: لما " تون صوت" وليد ما بيعجبهاش و هو بيتكلم مع عمر بخصوص موضوع المذاكرة، فهي بدورها ما عليها إلا أن تنظر له نظرة ذات مغذى .. و هو على طول "يلم الدور"
عارفة يا إيمان :
أنا و وليد كنا نقرر "ركن" شهادتي إلى أن يستلم وليد شهادته الشهرية و نسلمها للجنرال في يوم واحد ..اختصاراً ليومين نكد و عكننة في البيت.. و منظر الجنرال و هو بيرمي الكارنيهات من أول الصالة لأخرها - كأنها أطباق طائرة - يمر أمام عيني الآن.
طبعا أنت عارفة أني توقفت عن الكتابة للحظات للتفرغ للضحك مع استرجاع شريط الموقف.. لأن المشهد كان كوميدي جدا الآن.. مع أنه كان قمة التراجيديا زمانً.
تعرفي البيت عندنا لم يكن مصري الطابع إذا اتفقنا أن المصرين "أحفاد نكتة "وناس دمهم شربات.. يعني لا اذكر أن والدي كان من النوع المازح أو المرح، و مع ذلك كنا نضحك كثيراً من شدة جديته.. أما مامي فاعتقد أنها قالت "بتاع خمس ست نكت في حياتها" و قالتهم مجاملة .. يعني إذا كان في ضيوف و الجو مكهرب أو شيء من هذا القبيل.. و الحقيقة لم نكن نضحك من النكتة..لكن من محاولة مامي في التنكيت .. يعني عارفة البيت كان جد جدا.. و إذا كان في شيء مضحك فكانت من نوع كوميديا الموقف و ليس كوميديا "الفرس"
Farse
كثرة الضحك تميت القلب
فمامي كانت كلما رأتنا نضحك تكثر من مقولة" كثرة الضحك تميت القلب
و تذكر من أمثال " يضحك كثيرا من يضحك قليلا..و الضحك من غير سبب قلة أدب
و أحاديث بمعنى" هل بلغك انك ستقف لحساب ..هل بلغك انك ستمر على الصراط؟
هل بلغك انه ما منكم إلا ورادها؟ فعلام الضحك؟
لكن كانت في المجمل دائمة البشاشة .. مشرقة خاصة عند استقبال أي شخص.. قليلة المرح كثيرة التفكر والذكر ..إذا رايتيها تشعرين أنك لا بد أن تختصري في الكلام لأن الوقت ضيق و لا يتسع لأي تفاهات أو رغي يعني من الآخر .. خلصيJ
و تعرفي كان منظرها دائم الاندهاش من هؤلاء مدمني الضحك .. يعني و كأنها تقول: على إيه؟ مع أن لها أخت كوميديانة من الطراز الأول !
تعرفي مرة خالة مامي حكت لها أنها في أول زواجها أحبت الذهاب لمشاهدة فيلم لإسماعيل يس مع زوجها الله يرحمه أنكل المستشار الموجي.. والرجل قانوني صرف.. لا يضحك سوى من كتابات كامل الشناوي أو من هم على شاكلته ، يعني نكتة قانونية، موقف سياسي محرج، مرافعة سخيفة ...
المهم الرجل ذهب مع زوجته ليجاملها و هم بعد في مقتبل حياتهم الزوجية..و لك يا إيمان أن تتخيلي تيتة فتينة و هي تحكي لمامي كيف كان ينظر أنكل الموجي لشاشة العرض ثم ينظر لها مندهشا عندما يجدها ضاحكة.. ثم يعاود الكرة و ينظر للشاشة ليتأكد.. لربما وجد ما يضحك ثم يعود لزوجته بمزيد من الاندهاش.
و طبعا تيتة فتينة غضبت بشدة و قررت عدم اصطحاب زوجها معها لمشاهدة الأفلام الكوميدية.
المضحك يا إيمان.. أن مامي كانت تذكر كثيرا هذه الواقعة، رغم أني بالفعل لم ألحظها تضحك من هذه الأفلام أو تهتم بهذه النوعية.. لكنها كانت تختلف كلياً عن أنكل الموجي كونها أستاذة في فن المجاملة والمشاركة ولطالما رأيتها تشاهد مع بابي أفلام" الرولزرويس الصفراء" و "صوت الموسيقى" و "مدافع نافارون "و غيرها لأن بابي يسعد بمشاهدة هذه الأفلام مرة اخرى معها حيث أنه كان قد شاهدها في قاعات السينما بلندن! تضحك إذا ضحك و تصمت إذا صمت و تتابع معه إلى أن ينام على الكرسي في الصالة و هو يشاهد الفيلم، وهو بدوره لم يكن ليهنأ بمسلسل" أوشين" إلا إذا شاركته الدموع و لا زلت أذكره و هو يناديها صارخاً: يا زيزي
و يكون عذرها الوحيد أنها كانت تصلي ثم تأتي لمتابعة المسلسل التراجدي معه و كأنها تؤدي واجب ضروري..
تعرفي يا إيمي أننا نندهش من روايات تحكي لنا حتى لو كنا نحن أبطالها.
و بما أننا -أنا و ليدو- كنا في سن العبث .. فكان منفذ الضحك هوالأفلام وأعتقد انك تستطيعي ملاحظة طريقة ضحكة وليد و هو يشاهد فيلم لإسماعيل يس..
و الله أنا كانت تضحكني ضحكته جدا.. فيها طفولة و لها نفس وقع فرقعة ضحكة بابي
لكن الألذ لما وليد يقرر الرجوع لحالة التجهم والعبوس لاسترداد مظهره الجدي و استعادة الهيئة الرزينة .. خشية أن يراه أحد ضاحكاً .. فيقوم بتغطية و مسح صفحة وجهه ببيده اليمنى من أعلى لأسفل و في ثانية يظهر الوجه الجاد الجامد الرخامي .. المعقود الجبهة.
ما أظرفك.. ما أروعك!!
أنتي عارفة يا إيمان
من ضمن الحاجات التي لفتت نظري في ياسر انه كان حاضر النكتة و له باع في الطرافة و تخيلي كان يعمل
Faces
كي يضحك الآخرين
مرة كنت اقصد أن امدحه فقلت له:
You are a real clown
تصدقي فهمني غلط وقعد متجهم ليومين تقريبا.. مع أني احترم المهرج الذي يعمل على إضحاك الناس.. لكن أعتقد أن التعبير خانني و كان من الألطف أن أقول له : ما أظرفك !على وزن ما أروعك !
ياسر مصري صميم ، يجيد اختلاق الفكاهة و رواية النكتة بأكثر من طريقة ،و أنا أغبطه على ذلك خاصة أني أستطيع أن أدفن أي نكتة بالحياة من طريقة سردي لها .
لكن الغريب أننا في مصر نربط بين الضحك والسعادة و تجدي - يا إيمي- أن الممثل الكوميدي يشعر انه يحمل على عاتقه مسئولية إسعاد جمهوره وأنا شخصيا، كثيرا ما سمعت عن ممثلين دفنوا أبائهم ثم صعدوا إلى خشبة المسرح ليمتعوا جمهورهم و يضحكوهم و يسعدوهم على حد تعبيرهم، و بالطبع لا ينسوا أن يذكروا هذه الواقعة عندما يتم استضافتهم في البرامج الفضائية، رغم أني أشك أنهم سيذهبون لأداء أي امتحان فيزياء أو هندسة أو كيمياء، و أعتقد أن عذر وفاة الوالد هنا ينهض دليلا على وجود مبرر قوي لعدم القدرة على أداء الامتحان.
نحن نجيد الإستفادة من الظروف و إستخدامها.. إما لإيجاد أعذار لنا أو لتليمع مواقف حدث نتيحة هذه الظروف.
فاكر حقيبة الذكريات؟
عارف يا وليد :
ستجد في هذه الرسالة كلمتين تتكرران بكثرة " فاكر" و" شنطة" أو "حقيبة" لأن هذه الرسالة تحوى الكثير من أغراض كنت و لا زالت أحملها في حقيبة ذكرياتي .
على سبيل المثال لا الحصر:
* فاكر لما كنا نتشاجر في ليبيا على العجلة الصفراء لأنها بعجلتين .. و أنت تصمم أن اركب الدراجة ذات الثلاث عجلات لأنها تناسب الأطفال أمثالي . رغم أن الفرق كله سنتين "عمي" لا أكثر و لا أقل.. تعرف أنا كنت أكره منظر هذه الشنطة أو السلة الملحقة بالعجلة لأنها كانت تشعرني باني صغيرة و" قلة".. كم هي الأشياء الصغيرة التي تعني لنا الكثير!
* فاكر شنطة النادي .. و كيف كنا نحرص على أن تكون ماركة تماما كالأحذية.. و فاكر لما كنا نتخانق من يأخذ "شنطة الجنرال الله يرحمه و طبعا كان لك الغلبة هاهاهاه. دئما السمك الكبير بأكل السمك الصغير.
*فاكر عندما كنا نذهب مع بعض و نضع في الشنطة المايوهات والفوط والسندوتشات و العصائر لنسبح و نلعب . .و فاكر لما كنت ُتحرج مني لما أنزل البيسين بالعوامة و صممت تعلمني السباحة.. ليس بدافع الأخوة و لكن حرصا على " برستيجك الدولي العام أمام أصدقاؤك" حتى لا يقال في النادي،أخت وليد نازلة البيسين بعوامة ومنظرها "بيلياتشو" . . بجد أنت سكر.
تعرف هنا كان تحضير "شنطة البيسين "يعني لنا يوم مرح و فرح.أكثر من المرح أثناء السباحة و اللعب.
" ربي إني مغلوب فانتصر"
تعرف لما كبرت و ارتديت الحجاب .. كنت لا أزال أحب السباحة بشدة و كان النادي يخصص أيام لسباحة السيدات و البنات .. و اذكر أني أيامها كان تم تعييني كصحفية في وكالة أنباء الشرق الأوسط و سعدت بهذا التعيين بشدة لأنه جاء بعد ستة أشهر من التدريب ..
المهم كان كل الزملاء و الزميلات يعاملوني بلطف شديد و برفق و أيضا كانوا دائمي الإشادة بي.. ربما بدافع تشجيعي أو تحفيزي لفتاة صغيرة على أعتاب عالم الصحافة و الإعلام.. و هو ما كان يعطيني دفعة شديدة لبذل المزيد من الجهد، إلا أن زميلة واحدة كانت لا تستطيع إخفاء امتعاضها من كثرة الإشادة بي، و رغم أن هذه الزميلة كانت أكبر مني بكثير و محترفة في عملها و أنا لا امثل أي تهديد لها في العمل، إلا أن كراهيتها كانت صامتة صارخة.
واذكر أني ذهبت للنادي الأهلي حيث كان يخصص أيام الأربعاء والأحد من 9 صباحاً حتى الواحدة ظهرا لسباحة السيدات، فكنت اذهب للنادي و منه إلي الوكالة حيث أبدأ "شيفت" الساعة الثانية ظهرا.
وحدث أن نسيت شنطة النادي وبها ملابس السباحة الخاصة بي و باقي أغراضي في الوكالة و لك أن تتخيل أني حينما عدت ثاني يوم للعمل وجدت زميلتي الفاضلة قد فتحت حقيبتي أمام الجميع و أمامي شخصيا وأخرجت المايوه من الحقيبة و قالت لي: يا داليا أنتي نسيتي هذا
تعرف أنا نفسي في مذيع فاشل يسألني" ايه كان شعورك وقتها؟"
لكني لا اذكر سوى أني لجأت إلي الله في هذه اللحظة، و قلت له: رب إني مغلوب فانتصر
تعرف يا ليدو:
ربنا ربط على لساني و قلبي و حركني و جعلني أذهب إليها و أقول لها: مدام ..أشكرك .. هذه فعلا حقيبتي الخاصة وأنا أمس كنت في يوم السباحة الخاص بالسيدات
و لا أعرف كيف لم أصرخ فيها و كيف لم اقل لها عيب و كيف لم أصفعها.. يظهر وجدت انه لا داع أو ليس من مسؤوليات وظيفتي أن أعلم زميلتي الأدب.
المصيبة أن باقي الزملاء صاروا أكثر تقدير و احتراما و لطفا معي بعد هذه الواقعة
أما الأغرب أن هذه الزميلة جاءتني في يوم و قالت لي يا داليا أنت شخصية صح و عملت علامة صح على ورقة بيضاء .. و اعتذرت لي عما بدر منها علنا أمام باقي الزملاء .. و قالت لي أنا فقط كنت أريد أن اختبر رد فعلك أصل كلهم كانوا بيقولوا عليك أخلاق..
تخيل شنطة النادي في هذا الموقف كانت تمثل لي اختبار صعب و محرج جدا
الغريب بل و المؤسف أني أحيانا أنسى دعاء " ربي إني مغلوب فانتصر"
عزومة سفارة الفاتيكان؟
* فاكر لما كنا في أحد متاحف إيطاليا ووقفنا متعبين من اثر الشنط" الباج باك "اللي شايلينها على ظهرنا.. فقررنا أن نقف مع أول جروب وجدناه، لان فيه مرشد يشرح بالفرنسية ..لكن الرجل طلع "غلس" و أوقف الحديث حتى نمشي لأننا السنا ضمن مجموعته أو يعني بالأصح مش دافعين .. و بما لأن الموقف كان أكثر من قدراتك الاحتمالية فيما يتعلق بالإحراج، فقد صممت على أن انتقم لمشاعرك المحرجة أو المجروحة و ذهبت للرجل و قلت له أمام الجروب :
Monsieur, vous avez perdu un grand pourboire
أي انك سيدي قد فقدت بقشيش كبيير!
بس تعرف أنا الآن أندم بشدة على إحراج الرجل أمام مجموعته و الجروب الخاص به.. لكني لم اقل له هذه الجملة المهينة إلا لنني شعرت انه أحرجك بشدة..
* ايوة ايوة. .على ذكر الإحراج.. فاكر لما ذهبنا للعشاء في بيت أنكل أحمد عادل سفير مصر وقتها في الفاتيكان.. أف.. أف فعلا.. كان عشاء صعب و رخم جداً يا وليد ..أعتقد انه كان أول عشاء رسمي و أتذكر أننا ذهبنا بملابس" كاجوال" و كنت أرتدي جينز و تي شرت و حقيبة "البوست مان " شنطة البوسطجي" و كان الواحد شكله مبهدل جدا و أنت أعصابك تم تدميرها في هذه الليلة الطويلة.
بصراحة – يا وليد- أنا لا استطيع أن أمحو من مخيلتي منظرك و أنت مكفهر كل لما الشيف يقرب منك .. الله لا يعيدها عزومة.
* فاكر في نفس يوم عزومة السفارة .. لما نزلنا من الفندق التعبان اللي كانت المياه تنزل من الدوش تكهرب. فاكر .. في نفس هذا اليوم التقينا بمدرس اللغة الفرنسية الخاص بك..
و أنا أقلك: يا وليد روح سلم عليه .. و أنت واقف متسمر و الحقيبة خلف ظهرك تزيد من تثبيتك في الأرض و تمنعك من الإقدام على أي خطوة لأنك كنت مكسوف جدا .. فقلت لك:لوما رحتش تسلم عليه .. هأروح أنا هاهاههاها
شنطة البوسطجي في عشاء السفارة كان لها مدلول " عدم الخبرة"
* فاكر شنط المدرسة بكل ما تحمله من ثقل أرقام و شهادات وامتحانات و قلق و توتر و ضغط . . و فاكر لما بابي كانت يقللنا: في تفتيش على الشنط بكرة!
المذاكرة في مدرستك كانت أسوأ شيء في حياتنا .. فاكر لما كان لديك مرة امتحان
Sience
و قلت لي: تعالي نلعب" أوتوبيس كومبليه" ..
قلتلك: و الامتحان؟
قلتلي: ما فيش مشكلة بكرة عندي ساعة و نصف بأقعدهم في المدرسة قبل دخول الفصل و عندي 15 سؤال فقط ..علي أن أحفظهم.. فكل سؤال سيحتاج مني ربع ساعة .. حلو جدا
فاكر أنت حصلت على كام آخر الشهر؟و لا بلاش .. لحسن عمر يقرأ الرسالة .
* فاكر لما كنت ترفض تلعب معي اسكواش خشية أن ينخفض مستواك الرياضي. لان نظريتك انه من الأهمية بمكان اللعب مع من هم أعلى منك في المستوى و ليس مع من هم اقل.
" تيجي نبقى أصحاب؟"
*فاكر "خنقات" السرير و المكتب و السيارة؟ و فاكر المسطرة؟ فاكر لما القيامة كانت تقوم لما شنطة مدرستي كانت تلمس الجزء المخصص لك من المكتب ! كلما تذكر هذه الشنطة، أعرف كم كنا صغار العقول و لا أعرف لماذا أتذكر مشاكل الحدود بين الأشقاء العرب!
فاكر لما كنا نطلع الشنط الكبيرة من تحت السرير و نفتحها و "ندعبس" فيها و نشوف فيها إيه؟ إلا هما كانوا ليه بيضعوا الحقائب تحت السرير .. ما كل الناس بتشيل الشنط فوق الدواليب؟
الشاهد أن هذه الحقائب كانت لها مدلول فضولي لنا.. فاكر لما مامي كانت تعلن في يأس أنها مش عارفة تخبي حاجة منا؟!
على فكرة،أنا كنت معتقدة أن موضوع تقسيم الحدود بالمسطرة في المكتب و السرير و السيارة.. عملية من أبداعاتك.. لكن الموضوع طلع كبير .. كبير جدا واكبر من هذاو رايته رأي العين في تمثلية" القاهرة 30"؟. و لماذا نذهب بعيداً .. ما كل الدول تعترف بضرورة تقسم الحدود فيما بينها.. و خد عندك ، مشاكل حدودية بين اليمن و السعودية و البحرين و الإمارات و قطر و السعودية "ر غم أنهم على وشك التصالح في رمضان- وتقريبا كل دول أفريقيا تعاني من نزاعات حدودية و غيرها ...
* فاكر خلافتنا و خناقتنا و معاركنا؟أعتقد أنه كل من كان يرانا و إحنا نتقاتل..استحالة كان يعتقد أننا نتصالح بعد ربع ساعة من الموقعة .. و أتذكر جملتك الشهيرة : تيجي نبقى أصحاب!
أنا اذكر أني كنت أستغل حبك للعب معي ، فأساومك على لعب دور شطرنج معك على أن تتغلب لي.
وليد:
أرجو ألا تكون "شايل "مني حتى يومنا هذا .. أصل بصراحة حاجة تغيظ جدا .. في واحدة تذل أخوها و تشترط عليها انه "يتغلبلها" كي تلعب معه دور شطرنج.. بصراحة أنا كنت استغل انك كنت لا تجد احد غيري تلعب معه..
لكن عارف أنا لما كبرت سمعت إن في ناس من كبارات البلد بيلعبوا مع ناس أكبر منهم اسكواش و يتغلبوا لهم بمزاجهم أو درءا لسلطاتهم..يبدو أن أي إنسان يستغل حاجة أخيه الإسان في اللعب أو الجد!
الغريب يا وليد أن لأصدقاء لما يعتزوا ببعض يقولوا:على فكرة هو ليس مجرد صديق .. لكنه أخ
أما الأخوة فيقولوا: على فكرة لم يكن مجرد أخ، بل كان صديق!
حاجة غريبة فعلاً!
" شنطة سفر"
وليد:
* فاكر شنط المصيف وأيام التصييف .. في الدخيلة و مرسى مطروح و المعمورة و سيدي كرير و في المنشية على الكورنيش عند ماما صفية؟
* فاكر لما كنت تتبسط جدا من عملية تحضير شنطة السفر و خصوصا شنط المصيف و تصمم على انك تتمم على باقي شنط العائلة و تشيل و تحط و تعيد ترتيب الشنطة من أول و جديد؟
شنط المصيف كان لها طقوس كبيرة عندك يا كوكو.. أعتقد انك كنت تسعد بتحضير الشنط أكثر من سعادتك بالسفرية نفسها! كلنا هذاالرجل!
* فاكر يا كوكو لما كنا نقعد مع بابي على البحر أو على القهوة التجارية- أحد أشهر المقاهي التروتوار في الأسكندرية- و الباعة يمروا من أمامنا كل واحد يحمل شنطة فيها بضاعته، ثم يضعها أمامنا .. ثم يقوم بابي بفرز البضاعة و تضييع نحو نصف ساعة مع كل بائع من اجل الفصال؟
اعتقد أن الفصال كان متعة لدى بابي الله يرحمه، وأذكر انك وقتها كنت تشفق بشدة على الباعة و كنت تريد من بابي ألا يرهق هؤلاء الباعة الفقراء و أن يعطوهم بسخاء.. و بصراحة يا وليد أنا لا استطيع أن أنسى نبرة صوتك وأنت تقول لمامي: هو ليه بيفاصل مع الراجل الغلبان ده .. ما هو لازم يكسب يا مامي! أنت كنت طيب جدا يا وليد.
*فاكر لما كنا مسافرين ألمانيا و سوستة حقيبة سفرك قطعت وأنت واقف أمام الباب .. فاكر لما بكيت.. و كانت حقيبتك المقطوعة هنا تعني احتمال انهيار حلم سفرك.
* فاكر لما كنا نسافر مع تانت نوجة ايطاليا.. وكنا نفاجأ أن حقائبها مليئة بالحقائب الصغيرة.. تماماً كشنطة جحا.. يعني تفتح أول حقيبة تجدها فارغة اللهم سوى من حقيبة أخرى و التي تكون أيضا فارغة إلا من حقيبة أخرى!
تانت نوجة كانت لها سياسة مفاداها انه من غير الداعي اخذ أي ملابس معها بما أنها مسافرة خصيصا للتبضع من الخارج!
هذه الحقيبة.. كنت أكرهها!
*فاكر لما كنا نركب القطار من فرانكفورت لبون وأنكل محمد فهمي تعب من حمل الحقائب معنا و قالك: شيل أنت.. الحقائب هنا كان معناها الصرف هو" الحمل و العبء الثقيل"
*فاكر لما كنا نرجع بشنط كثير..لكننا لم نكن أبدا نخشى الجمرك لأننا كنا متأكدين أن بابي مكلملنا الناس في "التشهيلات" و مدخلنا من قاعة كبار الزوار رغم أن سننا كان نحو 13 و 15 سنة؟!
تخيل يا وليد.. أننا عمرنا ما شكرناه على انه كان يدخلنا من قاعة كبار الزوار، و لا أذكر أننا كنا نشعر أنه عمل أي شيء يذكر.. بالعكس كان نفسنا نقف عادي مع الناس في الطابور ...
أنا عاجزة عن التعبير.. إلا أني كل عام وأنا نازلة مصر في الأجازة أذكره بشدة..أذكره و أنا أقف في الطابور مع الناس وأذكره أكثر عندما يسألني رجل الأمن بصوت ملؤه الحدة و هو يتفحص جواز سفري: إيه سبب زيارتك؟ و جاية مع من ؟ ومتى العودة؟ و جايبة إيه معك؟
فتكون إجابتي: نازلة أجازة لزيارة عائلتي، وكأن لابد أن يكون هناك سبب لزيارة الوطن و لا بد من وجود مبرر لمجيئي لبلدي.
طبعا الواحد و هو راجع مصر اليومين دول ما زال يخشى الجمارك و رجالها .. و أكيد لن ندخل من قاعة كبار الزوار! هيه دنيا.
* فاكر شنطة المرض أو حقيبة المستشفى،أعتقد بابي كان لديه حقيبة صغيرة مخصصها للمستشفى حينما تواترت زياراته للمستشفى بشكل دوري أخر أربع سنوات من عمره. أذكر انه كان يضع بيجامتين و جلابية و فوط و بخور و أجندة التليفونات و الراديو و علبة شكوكولا.. هذه الحقيبة كنت أكرهها!
إيمان:
سمعتي أغنية "شنطة سفر"؟ هذه من أهم أغنيات اسمها إيه دي.. دي كان مستضيفها أمس محمود سعد في " البيت بيتك".. أيوة .. تذكرت .. إسمها أنغام.. و بالمناسبة.. كل محبي أنغام تعجبوا من كيفية خلق الشاعر لحالة جديدة في الأغنية العربية.
عندما غنت أنغام " شنطة سفر" قيل أن هذه نقلة في عالم الأغنية.. و الوجه أو الموديل المصاحب لأنغام في كليب الأغنية ممثل مشهور يشبه في شكله وليد ..لكن طبعا ليدو في نظري أحلى يا إيمي.
فلوسك على فلوسي
إيمان:
فاكرة أول مرة قمت بتحضير شنطة سفري حينما بدأت رحلة الغربة منذ ست سنوات إلى قطر؟
.. فاكرة لما "بتم" أنت و وليد و عمر معي في هذه الليلة ؟
تعرفي الموضوع لم يكن مجرد حزم حقائب السفر، بل إغلاق بيتي في المعادي.. في يوم و ليلة ، البيت صار مهجور، كل شيء مغطى و بلا ملامح.. حاجة كئيبة
تعرف يا ليدو:
ياسر مثلك عاشق لتحضير حقائب السفر و يعيش أجمل حالات التوتر و يوترنا معه حينما يبدأ في تحضير حقائب السفر.
* فاكر – يا كوكو- شنطة الفلوس" الحصالة " و فاكر لما الحصالة كانت تعمر في أيام العيد من العديات و جملتك الشهيرة " تيجي نحط فلوسك على فلوسي؟... "هاهاها
الشنطة الحلم
* فاكر شنطة بابي.. الشنطة الحلم" اللي كان يستلذ جدا بسرد مختطاته و أحلامه لو وجد هذه حقيبة مليئة بالمال؟
حلم بابي الله يرحمه كان أن يجد حقيبة فيها مليون جنيه و كانت المليون هذه كفيلة ببناء فيلة تجمع كل العائلة و كانت كفيلة أيضاً بشراء سيارة بويك له و كاديلاك لمامي.. و بي أم لك يا وليد.. و فيجا شوفورليه لي أنا ، حتى أن حلمه كان يسع الجميع إخوته وأخوات مامي، و كان يقررنصيب لكل فرد و كنا نتشاجر على القسمة، و الغريب أن هذه "الشنطة "كانت كفيلة برسم ابتسامة سعادة لا مثيل لها على وجهه الحبيب في أحلك الأوقات!
شنطة الشيخ إمام
إيمي:
حكيتلك يا إيمان عن شنطة أحفاد عم الشيخ إمام؟
الشيخ إمام رجل طيب كان بيعمل مؤذن في الجامع عند بابا جدو عبد الحميد الله يرحمه و كان لا يوجد لديه مأوي، فأعطاه بابا جدو غرفة فوق السطح يعيش فيها هو وابنته و زوجته.
أما زوجته - يا إيمان- فقد وقعت من السطح و أثر وقعتها موجود حتى الآن لو فتحتي نافذة البلكونة.
ثم مات الشيخ إمام الله يرحمه بعد أن زوج ابنته لموظف بسيط يعمل في احد المؤسسات الحكومية في عابدين و أنجب هذا الموظف من ابنة الشيخ إمام خمس بنات، ولان الخمسون جنيه.. و التي هي صافي راتبه بعد مستقطعات الضرائب لم تكف هذا الموظف البسيط، فقد اضطر الرجل للسفر للعمل بالسعودية..و ترك زوجته في نفس الغرفة التي تركها لهم بابا جدو ثم أنكل يحيا لما اشترى العمارة من بابا جدو ، ثم عاد عم أحمد.
و بعودته ، ظهر طقس جديد للضيافة لدى أحفاد الشيخ أمام فكلما زار هذه العائلة زائر، قاموا بإحضار الشنطة أو الحقيبة كي يفرجوها للزوار و هذه الحقيبة تحمل كل ما أحضره الأب لأولاده و زوجته من خيرات السعودية( قماش و سجاجيد صلاة و سبح و مسك و شمسية و ايشاربات ملونة و شمع و "لمبة كلوب" و مروحة يد مرسوم عليها سيدة يابانية ترتدي الكيمونو و عطور زيتية من الحرم و بخور...)
تعرفي يا إيمان لما فرجوني علي الشنطة بفخر، وجدتها شنطة كراكيب، و عرفت ليه الرسول
( ص) قال ما معناه" لا تحقرن من المعروف شيء" و تيقنت من كلمة الإمام علي لما قال نفس المعنى" لا تستحي من إعطاء القليل .. فإن الفقر أقل"
العرق دساس
* أعتقد يا إيمان إني لم أحكي لك أيضاً قصة شنطة جدو مصطفى سلام.. هذاالرجل هو جد ياسر لوالده .. و لم أسمع إنسان إلا و يشيد بأخلاقه و كرمه.. و رفقه و طيبته.. رغم انه كان يعمل بالتدريس إلا أنه كانت لديه أرض و بيت في المنوفية فكان يذهب هناك لإدارة شؤون الأرض.
و في يوم ما، ماتت جاموسة لأحد الفلاحين، و معروف أن الجاموسة هي أحد أهم ثروات الفلاح المصري و قد وقعت من الساقية و ماتت و قبل أن تموت، ذبحها الرجل كي يتمكن من بيعها لتقليل الخسائر، و قام ببيع لحمها لجدو مصطفى سلام ، الذي اشتري منه، و ظل جدو مصطفى يرجو من جميع أصدقاؤه و معارفه ألا يفتحوا فمهم لأنهم حذروه من خداع الرجل الذي باع له لحم الجاموسة رغم أنها ميتة.
و الغريب انه كان يعلم و طلب من أهل بيته ألا يستخدموا هذا اللحم و لكن يضعوه في شنطة لا اكياس كي لا يراها أحد أو يعيد استخدمها و ذهب ليلا و دفن حقيبة اللحم ، فقد اشترى اللحم لمساعدة الرجل لمعاونته على أحد نوائب الدهر .. دون أن يجرح شعوره بإعطائه المال صدقة.
و الله أنا كنت مبهورة بحماي أنكل مختار و معجبة برزانته و حكمته، و حينما سمعت عن والده .. تيقنت أن العرق دساس.
لكن هل أخبرتكم يا إيمان أن الله قد أكرم جدو مصطفى في أبناؤه جميعا ، فقد جعل أكبرهم عميد لكلية الهندسة و ثانيهم دكتور و طبيب عسكري و ثالثهم حماي الغالي مهندس معادن و رابعهم ملاح بحرى الله يرحمه ، أما ابنته الوحيدة فهي أم وسيدة تربوية فاضلة ..
الله يرحم جدو مصطفى سلام و يبارك في ذريته .. أمين
شنطة الماكياج .. طالعة من عيني
* فاكر شنطة رمضان: بكل ما تحتويه من فسدق و جوز لوز و ياميش و تمر و مكسرات؟
أنا اذكر أن الجيش كان يخصص شنطة رمضانية كل عام للضباط ، و أذكر أيضا إن تانت ناهد كانت ترسل لنا من أسوان كل عام شنطة فيها كركديه و عرقسوس و تمر و فول سوداني و رنجة
فاكر؟
فاكر شنط هدايا بابي الله يرحمه.. خصوصاً لما كان يعود من سفريات في الخارج؟
أنا لا أنسى شنطة أمريكا، أعتقد أنه اشترى هدايا للعمارة كلها ..كما لا أنسى انه كان شاري حتة دين شنطة ماكياج كانت طالعة من عيني ، بس كانت من نصيب تانت ميحة.. و ال إيه جابلي فساتين أطفال!
ليلة الحقائب الكبري
* عارفة يا إيمان
مامي عاشقة للحقائب و الشنط ، و لا يمكن أن تتخيلي كم الشنط اللي شرتهم من هنا في قطر في أخر زيارة لنا.. فعلا مامي تنظر للحقائب نظرة مختلفة سواء حقائب اليد أو حقائب السهرة أو حقائب السفر- ما بتخليش! و نفسي كنت تشوفيها لما دخلت بوتيك "جيفنشي" في المول سنتر في الدوحة و سألت على حقيبة يد أعجبتها ، فقالوا لها : 6 ألاف ريال!!!!!!!!!! فعلا أي تعليق لن يترجم تعبيرات ملامح وجهها!
و المهم بعد لما مامي تشتري الشنطة من دول.. ترجع تندم و تقول غالية و كثير و ما لهوش لازمة و تقوم موزعاها أو مهادياها لحد!
أذكر مرة مامي اشترت شنطة كحلي من لندن، هي مسكتها شوية و أنا شويتين وبعدين مليت من الشنطة فرجعتها لمامي، و استمرت الشنطة تتأرجح بيني و بين مامي و لا نجرؤ على التخلص منها لأنها شديدة الجودة و تتحمل الكثير و تحمل عنا و معنا الكثير كما أن هذه الشنطة تذكرنا دوما بقيمة الجودة و بأيام لندن.. حتى أني كلما رايتها في خزانة مامي تذكرت صوت بابي الله يرحمه و هو يقول لي: جودي يا داليا!
بصراحة يا إيمان ..اعتقد لا يوازي شيء لحب مامي لشراء الشنط ، إلا عشق وليد لشراء الأحذية الايطالي و الألماني. وكما أن أغلب هدايا وليد لنا هي أحذية إيطالي، فطبعا لا أتعجب على حرص مامي على شراء هدايا من الحقائب للجميع.. أعتقد ان أخر هدية أهدتها لك من الدوحة كانت حقيبة يد.
تعرفي أنا أيضاً.. لاحظت أن أول هدية أهديتها لياسر كانت حقيبة " باج باك" من الجلد و هذه الحقيبة كانت بداخلها هدايا صغيرة ..
وليد:
* فاكر ليلة الحقائب الكبري؟ لما كنت أحضر "شنط العزال" أيام زواجي و كنت أنقل أغراضي للمعادي؟
أيامها.. مامي أجرت تاكسي نقل الشنط و مشي خلف السيارة التي كانت تحمل أيضا شنط أخرى و كانت بالفعل ليلة الحقائب الكبرى!
شنطة الخير
*فاكر آخر أجازة نزلتها قبل وفاة بابي؟ أنا نزلت من المطار على المستشفى، و قعدت افتح شنطة السيارة لفتح الحقائب و استخراج الهدايا الخاصة ببابي الله يرحمه.
أنت عارف يا وليد أن اليوم هو العاشر من رمضان .. ذكرى وفاته الخامسة.. يا أخي كأن الوفاة كانت من يومين .. سبحان الله!
سبحان الله ..توفى فجر الجمعة العاشر من رمضان 15 نوفمبر 2002.. و لم يسعد بخبر حملى و لم يفرح بمعرفة اسم محمود و لم يلعب معه و لم يران في دانا وعاليا.
و لم اسمعه و هو يقول لأدقاؤه" داليا دي.. ربنا بلاها بجوزين عيال "لعنة" و هيطلعوا عليها القديم و الجديد .. لكني لا زلت معه .. الله يرحمه و يحسن إليه. أمين يا رب.
فاكر يا كوكو لما كنا نزور بابا جدو محمد في المنصورة، و لما نيجي ماشيين، نجده قد ملأ شنطة العربية بأقفاص من خيرات الطبيعة! كانت شنطة الخير.
بصراحة أنا كنت أقول لنفسي : إيه اللي الراجل داه بيعمله، حد يهادي أولاده و أحفاده .. فراخ و حمام وبط و جبنة و خبز و أرز و مش و فول حيراتي ؟! مش كان يجيب تورتة أحسن ؟
و الله أنا -فقط - لم أكن اعرف قيمة هذه الأشياء.. و بعدين أرجع أقول لأصحابي جدي جابلنا بط و فراخ وفول حيراتي! استحالة طبعاً
أنا سامعة إن في مصر في مؤسسة خيرية تعلن عن ذهابها للناس في البيوت لجمع شنط الخير و هي عبارة عن حقائب تحتوي على الملابس المستعملة .. فكرة خيرة جدا.
إيمان:
فاكرة لما جيبتلك شنطة غريبة شوية " لونكوم" و بعدها بسنة وجدتي معي شبيهتها و قلتي لي: ااااه.. دي شنطة ماكياج!! سنة يا ايمي و ما بتستخدميش الشنطة ومش عارفة بتاعت ايه؟طب كنت اسألي!J
و فاكرة يا إيمي لما وليد كان راجع من الأردن و لم يجرؤ على الخروج من المطار لأنه لم يكن اشترى لعمر هدية يعد، فجري على السوق الحرة و غرم 70 دولار في لعبة أي كلام ، لأنه متأكد أن أول شيء سيفعله عمر هو فتح شنطة وليد و السؤال عن هديته..و الله الشنطة هنا لها معنى ترقبي جميل جدا و دافع للإنسان.
" أكسسوارات التعليم العالي "
* تعرفي يا إيمان.. أنا لا أذكر عدد الحقائب التي ضاعت مني في حياتي لكن المؤكد أيضا انه لا زال باقي لدى العديد منها..و أذكر أن أغلاها على قلبي كانت حقيبة يد جامعية ذات جلد جملي مصبوغة باللون الأخضر الغامق والأسود، و كانت معروضة في إحدى بازارات " هيلتون النيل"أما أنا فكنت لازلت في السنة الأولى في الجامعة و كنت اهتم بشدة بشراء "أكسسوارات التعليم العالي "و لا أخفي عليك يا إيمي أني وقعت في غرام هذه الحقيبة ، فدخلت البازار و سألت على ثمنها فكان 250 جنيها ، و كانت بالنسبة لي غالية جدا خاصة في هذا الوقت، وظللت أيام اذهب و أروح و أعود و أمر أمام على البازار والمح الحقيبة المحقوبة، و أمنى نفسي بها، حتى دخلت على البائع الذي كان يعرفني بالطبع من كثرة ارتيادي للمكان، و سألته عن إمكانية عمل تخفيض لي، فقال لي لا، و لكن ممكن تدفعي جزء مقدم، ثم الباقي بعدين.. و لكي أن تتخيلي يا أيمان، أني كلما وقع تحت يدي أي مبلغ ، كنت اذهب و أدفعه حتى انتهيت من دفعه أقساط الحقيبة في شهر و نصف تقريبا و كانت أولى معرفتي بالشراء بالتقسيط ، و الغريب أن الرجل كان قد سلمني الشنطة.. و أنا اذهب لأدفع الفلوس مني لنفسي يعني الراجل عمل معي "اتفاق جنتل جيرل"
تعرفي يا ايمان.. كانت الشنطة دي تبعث في روح المغامرة على عمل شيء جديد و تحقيق هدف مهما كان صغير و أنا عاشقة لتحقيق الأهداف و برمجتها صغيرة كانت أو كبيرة.
القبلة البدوية.. 3 كليك
* ليدو
فاكر لما أنا تهت في رأس البر مرة و فاكر لما كنا بنرقص فالس مع بعض في الأفراح ؟!
* فاكر لما كنت تجيلي المدرسة وكانوا يفتكروك بنت لأن بابي كان مانع قص شعرك .. أنا لا أنسى ذهول مدموازيل مارجوريت لما قالت لك : ممنوع تدخلي المدرسة من غير الزي المدرسي.. و أنا قلت لها: لا ده اخويا.. أعتقد أن هذا هو سر عدم بقاؤك على شعرك و رغبتك الدفينة في التخلص مما تبقى منه أول كل أسبوعين!
* كوكو.. فاكر لما كنا نسافر المنصورة عند بابا جدو محمد و أنت كنت تخاف بشدة من استقبال الحاجة بدوية التي تعمل عنده لأنها كانت تقبل على "طريقة ال 3 كليك "
و كنت تقرف من اثر بلل القبلة البدوية و تصدرني في الأمام.. أنت عارف أنا لا أنكر أني كنت أستاء أيضا.. لكن منظرك وخوفك الشديد من القبلة البدوية كانت بتموتني من الضحك.
* فاكر يا وليد كنت إلي أي درجة كنت مش محتاج تشرح أو تتكلم كي أفهمك .. و فاكر لما كنت تختبرني على طريقة:طب أنا كنت بأفكر في إيه دلوقتي؟
واللطيف انك كنت دائم الاندهاش من معرفتي ما يدور في ذهنك.
البؤجة الكبيرة
* اه يا ليدو ..فاكر لما مامي كانت تضطر تقرأ كل أسبوع كتاب فرنسي لتلخصه لك و أنت بتفطر الصبح؟ و كان كل ما عليك عمله أن تضع الكتاب في الحقيبة المدرسية و تذهب لمناقشته في السريع كأحد الوسائل التحصيلية لدرجتين إضافيتين تحتاجهم بشدة لتسييرالمركب الدراسي .. تعرف الموضوع كان عامل زي الطرق الجديدة التي يجيد وزير المالية" د. يوسف الغالي" ابتكارها لتحصيل موارد مالية للدولة عن طريق فرض المزيد من الضرائبعلى الشعب!
أعتقد لسة دكتور يوسف موجود في الوزارة .. و لا طلع ؟ أصل أنا من ساعة ما سافرت ، لم اعد اهتم بالتشكيلات الجديدة و من أصبح يحمل الحقائب الوزارية في مصر ،
تعرفي يا ايمي؟
أنا الأول كنت حافظاهم كلهم بأسمائهم و أسماء حقائبهم.. لكن سيبك .. المهم أنا سامعة إن صفوت الشريف إتشال.. معقول؟ يا شيخة ..الرجل نفسه كان يعلن انه أخر وزراء الإعلام في مصر.. سبحانه.. لا دايم إلا وجه الكريم .
و التاني اللي كان ماسك السياحة .. اتشال برده ،هو كان اسمه إيه؟ أصل الغربة نستني أسماؤهم ..بس فاكراهم بالشكل.
الغريبة إن لسة سامح فهمي بتاع البترول موجود من أيام ما كنت في مصر، ايوة وكمان بتاع الثقافة موجود.. استضافهم برنامج 90 دقيقة قبل رمضان.
الحقيقة بعد الغربة الواحد لم يعد في استطاعته أن يتابع حمل و حملة الحقائب الوزارية .. كفاية الحمل اللي الواحد شايلة ..و بعدين ما هو أصلها " شالو الضو حطوا شاهين"
بس هنا في قطر متجهين لتقليص الوزارات و استبدالها بهيئات و ما فيش مانع إن رئيس الهيئة يكون بدرجة وزير ..و كلها حقائب مليئة بالأوزار .. بس كله إلا "البؤجة الكبيرة" بالك لو اتشالت!
يااااه
فاكرة يا إيمان البؤجة بتاعت دادة فتحية؟
الست دي عمرها ما كان عندها شنطة و كانت كل ما تزعل تضع أغراضها في أكياس و تمشي و تيجي تاني بالبؤجة ذاتها
فاكرة يا إيمان شنطة الغضب ، لما كنت أزعل مع ياسر وأجي عند بابي؟ سبحان الله مجرد حقيبة إلا أن مجرد رؤية بابي لها كان يعرف كل شئ
فاكر يا وليد شنطة الفرح لما جهزت أغراضي للسافر مع ياسر لبنان في شهر العسل؟
عارفين هنا في قطر زي كثير من الدول العربية عاملين شنطة رمضان
بمناسبة رمضان .. كل سنة و انتم طيبين.. فاكرين الفوانيس القديمة اللي بتعورو الجديدة اللي بتغني؟
فاكرين عزومات و ولائم رمضان، لما كانت تانت ميحة تجمعنا أول يوم رمضان وتانت نوجة تعزمنا يوم و تانت سوسو يوم.. و نسافر لتانت نجوى في المنصورة عشان نفطر هناك يوم تاني و خالو محمد يعزمنا يوم و خالو نجاح يعزمنا يوم و أنكل علاء الموجي يعزمنا يوم وأنكل نور يعزمنا عزومة جبارة يوم.. وإحنا نعزم كل هؤلاء في يوم أخر .
بيزنس الكرنكعوه
هنا في قطر .. بيختلفوا عنا في أشياء بسيطة.. فرغم أنهم يقدسون التجمعات العائلية في رمضان و يقيمون الولائم العامرة بالثريد و البرياني و المشخول و المضروبة و المكبوس ، و يعشقون عصير الفيمتو على الإفطار، إلا أنهم " ما بيدبوهاش " أول ما يسمعوا الأذان، وعندهم تقليد الإفطار اسمه "الغبجة" على التمر و شرب طبق من الحساء ثم يقومون للصلاة ، وعقب التراويح يبدءون في وجبة الإفطارالرئيسية .
كما أنهم في الخليج كله معروفين باحتفالهم بليلة الكرنكعوه أو القريقعان، الشاهد أن الأطفال في هذه الليلة يحتفلوا بمرور نصف رمضان و يدعون الله أن يتمم عليهم الشهر الفضيل و يغفر لهم و لأهلهم، و تجد البيوت القطرية قد أنارت حدائقها و نظفت جراجاتها استعدادا لاستقبال أطفال الحي من الأهل و الجيران، و تظل أبواب البيوت القطرية مفتوحة من بعد أذان المغرب إلي الفجر حيث يمر الاطفال على البيوت و يغنون " أعطونا الله يعطيكم .. بيت الله يوديكم" فيقدمون للأطفال حقائب صغيرة مليئة بالهدايا من المكسرات و الحلويات ..علما بان سعر حلوى الكرنكعوه يبدأ من 55 ريال إلى 600 ريال أو أكثر .. يعني الموضوع دخل فيه بيزنس الكرنكعوه!
الطلقة كانت مشتركة
وليد .. إيمان:
فاكرين لبس العيد؟ و زيارات العيد لما نروح نلف بيوت الحبايب .. أنكل فتحي وتانت هدى وعلا و محمود و بعدين نزور باقي العائلة تيتة فتينة و تيتة تقية و خالو نجاح و نلف..و اليوم كان فيه بركة؟
فاكر يا وليد لما مامي كانت بتعلمنا الصوم و نحن صغار؟ كان عندنا تقريبا نحو 8 و 10 سنين و كنا في الصيف و كانت تقعدنا أمام التلفزيون كي لا نشعر بالوقت، واعتقد انك لن تنسى يا وليد أننا كنا ندخل الحمام و نشرب المياه من " الحنفية" أو الصنبور. سميه ما شئت ، إلا أني اذكر أننا في احد الأيام كانت مامي عاملة خشاف ، ثم وجدت الإبريق ناقص جدا!
فاتت بنا وأوقفتنا في غرفة نومنا و كان المصحف الكبير موضوع على طرف الأيمن من الشيفونيرة .. فأوقفتنا و قالت لنا بنبرة حاسمة و حادة جدا: في واحد منكم افطر في نهار رمضان، لذا ستقفون الآن ويدكم ستضعونها عي المصحف و ستقسمون بالله العظيم أنكم إما صائمون أو أفطرتم!
و اذكر أن الموقف كان شديد الرهبة.. أشبه بالقسم في قاعات المحاكم الأجنبية.
و طبعا أنا كنت في اشد لحظات حياتي رعبا و خوفا، فمامي استطاعت بقوة أن تستحضر وجود الله ، فلم نشعر أننا نقف بين يديها و إنما بين يدي الله!
و أنا كنت متأكدة انك صائم يا وليد و انك أكثر مني إيمانا و كنت لا اعرف ماذا سأقول و كيف سأقسم.. فوجدتك تزحف نحو المصحف،و وضعت يدك عليه كما أمرتك..ثم انهرت تماما في نوبة بكاء كدت تقع مغشيا عليك !
أما أنا ففوجئت و ذهلت، يعني أنت عارف لما واحد يكون فاكر إنه قتل فلان ثم يجد أن الطلقة كانت مشتركة و أن احد المشتركين في الجريمة اعترف على نفسه و أعلن انه هو القاتل!
المهم بما أنك اعترفت بالذنب و بأنك أنت المفطر و انك أنت الذي شربت الخشاف ، هذا كان يعني أني لن أقف للقسم ، وأن الله قد رحمني من هذا الموقف الرهيب! و أعتقد أني لم أتمكن من الإفطار مرة أخرى في نهار رمضان لأنها فعلا جعلتنا نشعر بأننا وقفنا بين يدي الله و أشعرتنا انه شاهد علينا و ناظر إلينا و أن الأمر جلل !!
كان يومك صعب جدا يا وليد.. فاكر؟
لماذا يبعد عنا الناس ؟
* فاكر أم رزق؟السيدة التي كانت تأتي لمامي بشنطة تبيع لنا الخضار بعد تنظيفه و تقطيعه، و لا مانع من الفراخ في بعض الأحيان، و كانت تبيع بسعر أغلى من السوق وعرفنا بعدها أن مامي تعلم ذلك و لكنها تسعد بدخول أم رزق عليها ثم انه من الطبيعي أن تبيع بسعر أغلى لأنها تأتي بالخضار إلي البيت و تقطعه و تسترزق.
فاكر أم محمود ابنة أم رزق الله يرحمها ؟ طب فاكر في سيدة محترمة جدا كانت تاجرة شنطة، و متخصصة في بيع بضائع من بورسعيد.. هذه السيدة كانت لها زبائنها في عدة عمارات، و لكن أنا لا اعرف لماذا كانت مامي و خالاتي يشتروا منها بضائع لا يحتاجونها، أعتقد أنهم كانوا يحبون دخلتها عليهم!
فاكر أم محمود الخياطة؟ هذه السيدة أنا شخصيا كنت أحبها جدا و أحب حكايتها و أشعر أنها "ليدي" و احترم فيها كل شيء ، نظافتها ، هندامها ، كلامها الطيب إشادتها بزوجها، مرة أخبرتنا أن زوجها الله يرحمه دفع عشرة جنيهات كي يسمح لهما أن يشاهدا فيلم في السينما حينما كان الملك حاجز قاعة السينما كلها!
*فاكر عبد النبي السائق الذي كان يشتري الطلبات، ثم فوجئ بابي.. انه يشتري بأسعار وهمية رخيصة و يدفع الباقي من جيبه خوفا من حساب بابي له ، أنا و إن نسيت شكل عبد النبي فلن أنسى كيف أن بابي استحى منه و لم يتمكن من التعامل معه و اذكر انه ادخله عندنا في البيت و أقعده في الصالون و تحدث معه .. و اذكر أن بابي ظل واجم و حزين لفترة ..
حتى الفقير الخلوق.. عنده استعداد لشراء كرامته بأي ثمن يستطيع دفعه.. فإن لم يتمكن من أن يبتعد عن إنسان أساء له بنبرة صوت حادة أو طرح سؤال بطريقة الاستجواب المليئة بالاتهام أو سوء الظن أو رمي تعليق يخيب الظن أو أو أو ، ثم نتعجب لماذا يبعد الناس عنا !
نمرة تليفون البيت القديمة
وليد
فاكرة نمرة تليفون البيت القديمة.. 951845.. كانت ست أرقام فقط.. الآن ما شاء الله أصبحوا ثمانية في عين الحسود، و فاكر النمر اللي كنا دائمي الاتصال بها
تانت سميحة 940117
و تانت نوجة 951065
و فاكر نمرة البيت 1343 شارع كورنيش النيل..
تعرف :
و أنا صغيرة كنت أجد دهشة من زميلاتي .. كانوا يقولوا لي : كل ده رقم! فأضطر أن اشرح لهم أن كورنيش النيل يمتد من شمال القاهر لجنوبها في خط واحد يعتبر شارع واحد!
فاكر نمرة سيارة بابي . كان اخرها 666
هنا في قطر و في الخليج كلهم بيهتموا اهتمام جنوني بالأرقام المميزة و يشتروها. واحد اشترى رقم موبايل 666666 ب 10 مليون ريال لكن هذه القيمة ذهبت للأعمال الخيرية! أنا نزلت خبر أيامها في "إسلام اونلاين" عن هذا الموضوع .
* فاكر لما كنت أضحك من أسماء زملاؤك.. جون كوكلانرجس و جون بير و كلود معري .. أنا لا زلت اذكر مراد مكرم و زيد الصبان بن د .رفيق الصبان. اعتقد انه يعمل في الجامعة العربية الآن.. أما مراد مكرم فعمل كمذيع و مقدم برنامج" اسهر معانا "في النيل للمناوعات .
أنت عارف.. مامي شرت لي غرفة السفرة - عمولة- من الأتوليه الخاص بوالده في الزمالك .. بس للأسف يوم ما استلمناها وجدت طاولة الطعام مختلفة تماما عما طلبته و" لبسناها" لأننا استلمناها قبل الفرح بيوم و كمان لازم نفرش البيت.
إيمان:
وحشتيني جدا و اشتقت لقعدتك الجميلة .. تعرفي يا إيمان أنت كالمنجم كل لما الواحد يجلس معك يشعر أن لديك المزيد من العطاء و الخصال والمزايا والفكر.
تعرفي أنا أخشى أن احسد نفسي على أني لدي أخت حبيبة مثلك.. و" مخ "على رأي الجنرال..
كان يقللي:"شوفي البنت اللي ما تبنش من الأرض دي ..مخ صحيح! "
تخيلي يا إيمان، كان الله يرحمه يحب الحديث معك جدا و يستريح لك إلى أقصى حد و دائما يوصيني بكي ، و دائم الاعتزاز و الفخر بأنكل نور و تانت صالحة .
ياااااااااه.. بصراحة كان يستطيبهم جدا، و يسعد باهتمامهم و يطمئن لهم جدا.ً
سبحان الله .. الأيام مرت صاروخ.. و اعتقد أنه مر 11 أو 12 سنة على زواجك من وليد.. و أنا لا زلت اذكر أيام الجهاز و اذكر يوم دادة قالت لمامي : لازم تشوفي دوالايب العروسة لأنها خلاص نقلت الشنط!
ومامي تحاول تسد في دادة و تقللها: الله يخليكي اسكتي.. ما تنطقيش .. أشوف إيه و أتفرج على ايه.. و دادة تقللها .. أنت ما تنفعيش خالص!
فاكرة يا إيمان؟
فاكرة لما بابي كان يأخذك للدكتور أيام حملك في عمر، عارفة كان يقللي ايه؟
عارفة يا دود"إيمان الهادية اللي ما بيطلعالهاش صوت.. شخطت في الدكتور و بهدلته و صوتها جاب التحرير..." فاكرة؟
فاكرة يوم ولادتك لعمر .. لما بابي الله يرحمه هو اللي نقلك على المستشفى .. و اتصل بوليد في الشغل .. قاله : تعالي، إيمان هتولد قيصري
وليد : بس ده مش وقته "يقصد " مش وقت الولادة
بابي: بس الدكتور حجزها عشان لازم تولد لأن في خطر على البيبي
وليد: بس أنا عندي شغل
بابي قعد يزعق و يشتم و قفل السكة في وجه وليد .. اللي جيه جري
فاكرة يا إيمان .. أنت ذهبت إلى المستشفي بدون شنطة الولادة .. أصلا ما كان عندك علم بموضوع الولادة المفاجئ!
كان يوم 18 أغسطس 1998 و كنت راجعة من الجامعة و مامي أخبرتني أنك بتولدي
و نزلنا جري أنا و هي و دادة
و بابي اتصل بأنكل نور و قال له و كلهم حضروا و أنت ولدتي في خمس دقائق و أنا شفت وليد على باب الغرفة يبكي و هو ماسك عمر بعد لما كبر وأذن و طلبت منه أن احمله فوافق
بس قال لي: أنا شايف دادة واقفة ، طبعا كان خايف عليه من هوس دادة بالأطفال
لكن أنا اتبسط جدا انه لم يترك غرفة العمليات حتى يطمئن عليك ..و الله لم يصعد للغرفة فوق إلا معك وأنا أكبرته ساعتها جدا.
مدام نيتسة .. جون كوكلانارجس .. موسيو أسعد
وليد:
فاكر
Pere Nabil
Pere fleuri
و مادام نيتسة و موسيو أسعد واجتماع أولياء الأمور ؟ أكيد فاكر.
* فاكر أنكل فكري الجندي و أنكل احمد عبد اللطيف و أنكل اللواء المحمودي و أنكل عبد الفتاح طاهر و أنكل احمد رأفت و أولادهم و عائلاتهم و كل أصدقاء الوالد و أبطال مسلسل " العائلة".
* فاكر لما كنا نحتفل كل سنة بعيد ميلادنا مع بعض يوم 18 يوليو لأن الجنرال كان مفهمنا أننا من مواليد نفس اليوم كي يربطنا دوما ببعض .. ثم عرفنا لاحقاً من خالو محمود، أنك ولدت يوم 18 يوليو و أنا بعدك بعامين يوم 11 يوليو.. لكن الجنرال صمم يكتبني في نفس اليوم كي نكون دائما مع بعض.. و كان نفسه نتزوج في نفس السنة و نفس اليوم .. لذات السبب ..كي لا تفرقنا الأيام و لا السنين.
و اه من الأيام و السنين
عملت إيه فينا السنين؟
فرقتنا؟.. لا
غيرتنا ؟ لا
و لا دوبت فينا الحنين .. السنين
لا الزمان و لا المكان قدروا يخللوا حبنا
ده يبقى كان
الزمان
و بحبك و الله بحبك
و الله و الله بحبك
قد العيون السود بحبك
لكن أين أنت و أين أنا؟ أين؟
أين دفاتري و حقائبي و مريولي و شهاداتي المدرسية؟
أين طاولتي و سبورتي و طبشورتي و قاهرتي و ساحلية؟
أين دروبي و عطوري و قرفة أمي على اللحم و المهلبية؟
أين صحوة الفجر و جلسة الفصل وقفزة طيش أيام طفولية؟
أين ملعبي و مضربي و مكتبي و دعوات أمي عشية امتحان الثانوية؟
أين فطوري أين غدوتي و روحتي و أحلام أعابثها فتعبث بيا؟
أين خطوتي و عثرتي و أب و أخ يدعو رب يغفر لي كل خطية؟
أين جيراني و أقراني و أعوامي و وكعكة أعياد ميلادي السنوية؟
أين شرائطي و ضفيرتي و مرآتي وأين ملامحي الشرقية؟
أين غرفتي وشرفتي و أسرتي وأحضان تمحوا آثار كوابيس ليلية؟
أين مربيتي و معلمتي و مشرفتي و مدربتي و دروسي الخصوصية؟
أين مدفع الإفطار و مراتع الأطفال وملابس العيد و أين أين العيدية؟
أين جدولي و مختطاتي و شطحاتي و طموحاتي و ضحكاتي الهمجية؟
أين إخفاقاتي و نجاحاتي و هفواتي و أين انجازاتي الوهمية؟
أين بحوري و أنهار أسبحها فتنهار أحزاني و تغرق فيها همومي الأزلية؟
أين حلاوتي و فطائري و أطباق التهمها دون حساب لسعرات حرارية؟
أين مفاجئاتي و مسراتي و يد تمسح دموعي حتى لو كانت صناعية؟
أين دروب سفر تعبق بيود الأسكندرية و ثمار شهد نقطفها في طريق الإسماعيلية؟
أين سترتي قياس الأربعين و رقم جلوسي الثلاثين و أين الفتاة العشرينية؟
ايمان
حبيبتي
و أنا باكتبلك تذكرت يوم كنت في زيارة لكم في الهرم و كان يوم جمعة ووليد قال: هاعزمكم على "كنتاكي" و أنا كان نفسي في كشري .. فقلتله طب ما تخليها "العمدة" و هو صمم على "كنتاكي" و لما رجعنا عملتيلنا عشاء كشري.
تعرفي أنا تأثرت جدا .. فأنا أعلم انك مثلي ..ليس لك في المطبخ لكن طبختي لي لي كشري..و رغم انه كشري بالبيض و العدس وأنا بأحب الكشري التقليدي اللي بالبصل.. لكن فعلا تأثرت جدا بال"جاست" لأنك فكرتي تبسطيني يا سكرة.
ربنا يكرمك يا رب
فاكرة لما كتبت عن عمر هذا النص المقتبس و الممنهج عن نص "جدتي" لشوقي
لي وليد يعصف بي أقصى علي من أبي
و كل شيء ابتغي يرفض فيه مطلبي
ناشدته قبلة من وجنتيه قال لي هيا اذهبي
و إذا دعوته لعناق ساوم بلؤم في المطلبِ
هيا اشتري لي كرة و ملعب و مضربِ
و هات لي حلوى و حلة و حذاء و جوربِ
فبنظرة شكر مني تسعدي وأمنحك ما ترغب
و اريك وجه ضحوك كالبدر بلونيه مفضض و مذهبِ
و أهطل عليك بقبلات تنشر الريح الأطيبِ
وإلا ستعصفين ببرق راعد و سأعصف بك بالأثلبِ
ناشدته: عمير .. صغيري ترفق بأمك يا صبي
بادرني: لست أمي و لست صغيرك و لست بصبي
أنا عمر بن الوليد و ما أنت سوى أخت لأبي
تعرفي يا إيمان.. أنا كتبت لعمر على نهج " جدتي" لان وليد كان يعشق نص احمد شوقي
لي جدة ترأف بي أحنى علي من أبي
و كل شيء ابتغي تذهب فيه مذهبي
إن غاضب الأهل علي كلهم .. لم تغضب
مشى ابي لي يوما مشيئة المؤدب
غضبان قد هد بالضرب و ان لم يضرب
فلم اجد له غير جدتي من مهربي
فجعلتني خلفها انجو بها و لااختبي
و هي تقول لابي بلهجة المؤنب
و يح لك ويح لهذا الولد الطيب
الم كنت تفعل ما يفعل إذ أنت صبي
أول مرة وليد قرأ فيها هذا النص كنا في أجازة نصف السنة .. و نازلين في فندق للضباط بمحطة الرمل على تلة عالية و طبعا كان معنا بعض الكتب الدراسية لأن الأجازة يتبعها امتحانات.. فوليد كان بيذاكر نصوص و أعتقد أيضاً انه كان في سنة رابعة وعجبه المعاني التي تحتويها " جدتي " بشكل كبير.
ربما كان هذا هو السبب الحقيقي الذي دعاني لكتابة " بن الوليد" على نهج جدتي
سبحان الله يا ايمان!
عمر يشبهكما بشكل كبير و يحير من يراه .. فيه من ايمان .. و فيه من وليد
شكل ايمان .. طبع وليد.. ملامح وليد .. روح ايمان
سبحان الله .. الأطفال أكثر ما يصهر العلاقات الإنسانية.. رغم ذلك، أنت متأكدة أن عمر لم يكن سبب في قربك مني و مكانتك قبل عمر هي هي بعده.. لكن مع ذلك اذكر كم كان يوصيني الجنرال بك.
" الأمهات .. محلقين و الأباء .. مقصرين"
عارفة
أحكيلك حكاية دارت بيني و بين الجنرال..
أنت عارفة أنكم اأنجبتم عمر قبل زواجي بشهور .. و طبعا متخيلة عمر كان و لا يزال يعني لي الكثير و يعني للعائلة كلها معنى جميل لأول حفيد .
المهم أنا طبعا كنت و لا زلت اعشقه عشق. و أعشق وجهه الكروي و بياض بشرته الوردية و ضحكته الملائكية.. و من لا يعشقها؟!
و كان طبيعي أن يسحرني و أذكر أن بابي مرة قال لي: مالك كل يوم شارية هدايا لعمر
قلتله: يا بابي .. شاريه ايه ؟ ده كلام فاضي و شوية لعب " كليشنكان"عشان عمر يحبني.
قاللي: مش قلتلك مغفلة و عبيطة.. يا داليا لو فعلا بتسعي أن عمر يحبك هادي أمه حتى لو بكلام فاضي .. المهم الاهتمام يكون بها هي .. لأنها هي وحدها من تملك أن تجعله يحبك و ما فيش حد غيرها.. و يجعل سره في أصغر خلقهJ
عارفة يا إيمان
طبعا صعقت من كلامه.. و ارتبكت و قلت له: يعني هو مش هيحبني عشان أنا أخت وليد
قاللي: يا مغفلة ..ده مش حيحب وليد نفسه لو إيمان ما خلتوش يحبه.. فلا وليد و لا أبو وليد و لا أم وليد هينفعوكي.. ما فيش غير أمه
عارفة كلامه بابي فاجئني. بس تصدقي عنده حق
تعرفي يا إيمان
مش " اعتباطا "و لم ينطق عن الهوي سيدنا محمد ( ص) لما قول:" أمك ثم أمك ثم أمك"
تفتكري ممكن نقول أن سيدنا محمد ( ص) تعامل مع الأمهات معاملة المحلقين و تعامل مع الأباء معاملة المقصرين عندما ترحم على المحلقين ثلاثاً و على المقصرين مرة واحدة؟
ربما لأن اغلب ما تفعله الأم أعمال تندرج تحت مظلة الجندي المجهول .. أفعال غير مرئية و لا يراها سوى الخالق .
هي التي تسهر و تغير .. هي التي تشم النشادر و تمسح التقيئ و لا تقرف
هي التي تداوي و تدعو و تذاكر و تنظف و توصل و تنتظر و تعيد و تزيد و تسمع و تنصت و تنقد بلطف و تجازي برحمة و تكافئ بسخاء و تلهو بمرح و تمنح من الوقت أعماراً و من الحب أرطالاً و من العتاب قدحا ومن العفو شرحاً و بابها لا يوصد و قسوتها لا توجع و دلالها لا يشبع و عطائها لا ينفذ و دعائها لا يرفض ..هي التي تزرع القمح و لا تجني سوى الذرة..هي التي تروي الزهر و لا تحصد سوى الشوك
يا ايمان:
كان بابي الله يرحمه يشتري لنا أجمل الملابس و أغلاها من أمريكا، لكن مامي هي اللي تلبسنا، و كان مشاركته في عملية ارتدائنا للملابس تمثل عبء شديد علينا!
:ارفعي يدك لفوق، شدي نفسك .. أسفطي بطنك
أما مامي فكانت تعتني بأشياء و تفاصيل تأسرني حتى هذه اللحظة،
فانا لم أكن استطيع أن أعبر أن أكمام القميص تنحشر "تحت البلوفر" و و الله يا إيمان أنا و إلى أليوم أشعر بجميل يلجمني كونها كانت تلحظ ذلك و تقول لي:" امسكي طرف الكم و اقبضي عليه بيدك و أنا بالبسك البوفر " فيمر البلوفر على القميص كانه يتزحلق بلطف عليه دون أن اشعر بهذا الشعور المزعج حينما ينحشر القميص داخل البلوفر.
و لا أنسى كيف كانت تمشط شعري برفق، و تقص أظافري بلطف، أما هو فكان يعنيه المظهر العام و كان يهتم بتسليك شعري جامد ، و كان لا يرى في ذلك قسوة و إنما مصلحة كونه يريدني في أحسن صورة مهما تسبب ذلك في عناء.
طب فاكرة لما اشتريتوا لعمر غرفة نوم جديدة " فار فورجيه" جميلة و كان ثمنها واجع وليد، ما أذكره أن ياسر و أنا كنا نقوم بزيارتكم و يومها وليد سأل عمر: من اشترى لعمر الغرفة الجديدة يا حبيبي
عمر قاله: مامي
وليد عضه ساعتها عضة و قال له: لا يا حبيبي أنا اللي اشتريتها
سبحان الله ،هذا يحدث مع أباء يعشقون أبناؤهم و يعطوهم من وقتهم و جهدهم و مالهم، فما بالك بأباء اكتفوا بدور الممول، و ما بالك بالمستنطعين الذين وافقوا أن ينفق عليهم و على أبنائهم و ما بالك بمن تنكروا لنسب أبناؤهم و ما بالك بأباء يضيعواأطفالهم في ملاجئ للأيتام.
رجالة ما تعرف العيبة
أنا تابعت الأستاذ عمرو خالد في برنامجه الرمضاني " الجنة في بيوتنا " و سعدت لأنه بدأ يركز على دور الأب، مشيرا إلى واقعة حدثت في إحدى السجون الأمريكية حينما قام جميع السجناء بإرسال كروت تهنئة لأمهاتهم في عيد الأم بينما لم يتم إرسال كارت معايدة واحد لأباء السجناء!
ياااه يا إيمان على دور الأم في حياة الناس
أنا عن نفسي لم أجد أحد استطاع أن يعبر عن دور أمه أو تمكن من إقحامها في كل مراحل نجاحه كما فعل الأبنودي
الابنودي مجد أمه شعريا كما لم يمجدها أحد و أعطاها مكانتها و ذكرها بالإسم رغم أن الصعايدة عادة ما يجدون صعوبة في ذكر أسماء أمهاتهم.
أنت عارفة إن على الكسار كان اسمه الحقيقي على خليل، و لما طلب منه اختياراسم فني ، استعار اسم عائلة أمه؟
اما الأبنودي فأعلن مرارا أن امه هي التي أرضعته الشعر، و علمته السباحة في بحوره
اقلك فاطنة قنديل قالت إيه عن الرجولة
راح زمن رجالة العز و الهيبة و جيه زمن رجالة ما تعرف العيبة
ايمي:
كل رمضان وأنت بألف صحة، على فكرة يا ايمان أنا خلاص جايالك يا كوكات على أخر رمضان إن شاء الله، يا رب ربنا ييسر و ما فيش حاجة تأخر نزولنا مصر
الله يكرمك قولي لمامي ما تتعبش نفسها و ما تطبخش حاجات كتير
أنا مش طالبة غير صينية كوسة بالبشاميل و أرز بالخلطة و حمام محشي و اسكالوب بانيه و مسقعة بالصنوبر و ممكن شوية دولما مشكلين محشي كرنب وورق عنب ، خلاص و كفاية على كده .. اتفقنا.
يعني ما لوش لازمة تتعبوا نفسكم في أطباق اكتر من كده أللهم إلا إذا صممت تعمل كنافة بالكريمة و المكسرات .
بس اه. قبل ما أنسى .. مامي قالت لي إن لسة في فسيخ من أيام شم النسيم .. ففكريها تقطعه في طبق عشان اعرف أكله بالشوكة..تمام؟
أما نفسي- يا إيمان-أغمض وافتح أجد نفسي معكم .. قاعدة أفطر و نفسي اقعد في غرفة بابي الله يرحمه و أتفرج معكم على التلفزيون.
رحم الله الجينات الشعرية
عارفة يا إيمان:
الجماعة بتوع التلفزيون بيتعاملوا مع رمضان تماماَ كما نتعامل مع التحضير لولائم رمضان .. يعني زي ما العزومة من دول بتكفي تأكلنا أسبوع بعد الوليمة، الإعلام العربي يعيش على المسلسلات التي تعرض في رمضان لمدة عام كامل!
حاجة غريبة فعلاً.. أنا سامعة من أسامة أنور عكاشة أنهم 60 مسلسل بيتم عرضهم في رمضان و عفاف شعيب بتقول 50 مسلسل!
لكن انا فعلا عجبني" الملك فاروق" و" حمادة عزو" و الفريج" و أول مرة في حياتي يعجبني الإعلانات، أقصد إعلان "دبي للعطاء " أنت تختار"!
العجيب ان تيم حسن السوري الجنسية استطاع أن ينشط النزعة الوطنية عندي كمصرية .. أما "حمادة عزو و ماما نونة " فمش قادرة أقلك عجبوني إلى أي درجة و عشت معهم و كأنهم أقاربنا ..مع إن ياسر يؤكد أن المسلسل له بعد سياسي
و عجبني كمان تيترات المسلسل
عيني عاللي زمان كانوا بيمخمخوا
و لا 100 زلزال كانوا بيلخلخوا
دلوقتي شوفوا بقوا بيأنتخوا
أول ما سمعت التيرات قلت أنا و ياسر : أكيد أيمن بهجت قمر..
رحم الله الجينات الشعرية.. مش قلت لك " العرق دساس"
و قد كان
عندي كنوز من حنان و رحمة نعيمي أن يغري بهن و يلعبا
عارفة يا ايمي
الحاجة الجميلة اللي ربنا انعم علي بها في الغربة هي الأمومة ..أمومتي لعمر و محمود و عليا و دانا هي أكثر ما اعتز به بعد بنوتي لأمي اعز الناس
أنا يمكن لم اكتب لمحمود أي نص
و لكني أقرؤه في كل النصوص و أراه في مجمل الأشعار
و لكن أجمل ما قرأت عن محمود نص رقيق كتبه الدكاترة زكي مبارك
تود النجوم الزهر لو كانت دمي ليختار منها المترفات و يلعبا
و عندي كنوز من حنان و رحمة نعيمي أن يغري بهن و يلعبا
يجور .. و في بعض الجور حلو محبب و لم أر قبل الطفل ظلما محببا
و يغضب أحياناًَ و يرضى .. و حسبنا من الصفو .. أن يرضى علينا و يغضبا
يزف لنا ألأعياد: عيداً إذا خطا و عيداً إذا ناغى.. و عيدا إذا حبا
محمود في " تراك" الكعبة
أنت عارف يا وليد
محمود صعب علي لان يوم عيد ميلاده مر بشكل غلبان جدا.. كلما تذكرت حفلات عيد ميلادنا و أصحابنا و كيف كنا نتضايق أن بابي يدعو أصدقائه لأننا كنا نريد أن يكون كل المدعوين من أصدقائنا فقط .. ثم انظر لمحمود و لا أجد حوله سوى ياسر و أنا و دودي الصغنن ..
سييبك من المشاعر السلبية .. أنا نفسي أحكي لك عن محمود و دانا في الحرم.
انت عارف أننا سافرنا عمرة في أغسطس الماضي و محمود انطلق في الحرم.. لا تتخيل مدى سعادته في" تراك" الكعبة.. تخيلي كان مسمي صحن الكعبة .. التراك بتاع الكعبة"!!
يعني هو يراها مكان ملائم للعب و الجري وأنا كنت رابطاه بحزام اشتريته مخصوص من "ماذر مكير" لكن للأسف الحزام منظره مخلي محمود مش ولا بد و طبعا لم نسلم من الانتقادات .
أما الشرب من مياه زمزم فكانت هوايته المفضلة .
أنت عارف أنهم قفلوا المنزل الخاص ببئر زمزم و لم يعد هناك أي فرصة للشرب سوى من الترامس الموضوعة داخل الحرم او الحنفيات خارجه .. ما علينا هو يمسك كاسات المياه و يملى و يكب و يملى و يكب ..استغفر الله العظيم
طبعا ساعة الصلاة باكون رابطاه في الحزام . فيصرخ و يعافر كي يهرب من الأسر و ينطلق.. و أنا في صلاني لا املك سوى أن أدعو رب الحرم :يا رب أنا في بيتك و لا أريد أن اترك صلاتي فرد علي ابني . يا رب أمين
و ما ان يسلم الإمام . إلا و تجدني اأدور بين الناس بحثا عن محمود ..و أظل أنادي يا محمود يا محمود.. و أخيرا اجده يلعب مع الاولاد و ما ان يراني حتى يصرخ: ماميتو .. محمود أهوووو
ليدو و ايمي:
أنا سعيدة جدا أن موعد لقيانا قد أوشك.. أنا بأحبكم جدا و محمود لا سيرة له غير عمر و عاليا و إن شاء الله يلعبوا مع بعض و يفطروا مع بعض و يعيدوا مع بعض.. قبلاتي لكم و سلامي للعائلة كلها..و يا رب نتجمع دائما و لا تفرقنا لا السنين و لا غيرها أمين.. و لا تنسوني من صالح دعاؤكم .
داليا الحديدي
العاشر من رمضان
23-سبتمبر 2007-09-23
الدوحة - قطر
=========================================
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية