رسائل من الدوحة

متغربين إحنا.. متغربين آه.. تجري السنين و إحنا .. جرح السنين.. آه.. لا حد قال عنا خبر يفرحنا و لا حد جاب منا كلمة تريحنا .. تريحنا

الخميس، 18 ديسمبر 2008

الرسالة الخامسة " في ناس و ناس "


دادة حبيبتي:

أحلى دادة فتحية في الدنيا

أظرف أبو الفتوح قابلته في حياتي

ازيك يا دادة.. يا توحة.. يا قمر.. يا ست الناس؟

يا رب رسالتي تصلك.. فاكرة لما كنت تقعدي جنب مامي على النت و تتبسطي انك سامعة صوتي على الكومبيوتر.. عموما مامي قالت لي إن مصطفى بيشوفك أحياناً أمام الحضانة .. فعندي أمل إنها تطبع رسالتي و ترسلها لك عن طريق مصطفى.. و من عالم؟ تلاقي حد يقرأها لك.


زعلي طول أنا وياك

بس بزمتك ده اسمه كلام.. كل ده زعل.. يعني الناس بتزعل شهر.. شهرين و بيتصافوا .. لكن زعلك طول المرة دي جداَ.. و البيت وحش من غيرك.. و كئيب و غلس و ما لوش طعم و لا حس.
هي ناقصة يا دادة غيابك انتي كمان.. يعني بابي يتوفى و أنا اتغرب و انتي تهجي!
يا سبحان الله ..هو وحده الدايم.
كل لما اسمع فيروز بتغني " زعلي طول أنا وياك " افتكرك

ناس تدى و تنسى .. و ناس تاخد و تنسى

طيب عشان خاطر العشرة و الأيام الحلوة ارجعي بقه.. أنا شكلي هغنيلك " عود" إلا.. بتحبي على الحجار يا دادة..؟
أنا عارفة انك ما لكيش فيه أوي .. و مزاجك مع " خالد عجاج" اللي غني" في ناس و ناس"

تخيلي يا دادة، أنا فاكرة اليوم اللي سمعنا فيه مع بعض أول مرة أغنية "ناس و ناس" و اتذكر إنك بكيتي .. فاكراكي في اليوم ده.. كأنه كان من ساعة.. و فاكرة دموعك و منظرك و أنت متأثرة جدا و أنت بتسمعيها.. و فاكرة انك كان نفسك تسمعي الأغنية أكثر من مرة.

هاسمعهالك

في ناس بتحب تاخد كل حاجة

مع إنها مش محتاجة

و ناس بترضى بأي حاجة
في عز ما هي محتاجة

و ناس تدى و تنسى
و ناس تاخد و تنسى
و ناس تاخد و تقسى

و ناس تدى وتندم
و يا ريتها بتدى حاجة
يا ريتها بتدي حاجة

في ناس اه يا ناس
ويلي.. يا ابا ويلي ويلي

هو انتي اخدتي ايه من الدنيا يا دادة؟

لا مال و لا عيال.. لا زوج و لا أسرة.. و لا شغلانة عليها الطلة.. ولا شهرة و لا تقدير.. و لا معاش و لا بيت و لا حتى اوضة من غير صالة..هما ما فيش غيرهم.. ال 3 أساور والحلق اللي في ودنك و باين في سلسلة بدلاية.. والحمد لله

اقلك ايه.. سيبك .. تصدقي كنت ناوية اقلك كلام الناس اللي ينرفز..اللي من نوعية " المهم راحة البال" يا بخت الفقير .. ما بيخافش من الحسد و لا حد هيبصله في حاجة" و عايش في راحة و مش شايل هم زميله صاحب المرسيدس .. فهيموت نفسه يجيب الفور ويلز وعمل فيزا كارد عشان يغيظ عديله و يجيب الهامر زيه!

أصل الناس المقتدرة يا دادة .. عشان عايزين يريحوا ضميرهم، فمطلعين على الفقراء و المعدمين، ان ربنا منعم عليهم براحة البال، و الرضا و دايما يقلولولك، الفقرا بيمتلكوا السعادة و الراحة.

يعني واحد فقير معدم مرتبه في الشهر 50 ، 80 جنيه، لازم يكون فرحان و مظأتت .. و مش قضية انه ما عندوش امكانية ترف المرض، و اذا مات له حد .. بيبقى فعلا موت وخراب ديار على عيلته، التي بتستلف ثمن الكفن و العزاء.. و يقولوك راحة بال!!

و الله مرة سمعت محمود سعد، بيقول: يا بخت الفقرا، بياكلوا حتة الجبنة و آخر سعادة.. بدعوى أن الفقير ما بيتقهرش لأن في حد بقه أحسن منه و زميله اللي جاب موبايل شكله ازاي و الكلام ده...

كمان – يا دادة- طلعوا على الفقراء انهم ما عندهمش رغبة في التطور و تحسين مستواهم، و ما بيبصوش لاي حد احسن منهم.

بالزمة ده كلام يعقل و احنا في القرن ال 21.. هما ما سمعوش عن التلفزيون و الفضائيات و الاعلانات اللي بتعمل سعار استهلاكي و بتخلي كل انسان يحلم في نموذج يكون زيه؟

المهم أنا بأعتذرلك إذا كنت لسة زعلانة من أي حد في البيت.. و فعلا نفسي ترجعي تنوري بيتك

باعتذرلك إذا كنت زعلانة من حاجات ضايقتك ومش عارفة تعبري عنها أو حاجات مش مستريحلها .. بس أنا متأكدة إنك عارفة أني بأموت فيكي.. وعشت أحلى أيامي و شهوري و سنيني معاكي .. و البيت كله بيحبك يا دادة يا قمر

و بعدين دي مش اول مرة تسيبي البيت .. بس المرة دي طولت

تعرف يا أبو الفتوح يا سكرة انت.. أنا لما رجعت مصر في الأجازة السنة دي.. كان البيت لا يطاق من غيرك .. و بعدين مش قادرة أتصور انك ما شفتيش بنتي يا دادة..معقول؟

أناا ولدتها في قطر و كان نفسي تكوني معايا.. و كان نفسي تحضري كل حاجة .. كل حاجة.. زي ما كنت موجودة في عقيقة محمود و عمر.

فاكرة عملتي ايه في بيت انكل نور الله يرحمه يوم سبوع عمر؟ بدرتي الأرض كلها و انا كنت مكسوفة جدا.ً

بصي انتي ترجعي البيت و تملي شروطك ..و ليكي عليا أضمن لك أن الجميع يكونوا تحت سيطرتك و رهن إشارتك و تحت طوعك .. من أتخن واحد للمسلوعين – إن وجدوا!

بس يعني لو ممكن -و ما فيناش من زعل - بالنسبة لموضوع مامي.. يعني بأقول لو في امكانية .. تقللي من شخطك و زعقيك لها..مشيها تكشير يا ستي و بلاش الصوت العالي..و أنا فهمتها ان من حقك التعبير عن سخطك بالتكشير و التبويز و البرطمة .. يا شيخة دول بتوع "حركة كفاية " و الصحفيين في" المصري اليوم" بيقوللوا اللي ما اتقالش .

نيجي علي الكام برطمة الي بتقوليها و نعصلج.. خدى راحتك يا توحة .. احنا في بيت نشأ و ترعرع في ظلال الديمأرطية بالكاتشب والملوخية..
بس بجد قدري أن مامي أختك الكبيرة او حتى الصغيرة .. بس برده هي الست كبرت و مش وش بهدلة .. خصوصا ما يرضكيش تحس إنك زودتيي العيار بعد وفاة بابي.

تعرفي.. هي بتصعب عليا جدا لما بتشخطي فيها..و إنت ست العارفين .. العبء عليها زاد و ما بقتش فاضية خالص و عندها مليون شغلانة و ما عادتش زي زمان .. ما ورهاش غير تحضير الغداء و المذاكرة لينا و توضيب البيت. ..

و مع ذلك قلما تتعصب عليك .. و كلمتك هي اللي ماشية في البيت .. يعني تعرفي لما كنت بتتعصبي على الجنرال الله يرحمه .. أنا ما كنتش بأزعل.. أبداً.. بالعكس.. كنت بأقول "أبدان على أبدان "لكن فعلا جننتيه يا شيخة.. لكن مامي .. حرام عليك يا أبو الفتوح.

فاكر بابي.. مرة ناداكي : أبو الفتوح.. فرديتي عليه .. كبستيه.

قلتيله: داليا بس اللي تدلعيني و تقل لي أبو الفتوح

و الله أنت سكر.. تعرفي لو في منك خمسة .. ستة.. في مجلس الشعب.. يقدروا يكلموا عمو
سرور المنشكح و أنكل الكبير من غير خوف زيك كده .. بيتهألي كانوا

! و لا بلا بش.. بس على الأقل كان تقرير العبارة ما راحش هدر زي اللي ماتوا فيها

*على فكرة ...برده تقرير" لينوجراد" طلع أونطة.. و أولمارت قاعد و ما عرفوش يشيلوه .. احسن خليه.. هو أرحم من اللي ما يتسمى شارون.

*فاكرة لما موتور الغسالة الأوتوماتيك إتحرق.. واترجيتك ما تجبيش سيرة للجنرال .. وتسيبي لي الموضوع ده و أنا هاصارحه.. واحدة.. واحدة ..عشان الصدمة ما تكنش قوية

و وعدتيني.. و أنا صدقت إنك هتمسكي لسانك.. لكن أول ما الراجل صحي الصبح و قبل ما يشرب الشاي أو يفطر .. و قبل صباح الخير، قلتيله: أستاذ محمود .. باقلك ايه: الغسالة اتحرقت .. و لازم تجيب واحدة جديدة عشان أنا مش هأغسل على إيدي.. أه .. كله إلا الغسيل على الإيد.... أنا قلتك .. اهو.

و طبعا – بعدها - أنا ما شفتكيش.. بس وليد طلعك من الجردل ..و قعد يحجز ما بينكم

أنا مش قادرة انسي منظر بابي و هو متعصب و صوته رايح من الزعيق و بيصرخ: حرقتيها .. ح ح حرقتيها

و انتي عمالة تقولي: برضه هتجيب واحدة جديدة عشان مش هأغسل على إيدي

و مامي صحيت على صوت موقعة المطبخ و حاولت تهدي فيكم هي ووليد
طيب فاكرة لما كسفتيه قدام أنكل محمود.. زوج اخته وعليتي صوتك عليه .. فاكرة حصل ايه؟

" لقاء الجبابرة"

أنا ما شفتش ,, بس إيمان حكتلي بالتفصيل.. انه كان حاجة كده "لقاء الجبابرة" و كل ما افتكر طريقة ايمان وهي بتحكي على المشاهد اللي انتي عمليتها .. فعلا باموت من الضحك.. مع انها ما شافتكيش الا من بعد لما الجيران تدخلوا..

ايمان قالتل ي: دادة كانت عايزة تثبت الواقعة و قعدت تصرخ و لمت الجيران.. واالضيف رفض يتدخل

يا دادة في حد يكهرب الجو أثناء وجود ضيوف.. طب الراجل بيفوتلك طولة لسانك بينك و بينه أو قدامنا.. لكن كمان قدام الضيوف .. اه .. يا مفترية
بجد.. أنت و لا سهير البابلي..

تعرفي يا دادة إنتي لو كنتي اشتغلتي في التمثيل، كنت هتبقي سوبر ستار في الكوميديا ما لكيش زي.. بجد فشر سهير البابلي . لا بابلي ايه ..

لا تقوليلي البابلي ولا الباروني و لا حتى نعيمة الصغير .. فعلا أستاذة في "الفارس" و رائدة في فن كوميديا الموقف وعندك " إيفيهات قوية" و بعدين صوتك مسرحي و جهوري و يسَمع.. اصلا مش حتحتاجي مايك.. و لا سيناريو..

انت عاملة زي شعبولا.. لحن واحد و بيركب عليه كل اغانيه

كمان انت مش بعيدة عن الوسط. . حكتيلي انك اشتغلتي عند تحية كاريوكا و نبيلة السيد و ابراهيم خان – الله يرحمهم جميعا و كمان اشتغلتي عند عفاف راضي فترة

حد يتخانق مع تحية كاريوكا يا توحة.. يا جبايرك يا دادة

لكن تعرفي .. كان بيعجبني فيكي انك عمرك ما اتكلمتي بالوحش عن حد اشتغلتي عنده .. و لا بالحلو

لا، بيعجبني فيكي حاجات صعب أني أعدها.. بس طبعا مش من ضمنها انك ممكن تبرقيلي لو صفرت او لزقت قدام التلفزيون أو أكلت من وراكي أكتر من المخصص ليا.. يا دادة هو احنا في "ميس للضباط" و عامللنا مقننات.. يا الله .. اهي ايام و عدت.

نرجع لمرجوعنا.. يعني حنيناكي على مامي و ما نستقواش على الضعيف يا دودي.. وما تجيش على الغلبانة الطيبة دي.. يعني بصراحة ما يصحش توقفيها قصادك زي التلميذ الخايب و تحاسبيها على الصغيرة و الكبيرة

و بعدين أرجوكي ما فيش داعي تزعقيلها امام مدرسات و دادات الحضانة و أرجوكي ، فعلا هي مش هتقدر تتحمل معاملتك الصعبة أمام أولياء الأمور، خصوصا و انت عارفة كويس انها مفهماهم تحت في الحضانة أنها يا ما هنا يا ما هناك .. و انها هي اللي بتحل و بتربط و ان كلمتها ما بتنزلش الارض أبدا !
تيجي انتي امام الناس و تقوليلها: ها.. نورمندي 2
مش لطيف منك برده يا ابو الفتوح
عارفة، قدامنا خدي راحتك.. مافيش مشكلة خالص .. بس ربنا يسترك يا أبو الفتوح برده نحاول نمسك نفسنا أمام الناس وفي البيت حاسبيها زي ما أنت عايزة
بس ليكي عليا أنا هاقلها تقصر مع حضرتك و تكبر دماغها.. ولما ترجعي لنا البيت، هقللها هي وإيمان يسيبولك المطبخ تماما و ما يدخلوش فيه غير" بفيزا "أو بتصريح عمل مؤقت مختوم بموافقتك .

و أنت.. على راحتك عايزة تأكليهم فول .. بسارة .. قلقاس .. كشري.. فراخ بانيه .. إن شا الله حتى لو عايزة تاكليهم "دليفري" ما فيش مشاكل

بس فعلا البيت من غيرك ما لهوش نكهة و لا صوت
عارفة يا دادة ..
حتى موضوع الصوت العالي .. ما بقاش مشكلة.. حضرتك ترجعي و تلعلعي زي زمان.. يعني كنت ضبطي صوتك أيام بابي الله يرحمه ، لما هتتحكمي فيه اليومين دول.

و بعدين .. إذا كان على إيمان.. فدي زي ما انتي عارفة " لويزة الطيبة" من إيدك دي لإيدك دي.. لا هتقول و لا هتعيد .. بس برضه.. يعني عايزة تشخطي في عمر أو عاليا.. بلاش عيني عينك ..عشان ما نستفزهاش.. برضه أمهم و تزعل على أولادها .. ابقى اشخطي فيهم من وراها و هي في الشغل.. و الثلاجة فيها مفتاح .. ابقي اقفليها و ريحي دماغك من عاليا خالص.

أما وليد فبيجي اخر الليل .. يعني ما فيش احتكاك.. وبعدين ده انت اللي مربياه و عمره ما هيكبر عليكي.

يا دادة

نفسي أطمن عليكي .. والله نفسي يا دادة تيجي و دادة فاطمة تخدمك و مصطفي يبقى تحت إيدك.. توديه.. و تجيبيه ..روح هات كذا، ودي مش عارف إيه.. اهو يبقى " أسيستنت لكي يا دادة " و يساعدك.

أنا عارفة طبعا إن - مصطفى بالذات- عمرك ما حبتيه.. و لا هضمتيه و مش متوقع انك تبلعيه .. مع انه مهضوم كتير و طيوب كتير على رأي اللبنانيين وغلبان جدا..جدا.. بس ولا يهمك.
مش عارفة مين اللي فهمك انه جاي يحل محلك؟

ابدا .. ده الولد بيسوق لمامي و بيشيل معها الحاجة وهي طالعة و مرزوع تحت على باب الحضانة.. و بعدين ده كان بيخدم الجنرال من ايام المستشفى و بابي بنفسه موصي عليه.. و عموما، إذا مش عايزاه يطلع البيت فوق.. خليه تحت، وما فيش أي داعي لوجوده في البيت، و لو عايزة حاجة منه اتصلي به "بالدكتافون " أو رني عليه ..اصله جاب موبايل

يا دادة " I MATE ”

تلاقيه مستعمل .. أرجوكي ما تتنرفزيش.. انتي عارفة هو شاب و اللي في سنه بيحبوا الحجات دي.. بس انت رنيله و هو يطلع أو كلميه و قوليله عايزة ايه.. او لو مش عايزة تشوفيه خالص. كلمي سوبر ماركت "جندية "و هو يرسل الطلبات لحد عندك

و إذا مش عايزة دادة فاطمة تطلع تساعدك.. ما فيش مشكلة.. خليها تحت

وعم فاروق مشي من فترة ..أنت برده عمرك ما استريحتيله.. فالموضوع خلي لك يا عم.

مش عارفة ليه.. باتونس بيكي و كأنك من دمي

عارفة يا دادة .. و الله أنا لو بإيدي نفسي أجيبلك ناس يخدموكي

كفاياكي خدمة و تعب و شقاء .. حكتيلي زمان إنك بدأتي تشتغلي و أنت عندك ست سنين.. و كانوا بيطلعوكي على كرسي" تابوريه" عشان تغسلي الصحون" يعني بقالك في" الفيلد " الخدمي ده بتاع نصف قرن .. أعتقد 55 سنة!!

ياااااااه.. ربنا يعطيكي الصحة و العافية و تكوني راضية عنا.

أنا باحبك جدا يا دادة و نفسي لو أقدر أجيبك قطر أو اجيبلك عقد عمل هنا.. انا بافرج محمود على صورتك عشان يعرفك و فعلا كل لما يشوف الصورة يقول" دادة"

باقعد افتكرك على طول .. و نفسي أطمئن عليك.. بصراحة مامي قلقتني عليك .. فبادعي تكوني مرتاحة و في احسن حال ..

حضرتك عملالي صداع في دماغي .. و من فترة بفكر فيكي بشكل يومي و شفتك في المنام و باقعد اتذكرك..

عارفة:

مش عارفة ليه.. باتونس بيكي و كأنك من دمي

على راحتي معامكي و كأنك امي

مش عارفة ليه

تعرفي انا كنت عايزة اقلك اني نفسي أنا اللي اخدمك.. بس يمكن مش عايزة اكتب لك حاجة مش هاقدر اعملها، فتقولي أنه مجرد كلام.. لان امكانية سفرك ليا هنا شبه مستحيلة .. بس تخيلي من زمان كنت بافكر وأقول: من هيخدمك لما تكبري و تعجزي؟ خصوصا ان لا هيبقى عندك معاش و لا تأمينات و لا مكافئة نهاية خدمة و لا نقابة و لا أهل.

. ربنا معاكي يا دادة .. نعم المولى و نعم الوكيل

بس حاسة إن ربنا جعلك ابتلاء لنا،عشان يشوفنا هنقدر نصبر عليك لما تتعصبي علينا و أنت كبيرة و نتحملك و لا هنقول كبرت و مش بتشتغل زي الأول.
تعرفي كان زمان عندنا دادة اسمها سعدية كانت بتيجي و أنا صغيرة جدا و دي كانت رمز الشقاء و أول إنسانة جسدت لي معنى العوز و الحاجة و الغلب،كانت متجوزة إنسان من أكابر مستنطعي قليوب و إبنها عاق.. بيضربها و مبهدلها أخر بهدلة، و هي مرة تيجي وعينها طايرة و مرة ذراعها مكسور و مرات متجبسة.

بس يعني .. أهو ..عندها عيلة و ابن و زوج - صحيح قلته احسن- بس أهو عندها بن تعيش عشان تربيه ، لكن أنت كنت فعلا أول نموذج اشوفه بيعيش لغيره.. و ما لوش فرصة الحلم لحياته هو.

فاكرة لما عبد الله السفرجي بتاع انكل احمد الموجي قال لبابي انه عاوز يتجوزك، بس انت ما رضتيش.

تصدقي ، كان ممكن واحدة زيك تقول و ايه يعني انه متجوز و عنده أولاد في السودان، ما انا واحدة في سني لازم توافق على أي عريس متجوز..بس ربنا يكرمك انك ما وافقتيش على الزواج من انسان متزوج.. اوعي يا دادة يكون سبب الرفض عنصري

هاههاها

مرتبك=علبة أيس كريم "باسكن روبنز"!

بصى انا حاسة بالذنب جدا تجاهك .. نفسي ترجعي عشان اكون مطمئنة عليك

تعرفي يا دادة .. أنا لما مامي قالت لي أن بنت اختك اشتكتلها و قالت لها ان مدام نادية خسفت بمرتبك الارض و خلته خمسون جنيها فقط لا غير.. بصراحة في الاول شط، و تضايقت.. و قلت في نفسي: مرتبك بالشكل ده ما يجبش ثمن علبة ايس كريم" باسكن روبنز" حجم عائلي.

بس لما فكرت.. قلت:ما أكيد هي مريحاكي.. لما تخليكي توافقي تشتغلي بالمبلغ البسيط ده- بدون اجبار - يبقى معني الكلام ده انك بتشتري راحتك.. و بصراحة اكثر.. ما فيش يا دادة اهم من راحتك.. و بعدين ما هو انت عمرك أخذت جنيه من مرتبك، ما كله بتوزعيه في اليومين اللي بتزوري فيهم أهلك.

طب على فرض انك رجعتي عندنا أو رحتي لاي حد فنجري أعطاكي 500 جنيه في الشهر، طب هتستفيدي إنتي ايه؟! و انتي مش مستريحة، وهتعملي بالفلوس ايه؟

أخترت صح

عارفة، أنا مش قادرة أقول انك حسبتيها صح لإنك - أصلا- لا بتعرفي تحسبي و لا ليك في القراءة و لا الكتابة و لا الحساب ، لكن اقدر أقول انك اخترتي صح..
مفهوم إن أقاربك يزعلوا إن مرتبك يتخسف به الأرض و يبقى ملاليم .. لأنهم هما اللي كانوا بيستنفعوا منه، لأنك بتشتغلي طول الشهر .. و تزوريهم يومين في الأجازة تصرفي كل مرتبك عليهم.. فطبعا يا حرام يعملوا إيه بخمسين جنيه لا تقدم و لا تاخر، و خصوصا انهم كانوا متعودين على المئات.

أهم حاجة راحتك يا دادة و المنطق بيقول إنه اكيد انت مستريحة جدا عند مدام نادية، و إلا ما مكنتيش توافقي بالمرتب التعبان ده

اكيد مش بتمنعك من فتح الباب لأي حد..و تلاقيها مخلياكي تردي على التليفون ذي ما انت عايزة و ما بتحاسبكيش اذا نسيت تقوليلها من اتصل، ما ست بتفهم، هو انتي سكرتيرة؟!

و تلاقيها مؤتمناكي على نسخة من مفتاح الشقة ذي نبيلة السيد الله يرحمها
و أعتقد ما عندهاش لستة موانع و مخلياك تعملي اللي على مزاجك
و كمان أكيد مراعية هوايتك في تخزين السلع لموسم رمضان
و شوفي بقه.. تلاقيها هارياكي أدوية – حكم أنت تعشقي "الأدول""
المهم مريحاكي و دي اهم حاجة
تعرفي انا بس لو اتاكد انك مستريحة
لكن منين تيجي الراحة بعد 55 سنة خدمة في البيوت

حياتك غريبة جدا يا دادة

بعد 55 سنة خدمة.. ما زلتي تحملين لقب أنسة فتحية أحمد
بعد 55 سنة خدمة في البيوت .. لم تحصل و لن تحصل على مكافئة نهاية خدمة
بعد 55 سنة خدمة و شقاء في تربية و خدمة الآخرين
لا يوجد عندك لا بيت و لا حتى غرفة واحدة ملكك
ولا يوجد لديك راتب ثابت و لا معاش ثابت
و لا يوجد لديك لا زوج و لا أطفال و لا أهل
و طبعا لا تمتلكين سيارة و لا فيزبة و لا حتى بسكيليتة.

قضيتي 55 سنة شغل في بيوت الناس و قُدر لك إنك ما تزغرديش غير في أفراحهم و ما تحضريش غير سبوع أولاد أسيادك! و ما يتتعزميش غير في الموائد الخلفية إذا فكر حد يأخدك معاه في أي زيارة و ما فيش مانع تنظفى المطبخ رغم انك- المفروض- ضيفة و كأنك بتتعزمي بلقمتك!

هو أنا يا دداة.. مش زعلانة عليك و لا بأتحسر على عيشتك.. لأني عمري ما كنت و لا هأكون أرحم عليك من اللي خلقك.

بس 55 سنة خدمة بدون أي عائد .. بل حتى كل اللي كسبتيه اشتريتِ بيه جهازك اللي أهلك استخدموه.. كل راتبك بتصرفيه في اليومين اللي بتزوري فيه أهلك.
طب على فرض- و ربنا يعطيكي الصحة- لو مرضت، هيحصل إيه و ما فيش اهل و لا اصحاب و لا حد من الناس؟

د. المسيري أصيب بالسرطان يا دادة

أنا مش عارفة .. بس متأكدة إن في ربنا لن ينسى دادة فتحية

بس اقلك حاجة.. تسمعى عن دكتور عبد الوهاب المسيري؟اكيد لا..
الراجل أصيب بالسرطان- ربنا يحفظنا - او الله يعزك بالقطري- و للأسف وقف الأدوية لأنها غالية و فلوسه خلصت .. و هو كان بيضطر ياخد الحقنة ب 3 الاف جنيه يا دادة

تخيلي؟..طبعا هيجيب منين؟

وقف العلاج الي ان وجد من يساعده. . المهم ده جعل الناس تطالب بعمل وقف لعلاج العلماء..
الناس بتطالب بعلاج الجميع إلا الدادات .. ما حدش بيفكر في الخدم و لا حاطتهم في باله.. ربنا معكم

اشتقتلقك كتير..اشتقت لوجهك الأبيض الجميل..و للشعر الشايب المغطي بالأيشارب من سنين من ساعة ما خضوكي و انت صغيرة و صحوكي على خبر وفاة والدك عمو أحمد.

و وحشني منظرك و انتي معصبة دماغك بقماشة شكلها وحش جدا - بسبب الصداع المزمن- و وحشتني حركاتك و خصوصا حركات إيدك المسرحية لما تعلني ان المطبخ شطب و ما فيش اكل.

وحشني الكشري بتاعك والقلقاس بالسلق مع اني- مش من هواته-
وحشتني تعليقاتك.. فاكرة لما كنت بتقولي لمامي : عم طه ده من الورث
تصدقي كلامك طلع صحيح! الرجل بنفسه حكالي انه هو و عم عبد العزيز كانوا- و الكلام على لسانه و بمصطلحاته- كانوا ملك جدي الكبير عبد القادرسيد الأهل ولما مات.. بابا جدو عبد الحميد ورثه..و جدو محمد عم مامي ورث عم عبد العزيز!

"أنا عشت معهم عشر سنين.. ربيت أولاده و المدام بتاعته"

دادة

انتى عارفة أنا ما كانش قصدى أغني عليك لما قلتلك اغنية الحجار "عارفة" ..أبدا انا فعلا طول عمري حاسة ان احنا اقارب و دم واحد، لما كنت بتروحي مع مامي المستشفى.. كانوا بيفتكروكي اختها و كنتي تتبسطي جدا لما الدكتور يقلك يا مدام فتحية..ايوة يا عم المدام

عارف يا أبو الفتوح، انا واخدة معايا الشريط اللي مسجلة فيه صورالعيلة كلها و مسجلة فيه بالفيديو الكلمة اللي قلتيها بعد وفاة بابي

اخدت الشريط معايا قطر عشان تفضلوا معايا وعشان محمود يشوفكم على الاقل في الصور
و على فكرة كل لما بيشوفك بيقول: دادة اهيه
لكن لما بأسمع الكلمة اللي انتي سجلتيها في وفاة بابي الله يرحمه – بأضحك ضحك..عارفة انتي قلت ايه؟

" انا عشت معاهم عشر سنين.. ربيت أولاده و المدام بتاعته...."
هاهاهاه

أولا: أنت عشتي معانا بتاع 25 سنة يا دادة مش عشرة

بس بالنسبة لموضوع "ربيتي ولاده و المدام بتاعته" فاعتقد ما فيش حد فلت من تربيتك .. و ربنا يجعله في ميزان حسناتك

بس هي برضه يا دودي – علمتك الصلاة و حفظته الفاتحة و اية الكرسي و الاخلاص ، و قبلها ما كناش بنصلي يا توحة .. مش كده ولا ايه؟

أنا نفسي تكوني في حياة محمود و دانا و عمر و عاليا..

نفسي يرتبطوا بيكي و يقدروكي و يعرفوا قيمتك

اه يا دادة اه .. فعلا عرفت قيمتك

فاكرة لما كنت أخرج و اقلك: انا خارجة .. تا تا تا تا
خليكي انت هنا في الطبيخ و الغسيل و الكنيس
و أنت تضحكي
سبحانه الدًيان الذي لا يموت
انا و ياسر حالنا يصعب على" أولمرت"
لكن تعرفي إحنا فات علينا ناس كثير اشتغلوا معانا ..

واحدة منهم كانت بتجيلي في المعادي .. تخيلي كنت أدخل البيت ألاقي نور الصالة و الصالون و السفرة و غرف النوم..كله مفتوح.. و بدون سبب.. يعني تكية .. مال سايب!

اما أنت .. فخناق.. و تمشي تطفي النور ورانا و قبل ما تنامي تطمني على الأنبوبة و تتخانقي مع بابي لانه طلب من عم طه طعمية .. لإن لسة موجود طعمية في الثلاجة.. يعني ما لوش لازمة البعزقة!

الدادات في قطر متكجولين

بس تخيلي ، انا سمعت كلام وحش كتير عن سكان المنوفية.. لكن فعلا أنت اكبر دليل على أن كله هجص و كذب.. بس أنت كرمك زيادة شويتين يا دادة.

يعني كل الي بيجي لك بتوزعيه بطريقة مبالغ فيها.. حتى جهازك كله وزعتيه على أقاربك.. و كل دخلك عليهم.. ربنا يكرمك زي ما بتكرمي كل الناس.

تعرفي انا محتفظة بالهدية اللي انتي جيبتهالي في جوازي و كمان محتفظة بالفستان الهندي اللي اشترتيه لي في عيد ميلادي. و مش عايزة اقلك أن ما فيش ولا واحدة من أصحابي جالها هدية من الدادة بتاعتها إلا أنا!

شفتي اياديكي البيضا على الكل ازاي

مش عايزة الأيام الحلوة دي تخلص.. عارفة أنا لو بإيدي أجيبك هنا في قطر.. و اه لو جيتي يا دادة

نظام الدادات هنا حاجة رابعة خالص

بصي هما اغلبهن من جنسيات أسيوية .. يا من الفلبين أو الهند او اندونيسيا و رواتبهم يا دادة-عشان تتنصحي شوية – بتبدأ من 600 ريال في الشهر إلى 1300 ريال. ولهم تذكرة سفر لبلدهن كل سنتين.

و بعدين يا توحة، الظريف.. ان كتير من الدادت بيهتموا بمظهرهم.. مش ذيك ما بتغيريش الطقم الكحلي و الايشارب الموف من عشر سنين! وخصوصا لو الدادة بتشتغل عند أجانب، فممكن تلاقيها أنيقة جدا وشيك .. شيك.. متكجولة وحاجة تشرح!

يعني تخيلي .. مرة كنت مع ياسر و الاولاد في مطعم اسمه " ايلي فرانس" و كان يوم جمعة، فالعائلات بتحب تروح تتغدي في المكان ده لانه بيعمل بوفيه مفتوح .. يعني مفتوح فتحة رهيبة و فعلا أكله لذيذ جدا .. خصوصا الحلويات.

المهم شفت لك هناك عائلة أجنبية رايحة و الدادة معهم لابسة حزام " دولشي ا& جابانة" تخيلي أصلي.. أصلي.. مش " سيميلر".. و الجينز بتاعها كمان كان" براند".

فقلت سبحان الله: الأجانب بيطبقوا حديث الرسول(ص)" البسوهم مما تلبسون و أطعموهم مما تطعمون"

لكن لما بتكون عائلة عربية.. الدادة بيكون لبسها باين عليه انه لبس تعبان.. و بواقي مستعمل.. يا إما بيلبسوا يونيفورم الدادات و بيكون لبس مهندم و معقول.

بس غلط أني أعمم.. لأني ساعات باشوف بنات قطريات في كافيه "أوبرا" بيروحوا مجموعة و بيكونوا واخدين معاهم الدادات بتوعهن معهن..منها يتفسحن و منها يكدحن!

خلصنا من كادر المدرسين لما يطلعلنا في المقدر نقابة البيبي سيتر

المهم يا أبو الفتوح.. قلت طب و الله كويس .. فياسر قاللي: يا مغفلة.. ده هنا في قطر في ظاهرة مضحكة .. يعني تجدي أن البنت القطرية من دول.. لما تروح الجامعة.. تاخذ معها الدادة بتاعتها عشان تشيلها الدوسيهات و"المقلمة "والسندوتشات و أشياء من هذاالقبيل.

بالك يا أبو الفتوح..
لو كنت جيت معايا الجامعة في مصر.. ده انتي كنت قلبتيها دندرة

بس بجد المنظر في الجامعات بتاعت قطر غريب عن مصر شوية.. يعني الدادة ماشية خلف البنت، لا تكون البنوتة عايزة براية فتناولهلها، محتاجة تقلب صفحة في الكتاب فتساعدها، ساندوتش .. تمضغهلها .. حجات من دي!

انتي عارفة؟
أنا بيتهيالي في اتجاه هنا يعملوا نقابة للدادات .. وسواء كان الخبر صحيح ام إشاعة، ففي هنا جمعيات للدفاع عن حقوق الانسان. بتصلهم عليه الشكاوي و ياخدوا للناس حقوقهم..و على فكرة السفارات هنا طالبت برفع اجورهم الدادت.. و فعلا تم رفع الأجور من بداية هذه السنة.

العيال في العياط بيطخوا الكلاب الضالة

بيتهيالي يا ابو الفتوح لو واحد في مصر طالب بعمل نقابة للدادات، هيقولوا عليه إما بيهزر أو اتهف في عقله، وهينزلوا فيه نكت و كاريكاتير و يبقى مهزأة البلد و مادة للسخرية.. و أنت عارفة هو ده اللي احنا فالحين فيه.

لا هو كان حد دمه اخف من المصريين؟ استحالة طبعا
و بعدين هو احنا كنا خلصنا من كادر المدرسين اللي مش عارفنله أول من اخر لما يطلعلنا في المقدر حد يجيب سيرة الدادات.. أما عالم فاضية صحيح..ما بقاش ناقص غير الدادات و يمكن بعد كده يطالبوا بكادر "للبيبي سيتر"

و بعدين اصلهم مش فاضيين اليومين دول للفئات المهمشة.. أصل برجيت باردو .. بتقلدني في موضوع الرسائل.. لكن هي صعدت الموضوع .. اصلها بتحب" البوبيز" فأرسلت كام خطاب للريس عشان جالها خبر أن العيال في المطرية و كفر طهرمس و العياط و الزاوية و سفط اللبن بيطخوا الكلاب الضالة!

فمدام "ب ب بريجيت باردو" نصيرة الكلاب متضايقة لأن الريس لم يرد عليها لأنها طالبت باتخاذ موقف حاسم و اصدار قرار فعال لوقف نزيف الكلا!!
لا كانوا لموا الناس المتشردة في مساكن القلعة اللي اتهدت و لا عطوهم البيوت المخصصة لهم.. دول باعوا البيوت المخصصة لناس معاها فلوس..
يعني هل يعقل حكومة سايبة شعبها يتشرد، هل ممكن تفكر في الكلاب المشردة؟!

؟! سيبك انت. يعني هل الريس فاضي عشان يحل مشكلة ممثلة و هوايتها مع الكلاب

نفسي تيجي هنا يا دادة و اخدك السيتي سنتر و لاند مارك والمول .. ما تخافيش مش هاطلعك على السلم الكهربائي. بس فعلا نفسي نتفسح مع بعض و نتبضع وأفرجك على " جينجل زون و سيركس لاند" دي ملاهي للاطفال، أنا و محمود و دانة بنحبها جدا.

عارفة نفسي أقدر في يوم من الأيام أحقق امنيتك و اخليكي تعملي عمرة.. تعرفي انتي -حتى - ما قدرتيش تحلمي أو تفكري في الحج.. كل أمنيتك تعملي عمرة.. إن شاء الله ربنا هيقدرني و اطلعك عمرة يا دادة.

احكيلك مرة جيبت واحدة هندية تنضف، فالمهم كلمتها بالتليفون عشان أتفق معها .. قالت لي انها في الاصل بتشتغل محاسبة في القطرية، بس عشان ظروف الغلاء في البلد، بتحب تزود دخلها ، فبتشتغل في أيام الاجازات جمعة و سبت، فسألتها هتاخد كام في اليوم؟

قالتلي: 20 ريال

و الله يا دادة انا قلت في نفسي: في داهية 20 .. 30 ريال بس حد يساعدنا.. لأن أنا و ياسر خلصنا خالص. خصوصا بعد الأولاد.

المهم الست جت في الموعد .. بس- للأسف- فيصت مني .. و أعلنت اعتزال المهنة بعد 3 ساعات فقط لا غير، و قالتلي انها تعبت و مش قادرة تكمل و خصوصا ان صاحبها اتصل بها على الموبايل.
و الله قالتلي :صاحبي اتصل و عايزني انزل عشان عازمني على الغدا!
طبعا ما حبتش أكون عزول.. لكن كل اللي فكرت فيه يعني 20 ريال في 3 ساعات
بيني و بينك استكترتهم
فالمهم هي قالتلي ان المبلغ المستحق 60
قلتلها مش احنا متفقين على 20
فقالتي : ايوة 20 في الساعة
مش أنت اللي - مدام نادية- بتعطيكي 50 في الشهر و بالجنيه المصري
صحيح على راي عجاج
في ناس .. و ناس

واحدة تانية اسمها "ستجادة" من بنجلاديش جاتلي.. هي اصلا بتشتغل دادة في مستشفى حمد.. دي يا أبو الفتوح الَغلب يقلها غلبتك .. هي بتاع 30 كيلو لو ما كنتش ببالغ..

رفيعة بشكل ، بس الحمد لله نظيفة فوق ما تتخيلي وطيبة و أمينة وإنسانة جدا .. مشكلتها الوحيدة البطء الشديد.. يعني لو نسيتها في المطبخ مش هتطلع منه! بس فعلا بتصعب عليا لأنها هادية و ما تسمعليهاش صوت.

عارفة يا توحة:

مرة كنت في مصر قبل ما نسافر قطر .. و بعدين رحت " الجيم" بتاع " مدام علوبة" اللي في المعادي، و بعدين و أنا باتمرن، لقيت واحدة بتتمرن معايا في الجيم.. مصرية ، قلنا نتكلم عشان التمرين ملل بصراحة..
المهم سألتها بتشتغلي ايه؟

قالتلي: أنا بيبي سيتر- يعني جليسة اطفال يا دادة

أنا طبعا عملت نفسي مش مستغربة و لا أي حاجة .. لكن كنت متوقعة انها هتحكيلي قصة مأسوية دفعتها للعمل في البيوت و حجات من دي.

لكن البنت قالت لي: أنا بصراحة كان المصروف اللي بابا مخصصه لي تعبان.. فلما دخلت الجامعة، فكرت اشتغل، وسمعت أن في بنات بيعملوا بيبي سيتينج بالساعة .. فلقيت الموضوع سهل و مجزي.

عارفة يا دادة

البنت حكتلي الموضوع ده في سنة 2000 ، و كانت ساعتها بتاخد من 10 ل20جنيه في الساعة

بس هي كانت نبيهة و شغلت مخها صح

فسابتها من الشغل عند المصريين، و راحت في المولات و في مكتبة " فوليوم وان" في المعادي ومكتبة خضير و عملت اعلانات- مجرد علقت ورقة- فيها بياناتها كتبت فيها رقم تليفونها

و الناس هما اللي كانوا بيتصلوا بيها و كانوا بيدفعولها ثمن المواصلات

فالبنت قالت لي: لقيت ان الشغلانة دي مجزية، لدرجة انها بتسمحلي اني ادفع ال 400 جنيه ثمن الاشتراك الشهري في" الجيم"بتاع مدام علوبة، و بعد سنتين شغل .. اشتريت عربية و موبايل.

الغريب أن البنت أكدت لي إنها مش عايزة تغير" الكارير" بتاعها ومهنتها لما تكبر، يمكنى تقدر تطورها، و قالت لي إن التعامل مع الأجانب مريح جدا، لأنهم فيهم رحمة و بيقدروها.

و قعدت تحكي لي عن واحدة من الأمهات، كانت خارجة و مستعجلة عشان جوزها عازمها على العشاء ، فبتغسل الفراولة قبل ما تمشي.

المهم البنت شافت في عينيها أنها بتطلب منها الساعدة

فقالت لها: أنا مستعدة أغسل الفراولة

فشكرتها جدا لأن جوزها كان مستعجل

. و لما صاحبة البيت رجعت.. وجدت الفراولة مغسولة و كمان عناقيدها متقطعة

فلما جت تحاسب البنت صاحبتي قبل ما تمشي قالت لها: أنا مزوداكي خمسين جنيه.. بس نفسي ما تفهميش مني إن ده ثمن تنظيف الفراولة و تقطيعها.. لكن ده محاولة للتعبير عن شكري لك لأنك أسعفتيني و شعرتي بي ..و سلمت عليها بود.

ضيق من النفس

عارفة يا دادة

انا باتضايق جدا لما أجد بعض الأجانب رحماء.. و بصراحة مش باتكسف .. لا باتضايق

باتضايق من نفسي .. باتضايق لما افتكر اد ايه انا ساعات ما كنتش ذوق معك و ما استحملتكيش كما يجب

تعرفي اني ساعات كتير كنت باحاول احط نفسي مكانك
اقلك حاجة يا دادة و تصدقيني
مرة و بعد خناقة من خناقتنا لما كنت عندي في المعادي
..انت عارفاني انا باتضايق لما اتهزأ .. و طبعا صعب أني اشوف عملت ايه ضايقك.. بس بعد كده لما باقعد مع نفسي و اقفل علي في خلوتي .. بأفكر

بيت مصري من ساسه لراسه

مش هاقلك فكرت كنت هأعمل ايه لو كنت مكانك.. لا فكرت اني - فعلا -لازم أضع نفسي مكانك..
و فعلا الفكرة بدأت تختمر في رأسي .. يعني قعدت أمخمخ، و فكرت اني اعيش تجربة اني اشتغل دادة عند حد.. فنزلت اشتريت جلبية وحشة أوي لونها اسود، وايشاربين مقطعين، و دهولت نفسي شويتين.. و وقفت امام المراية
كان منظري صعب جدا
المهم.. قلت طب اعمل ايه عشان اجد زبائن..
بيني و بينك خفت اروح عند أي حد .. و كمان قلت موضوع أني اعمل إعلان ذي البنت أو اشتغل عند اجانب .. مش هيخلي التجربة واقعية.. لأن كثير من الأجانب طيبين مع الدادات و مع كل الكائنات..
التعميم غلط.. لكن اهو.. الفكرة الي عندي كده.. عشان الأجانب اللي شفتهم في محيطي، كانوا اغلبهم طيبين.. إلا شلايفر !

انا كان نفسي اشتغل في بيت مصري.. مصري من ساسه لراسه

بيت..الراجل فيه بيضرب "بوز اخص" و هو داخل البيت، والست طلعان عينها و مطلعة قرفها على عيالها و بتمني نفسها في اليوم اللي يطلع فيه على المعاش عشان تشوف نهايته، والأولاد لسانهم طويل و خلقهم ضيق و عايشين الدور. ..يعني بيت مصري، لا فيه سكن و لا راحة
فيه:

* فين الاكل؟

*ايه ده.. يا دي القرف .. مش قلت ميت مرة مش عايز الحبهان ( الهيل) يطلع لي في الزفت الأكل.. افففففففففف

*يا اولاد الايه .. ما طبعا بتاكلوا في قتة محلولة.. حشوا ..ما هو مال سايب

*أسرة بتتخانق مع الجيران و بيغلسوا على بعض في مين يجرج سيارته مكان من.. مع أنهم بيتخانقوا على أرض الشارع مش جراج بيتهم ومع ذلك بيصلوا و بيصوموا و فاكرين ان الاحسان للجار مجرد طبق مهلبية في عاشورة.

*وناس عمالة تصقف تصفيق حااااااااااد .. مش للتشجيع.. لا .. ده علشان بن الذين اللي في الدور الرابع يقفل أم باب الأسانسير!

*عائلة أفرادها جاهزين عشان يتخانقوا مع بعض مين يدخل الحمام الأول و بعدها يتخانقوا لما يلاقوا الحمامات ناشعة من جيرانهم اللي فوقهم!

* أسرة المياه ما بتطلعش في الأدوار العليا اللهم الا بموتور أو خزان او صهريج

* عيلة الست فيها - حتى لو مش متوظفة - لكن هي أصلا مش فاضية لأولادها و بيتها، ومش حاسة بتقدير كونها - مجرد ربة منزل- و عايزة تبقى حاجة .. بس خارج البيت ..اصلها بتمل من القعدة مع العيال - جتهم الهم و البلاوي- و حتى اللي عندهم شوية دين، نفسهم يفلفصوا من عيالهم عشان يخلصوا الورد بتاعهم او يروحوا درس دين .. و آه لو جالهم ضيف على الغداء و لا على الفطار في رمضان..هو ده وقته!
ده شهر عبادة و شهر القرآن .. مش شهر عزايم .. و تلاقي البيت مكهرب..فالدين كلام.. لكن عند التطبيق اتفرجي على الغم و التكشير و المعاملة المنفرة.

أنا كان قلبي حاسس

* بيت في أم ماسكة التليفون و عمالة تسأل على أخبار فلان وعلان و ترتان.. و زيارات لإخواتها و صحباتها و حبايبها و ماشية تحل مشاكل الخلق كلهم إلا أولادها .. و فاكرة انها قاعدة معهم.. ما هو الإسم ما بتشتغلش و بعدين تفاجأ ان ابنها حشش و زنى، و حد من المحارم أو من غير المحارم تحرش ببنتها و خدها وش.. و اكفي عالخبر مابور.. و كله قدر و مكتوب.. و بعدين ده مجرد تحرش .. مش اعتداء .. و الستر أولى عشان ما تخربش على أختها و لا جيرانها .. و بعدين هي قصرت.. ما هي يا في المطبخ يا على السجادة و مش زي الستات اللي نفسهم يشتغلوا ..و لا في النادي و عايزين يثبتوا ذاتهم.. و اللي ينرفز إنها ممكن تقول:أنا كان قلبي حاسس!
إما معنا و إما علينا
*بيت مصري بيفرح بالزغاريد و الصوت العالي و بيحزن بالصويت و الصوت الحياني .. اللي لا هيحي الموتى و لا هينفعهم.. و مع ذلك مسمينه حياني!

*بيت مصري، كل الي فيه عاشوا مع بعض العمر كله.. و بعدين تلاقي الاخ ما راحش عزاء اخوه ، لأن اسمه سقط سهوا من النعي!
يا خبر .. ت ت ت.. ل ل ل لا.. سهوا ايه .. ده ابن الذين - الله يجحمه مطرح ما راح- طول عمره كان حقود و حاطتني في دماغه..انا هاوريهم .. قال يعني لما ما راحش قطع ماء و كهرباء.. و حتى لو نزل استلحاق.. برضه مش هيشفع و لا ينفع!

* بيت مصري تلاقي في الراجل لو مرض و دخل المستشفى .. مراته بتجهزله في شنطة المستشفى كراسة و قلم عشان يكتب أسماء من زاروه و اتصلوا به ليتم وضعهم في "خانة معنا" و المتغيبين .. المارقين في "خانة علينا " وحديثا أخبرنا أنكل بوش حكمة عظيمة" إما أن يكونوا معنا أو علينا"

*بيت.. الاخوات بيقطعوا بعض و يمسكوا السكاكين لبعض و بعد كده يتعشوا عادى خالص امام التلفزيون!

*بيت ممكن تلاقي فيه الأب عجز عن السيطرة على عياله.. فراح كلملهم البوليس أو عمل جهده لإدخال أولاده التجنيد عشان يتربوا.. مع انه عارف..الجيش بيربي عماد الصغير إذاي!!

*بيت تلاقي فيه الأم شايفة ابنها مبهدل اخواته البنات.. و عايشة في دور السلبية النموذجية.. أعمل ايه بس " اصلهم مش فاهمين بعض" بس برضه أخوهم.

* بيت مصري .. البنات فيها لا يرثن سوى الذهب، اما الأرض فللأولاد لأنهم هم اللي هيشيلوا إسم العائلة، و شايلين برضه شعار " الإسلام هو الحل" لكن بإستثناء المواريث :ده شقا ابويا و تعب عمره ، يقوم ياخده جوز اختى مقشر.. صحيح.. اللي خلف - ولاد- ما متش!

*عيلة الاولاد فيها ممكن يكونوا متامسكين طول ما الأب و الأم على قيد الحياة .. و أول ما الأم او الأب - و خصوصا الأم - أول ما تموت، يبدأ التباعد وقطع الأرحام، لأن أصلا الست الوالدة عمرها ما قررت تاخذ قرار تواجه المخطئ و تقله في عينه أنت مخطئ و ممشياها،" حب بعض يا اولاد.. ده انتم كلكم ولاد بطني" فيفضلوا يطرمخوا و يدفنوا مشاكلهم لغاية ما يدفنواالست الوالدة و تطلع بعد كده كل الدمامل و الأوبئة و الأمراض اللي الأهل قرروا يسكنوها و ما يعالجوها.

*عيلة لو فيها أخوة غير أشقاء.. دول أصلا ما بيعترفوش بالأخوة.. و لو يقدروا يغيروا إسمهم من اللوح المحفوظ .. يبقى خير و بركة.. و الكويسين اللي فيهم.. بيسالوا على بعض في المناسبات!

*عيلة فيها ناس بتدى و تدي

و ناس بتاخد و تاخد ..

صحيح ناس .. و ناس

في ناس بتاخد كل حاجة

مع انها مش محتاجة

ناس بترضى بأي حاجة

في عز ما هي محتاجة

و ناس تدى و تنسى

و ناس تاخد و تنسى

و ناس تاخد و تقسى

و ناس تدى وتندم

و يا ريتها بتدى حاجة

يا ريتها بتدي حاجة

في ناس اه يا ناس


*بيت مصري بسيط .. في عيلة عادية.. مش متزوقة..عيلة بدون رتوش ..بدون باودر و فاونديشن.

*عيلة عارفة ان عندهم اقارب بيموتوا من الجوع .. لكن مع ذلك هما مستعدين يموتوا من التخمة و ما يرسلوش ليهم غير العظم بعد المصمصة.. ما أصل ربنا خلقنا درجات.. هنعترض على حكمة ربنا .. ما يصحش. و بعدين ده اللي يعوزوا البيت .. يحرم على ايه؟
ايوة الجامع .. شفتي انتي ازاي ست العارفين يا دادة!

*عيلة..الأم آخر مرة راحت فيها للكوافير كان عندها 27 سنة .. و آخر مرة اتمكيجت فيها كان في فرحها .. و تبقى تخينة وقد عرض الباب و مع ذلك لابسة تايور حاطة عليه" ايبولات" - كتافات - تخليها عاملة زي لاعبي الراجبي و البيز بول!
فالأناقة هي التايورالغامق .. أما في البيت فجلبية مقززة.. يظهر ما بيسمعوش عن حاجة اسمها نانسي عجرم و اليسا و رولا و دوللي شاهين. ربنا يحميهم لطرشهم!

*عيلة بتصلي ال 5 فروض .. ثني مد .. تخطف المغرب و تكروت العشاء و تصهين عن الفجر و تجمع العصر مع الظهر.

*عيلة مؤمنة بمقولة "ربك رب قلوب "و بعدين أفراد الأسرة لسانهم زفر و بيخانقوا دبان وشهم و فشلة او بينجحوا بالزق و مع ذلك، هما على يقين ان بينهم و بين ربنا عمااااااااااااااااار!

*عيلة بتخاف من المواسم و بتتكرهب من المناسبات الاجتماعية لأن هذه المناسبات بتحطم ميزانية الأسرة .. ومع ذلك كل فرد فيها عنده موبايل كارت و عمالين يرنوا!

*عيلة سلايفهم كارهين بعض و مهلهلين سمعة بعض لكن أخيرا وجدوا حاجة يتفقواعليها .. الا و هي تدمير كناتهم- زوجات اولادههم- فيعملوا رباطية عليهم،و ها يا حبيبتي.. مامتك عملتلك ايه، و باباكي جابلك ذهب ولا..و ضروري تشتغلي عشان تساعدي جوزك.. و كله لأولادكم.

*عيلة فيها خناقة شهرية و أحيانا أسبوعية و قد تكون يومية بين الراجل و الست بتاعته على مصروف البيت .. و لازم تزودنا .. ما كل حاجة زادت .. و أطبخي يا جارية .. كلف يا سيد!

*بيت مصري في .. بند الدروس الخصوصية وبند للكهربا وبند لللأنبوبة و بند الغاز والزبال و البواب و الإيجار و مصاريف المدرسة .. بنود جابتهم أرضا و خلتهم ماديين غصب عن عينهم.

كله إلا أمي
*بيت مصري .. الحمأة فيه نموذج كريه بسبب معاملتها المتجبرة على مرات ابنها أو زوج بنتها و النتيجة ان اغلب الأحفاد لا يستريحوا إلا لجداتهم لأمهم، و مهما توددت الجدة للاحفاد.. لأنها حسبتها غلط،
اكرم امي و أهملنى ..اشيلك و اديلك من دمي..اكرمني و إهمل امي .. طظ فيك و في دمي .. كله الا أمي!!

المهم يا دادة.. قلت أنا أنزل بنفسي و اروح اخبط على البيوت، و اشتغلي ساعتين 3 ، اجرب الوضع

بس الحقيقة يا دادة..
خفت و ما قدراتش..لا صعب.. للأسف يا دادة ، ما قدرتش
فشلت في تنفيذ الفكرة و عجزت عن أن أكون مكانك و لو ساعة واحدة.

شهللي الضيوف على وصول

تعرفي الفكرة حاجة و التنفيذ حاجة مختلفة خالص

وأنا ما كنتش واخدة الموضوع هزار..لكن إستفدت.. اللي فادني اني حسيت بيكي
و قلت" ده انا خفت ادخل بيت واحد و أنت صار لك 55 سنة بتتنقلي من بيت لبيت، ده يطفش و ده يقرف و ده يشتم و ده يضرب و ده يطلع عينك و ده يسوي فيك!

لا فعلا انا وجدت أني مش هاقدر اشعر بأمان

؟ و بعدين اذاي أعطي بطاقتي لأسرة أو لأي حد او حتى صورة منها

و صعب عليا امد ايدي و اخد فلوس يدا بيد.. مش تحوبل على البنك

و كمان تخيلت حد بيقول لي : انا خارج و خليك انتي في الكنيس و الطبيخ و الغسيل

حد بيخرج و مانعني ارد على التليفون أو أفتح الباب

و تخيلت نفسي بأدخل الحمام الصغير و باكل في المطبخ و بأنام على الكنبة و بالبس لبس ملبوس و متقطع او مرقع!

و تخيلت نفسي بأمد يدي و اخد بقشيش و أقول : عشتي يا ست هانم

و سمعت حد بيتريأ عليا و يشتكي مني و من صوتي العالي
و بيقول : مستحملينها .. مجبر اخاك لا بطل..هق هق هق

و سمعت كمان حد بيقول لي: يا الله خدي دش بسرعة قبل ما الضيوف يجم و البسي حاجة نظيفة

و تخيلت نفسي منتظرة ست البيت تعطيني الجوانح بتاعت الفراخ و الرقبة و عضم اللحم عشان اخده معايا لاهلي و أنا نازلة اجازة!
واتخضيت فعلا و حصل هرج في دماغي لما تصورت إن في حاجة ضاعت في البيت اللي هاشتغل فيه.. لأني طبعا هاكون اول المتهمين!

و جه في بالي صورة صاحبة البيت و هي راجعة من رحلة تسوق، فقررت تفتح خزانتها و تعطيني كام قطعة ملابس من القديم بتاعها .. جت بقه على قياسي .. ما جتش .. المهم انهم خرجوا من ذمتها و من دولابها.. شفتي الكرم و الأصالة!
و سمعت صوت شخط : شهللي .. همي.. الضيوف قربوا يجوا.. مع انهم مش ضيوفي و مش جايين يزوروني .. هاهاههاها

و شفت كاني في حلم ان في عزومة رهيبة فيها جاتوا من" لاموندين" و " أوزي" و تركي مدخن و سومون فيميه، و أنا منتظرة الضيوف يروحوا علشان ابدأ اكل فضلة خيرهم!

و تخيلت كم العطايا اللي بتجيلي كلها قديمة و مستعملة!

و فكرت أني كان ممكن أكون بدون أسرة و زوج ..و مافيش محمود و دانة.

و كل الي بيتقدمولي عايزني انا أساهم في الجهاز و أشتري الشقة .. وعايزني كمان استمر في الشغل بعد الجواز.. ما انا " أسيت" اقصد يعني انا بيضة.. بتبيض فالصو.. بس أهو .. برده ممكن يتباع و نستفيد منه

و تصورت نفسي في منتصف السيتينات و مصابة بفشل كلوي و ما عنديش ثمن الغسيل و ما فيش حد رايح معايا المستشفى .. و أكيد مش هينزلي نعي .. بصراحة أحسن!

و فكرت في أهم مميزات وظيفتي .. فلقيتها حصريا..أني الوحيدة اللي ممكن تحصل على أول معلقة أرز من الحلة و هو سخن و مفلفل!

تخيلت نفسي بين ايدي ممرضات ما بياخدوش بقشيش.. دول اللي بياخدوا ما بيرحموش المريض.. فما بالك بيعملواإايه في اللي ما بيدفعش!

تخيلت نفسي ميتة و ما ليش بنت تغسلني و لا إبن يصلي علي و لا زوج يفتكر يوم فرحنا و يبكي عليا و يعيش على ذكرياتنا

ده ما كانش حلم يا دادة .. ده كابوس

دادة فايزة و دادة توحة

عارفة كمان ..مخي راح لفين؟..

قلت في نفسي: شوفي لو ربنا العادل أراد يكافئك على كل سنين الخدمة والشغل والجفاف اللي عشتيها ، و لو ربنا حب" ُيِسيدك" على كل واحد خدمتيه و اتكبر عليك.. و قلك: الأكل يا دادة.. يا الله بسرعة.

دادة

عارفة: في آيه بتقول: "فمن زحزح عن النار و ادخل الجنة فقد فاز"

تخيلي لو ربنا دخلني الجنة و خلاني دادة لك في خدمتك.. طبعا .. اذا حسبناها .. فانا فايزة
و تلاقيكي هتسميني "دادة فايزة" و تدلعيني زوزة .. هاهاههاهاها

تصدقي انه مش بعيد.. و حد هيقدر يقول لربنا حاجة.. لكن هي الجنة مش دار مذلة..
و لو أنا على حسب معلوماتي .. الجنة درجات.. فتخيلي أنت لما- ان شاء الله- تكون درجتك فيها أعلى من أي حد انت اشتغلتي عنده.. تفتكري ممكن؟
الله اعلم.. بس فعلا فكرت في الموضوع ده ..لانك مش واحدة بتشتغل أي كلام..

ده أنت الامانة نفسها.. و بعدين اكلك خرافي.. وخبرتك في شغلك كبيرة.. و حبك لربنا عملي مش كلام.. و مش مسرفة و بتخافي على الحاجة .. و انا فاكرة انك عندك عادة بتدعي دايما لأهل البيت اللي بتشتغلي عندهم
و كله ب 50 جنيه

تعرفي في ناس بتشتغل و تاخد الافات و تسب و تلعن اللي مشغلها

صحيح في ناس .. و ناس

فاكرة لما كانت مامي بتعمل" ترايفل" و توديها لتانت سهير و انت تزعلي ان تانت بتاخهر الصواني و تروحي تطلبها بنفسك.
و طموحة..انا فاكرة انك كنتي بتموتي في الحفلات اللي كانت بتعملها نبيلة السيد عشان البقشيش فيها كان مية مية.

ما قدرتش أكون مكانك يا دادة. . الموضوع طلع صعب..الكلام سهل بس الفعل صعب.. و له ناسه

ناس و ناس

صعب اني احط نفسي في وضع غير مقدر من أي حد بل مستهجن.. صعب اني اضع نفسي في مهنة، و انا اعلم يقينا انها "محط" عند كل الناس.. الحمد لله انك مش هتعرفي يعني ايه محط .

يا دادة ده انا ما قدرتش حتى اخرج من البيت بهيئة و لبس الدادات.. مع اني لما كنت في المدرسة كان في مرة حفلة " بال ماسكيه"

كان نفسي البس فيها ملابس الدادات.. تعرفي يا دادة .. حتى ما قدرتش اشتغل بيبي سيتر

بس أنت لوحدك اللي تقدري تقولي لي: هل قدرت احسن نفسي معك

تعرفي انا كل اللي كنت عايزاه من فكرة شغلي في مهنة الخدمة، هو أني أشعر بك

كشكول لكل مواطن

فيا ترى هل انت حاسة أني كنت باشعر بك؟ تصدقي يا دادة في مسلسل اسمه "كشكول لكل مواطن" لصابرين..فكرته ظريفة و هي أن الواحد لازم يرجع الحقوق لأصحابها لأن ربنا مش هيرضى علينا الا لما صاحب الحق يسامحه الاول..لكن فيما يخصك، أعتقد الوضع صعب جدا

قدري قلت لك سامحيني يا دادة او ما تزعليش..طب ما انا كنت بابوس ايدك و انت كنت تشديها

و تقولي لي: استغفر الله .. يا دودي انتي عايزة تركبيني ذنوب

اموت اعرف من فهمك ان لو حد باس يد حد بيأخد ذنوبه.. تعرفي في ناس جيت ابوس ايدهم مدوهالي و ادوني ايدهم التانية.. فعلا ناس و ناس

تخيلي أنا أشعر إن ربنا هو اللي بيزعل عشانك، و حتى على فرض انك قلتي لي مسامحة.. ايه الي يثبت؟
اقلك حاجة: نفرض ان واحد راح سرق رجل الاعمال الملياردير " نجيب ساويرس".. هنا نقدر نقول، ان الحرامي إغتصب من ساويرس مبلغ من المال، قليل أو كبير، لكن ساويرس له من القدرة و الأهليه اليقرر ما اذا كان يريد أن يسامح أو يتنازل أو يشترط رد المال مقابلة عفوه..لكن إذا واحد راح سرق طفل، و بعدين راح جابله شوكولاته و قاله: اوعى تزعل مني سامحني

فالطفل قال له: تلاص احنا اصحاب

هو اصلا هل الطفل عنده اهليه لمعرفة مدى الظلم اللي وقع عليه او حجم الحق اللي اغتصب منه

استمرئنا .. و بالهنا و الشفا

دادة انتي اعطيتينا عمرك أو قطع منه .. و احنا استمرئناه بالهنا و الشفا

تعرفي يا دادة .. أنا لما أخدم دانة او مامي او محمود .. في غريزة بتدفعني ..فأنا أقدر لك إنك حبتينا و خدمتينا من غير ما يكون عندك هذه الغريزة!

لكن كل لما افتكرك وانت بتضحكي لما كنت أقلك قبل ما أخرج - تحت بند الهزارالسخيف- خليكي انتي هنا في الكنيس و الطبيخ و الغسيل .. فعلا باتضايق من شخصيتي!

انا عارفة انك كنت متأكدة اني بأضحك معك.. بس عارفة كمان أني ما كنتش أقدر أهزر مع مامي و بابي – الي أنت من سنهم- بالشكل ده!

عرق لاعبي التنس منعش و عرق الفلاحين مقرف

تصدقي يا دادة:

انا نفسي ربنا يمحو من ذاكرتي اني كنت باتحايل عليك انك تأخدى دوش و تغيري هدومك

طبعا واحدة ايديها مش في المطبخ و غير معرضة لان ملابسها تتسخ و تشم رائحة الغاز و القمامة، اكيد لازم تتافف من ملابس دادة

مع اني لو شامة أسوأ رائحة عرق من لاعبة تنس.. لن أجروء أن أقلها كده

العرق على وجه الفلاحين في آخر النهار
ليس هو العرق على وجه لاعبي التنس

كله عرق
لكن الفرق كبير في حرية الاختيار

عرق لاعبي التنس منعش
و عرق الفلاحين مقرف

انا اسفة كلمة قليلة و ضعيفة و مش هتنفعك

انا مش هاقلك أعذريني لاني متأكدة انك اصلا ما زعلتيش

لكن فعلا باحاول أجد لنفسي أي عذر يجعلني اقدر اسامح نفسي على أي حاجة عملتها معك و لا احتمل أن ُتفعل بي او بأمي أو بأبنائي و زوجي

أنا متاكدة يا دادة أنك عارفة و حاسة اني باحبك جدا، و ربنا يقدرني أني أشعرك بحبي عملا قبل قولا

ربنا يوفقك فين ما كنت
و ربنا يرضى عن أمثالك- ده في زيك كتير- أنا أتذكر عطيات اللي كانت بتشتغل عند جيرانا انكل حلمي و فاكرة عايدة وأم شفيقة و شفيقة و صابرين و أم محمود وأم رزق..غير عم طه و عم عبد العزيز و عم عبد العال و عم علي و عم محمود و عم محمد و باقي الغفر و اللستة طويلة و ناس كتير عاشوا في حياتنا بشكل جوهري.. لكن احنا مررناهم بشكل مهمش.
لان في ناس بنهتم بهم و ناس بنتجاهلهم

فعلا ناس .. و ناس

ربنا يعمر كل بيت تدخليه و تشتغلي فيه و بيتنا مفتوح لك ترجعي فيه وقت ما تحبي و إحنا خدمك يا أطيب دادة في الدنيا.

لكن إذا فعلا مستريحة عندك.. خليكي على راحتك.. أهم حاجة راحتك.. حتى لو اشتغلتي ببلاش


يظهر مكتوب علينا الشقا طول عمرنا

نعيش اغراب هناك و نموت اغراب هنا

يظهر مكتوب علينا نخاف من أهلنا

نتخض من الحرامي

و نترعب من المحامي

و جه اليوم اللي بقينا

فيه نخاف من نفسنا
(داليا)

ابنتك

داليا الحديدي

27 -5-2007

الدوحة- قطر
=========================================

1 تعليقات:

  • في 23 فبراير 2009 في 11:22 ص , Blogger أسما عواد يقول...

    الأستاذة داليا الحديدي
    كتابتك مليئة بالمشاعر التي تجعل من حياتك أسطورة يمكن ان يشاركك بها القاري لشدة تقارب الموروث الإنساني

     

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية