رسائل من الدوحة

متغربين إحنا.. متغربين آه.. تجري السنين و إحنا .. جرح السنين.. آه.. لا حد قال عنا خبر يفرحنا و لا حد جاب منا كلمة تريحنا .. تريحنا

الثلاثاء، 11 نوفمبر 2008

الرسالة الأولى يناير 2007 لمامي " أبناء الهرم و أبناء الحرم"


مامي حبيبتي:


رغم عودتي من الأجازة في مصر منذ أقل من أسبوعين .. إلا أني بدأت أشعر بال" هوم سيكنس" لك و للعائلة كلها .. هو بصراحة حنين ممزوج بصدمة ذهنية !

ممكن تقولي إني فوجئت بمضي سنوات لإقامتي في قطر، رغم أني كنت أعتقد أن الأمر لن يتعدى السنة.

معنى ذلك أني عشت في الغربة أكثر مما عشت في مصر منذ زواجي، مما يؤهلني لترشيح نفسي لنَيل لقب " خبيرة إغتراب" أو " خبيرة غربة " في منطقة شبه الجزيرة العربية أو في الخليج - و لو أني لا أحبذ استخدام كلمة الخليج و أفضل تعبير الجزيرة العربية ، لأن الأولى لها دلالة " بترودولارية " في الأذهان و الثانية دلالتها تاريخية و حضارية.

كل حال فكلمة " غربة " فيها من البرودة ما يجعل الإنسان يرتجف في أغسطس الخليج .

بنات مدرسة " المير دي ديو" بيتغربوا يا رجالة

مامي:
هل تصورتي في يوم أن بنتك حبيبتك تتغرب بعيد عنك و عن مصر و تعيش في قطر؟ بصراحة أنا لم أكن لأتتخيل هذا الموضوع أبداً.
ولو من ما كان، تنبأ لي أني في يوم من الأيام سأضطر للسفر و الغربة و العيش بعيداً عن بلدي و أهلي .. و في الخليج و تحديدا في قطر.. كنت قلت عليه مش فاهم طبيعتي و مدى إرتباطي بوطني و بعائلتي أو كنت هاقول: وسعت منه.. خصوصا أني عشت 12 سنة من صباح حياتي في مدرسة فرنسية كاثوليكية " المير دي ديو" في جاردن سيتي
La Mere De Dieu
و قبلها سنيتن في حضانة " سان جوزيف" في الزمالك..
حكاية " مدرسة المير دي ديو" دي يا مامي .. ما كله كان على يدك .. و أعتقد انك لسة فاكرة أن انا كنت أصطبح بوجه مجتمع، أبطاله يحملون أسماء من نوعية:

" سور مااري بير لبنانية
ٍSoeur Marie Pierre
" و مار سان ميشل مصرية من الصعيد Mere Saint Michelle
و مار ماري دو لا بروفيدونس شامية Mere Marie de La Providence
Soeur Ritaو سير ريتا لبنانية
Soeur Marie Paul و سير ماري بول لبنانية

و يتهيالي انك فاكرة ان الأخيرة تركت الدير و المدرسة و تركت الرهبنة و تزوجت..
و مدام روزموند
مدرسة اللغة الفرنسية في الصف الثالث..Madame Rosemonde
Adline " ومدموازيل أدلين"
و هي من درست لي- تقريبا - كل المواد في أولى ابتدائي
و ماداموازيل" فيفيان" في الصف الثاني ابتدائي و مدام" كوليت" درست لي فرنسي في تانية ثانوي
و مدام " أولجا " الخياطة بتاعة المدرسة
و مار "سان فان سون دول بول"
Mere Saint Vain San De Paul
مديرة المدرسة أو" المير سوباريور " من أصل هولندي على ما أذكر .. و أذكر كمان أن عم فوزي .." الكونسيارج" بواب المدرسة كان بيدردش معي مرة و أخبرني أنها كانت من عائلة يهودية و لكنها اهتدت للمسيحية و تنصرت و دخلت الدير.
و مدموازيل ميراي
Mademoiselle Mireille
و أختها مدموازيل جورجت( الإثنين كانوا بتوع" مات " حساب)
Math

Madame Marie Sabonguie مدام ماري سبونجي ”و
مدرسة الالجبر و الجيومتري ( الجبر و الهندسة في أولى ثانوي)
و مادموازيل مارجوريت
Marguerite
المشرفة الخاصة بتسليم البنات لأولياء الأمور
و مادموازيل فيكتوريا مدرسة "الاوفراج "
Ouvrage
أو الأشغال اليدوية
Monsieur Galina و موسيو جالينا
و ده كان بيدرس الفرنسيه كومارسيال
Francais commercial
في ثانية ثانوي
و موسيو ٍسي يون نو
Siono
و مسيو ديديه
Didie
و موسيو موريس مدرس الفلسفة و موريس أخر مدرس الألعاب الرياضية
Robert و موسيو روبير.

أسماء غريبة .. لكن هي " الدفولت"

الغريبة أني أرى الآن غرابة في هذه الأسماء .. رغم أني وقتها كنت أعتقد أن هذه الأسماء هي " الدفولت" آو يعني هي الأسماء الطبيعية..
و أتذكر إن كان عادي جدا" أأنكل الناس" و أناديهم .. ب: مسيو و أنكل و مدام و تانت..
طب بذمتك مش فاكرة لما كنت بنادي "عم طه" اللي كان بيشتري الطلبات للبيت و اقله " أنكل طه "!
أما زميلاتي فكانوا معظمهم" كلاسي" .. من علية القوم " و بعضهن متعاليين على القوم أو بالبلدي من الناس اللي طالعين فيها .. وكمان كانوا" مخلطين ".. بمعنى إن غالبيتهم كان فخور انه من أصل تركي و شوية نص لبناني على نص مش عارف منين .. و شوية من اليونان على شوية من اأصل" تالياني " على شوام على أرمن على مصريين من أصل باشاوات و جذورهم من البانيا .. يعني من نسل "محمد علي" الله يرحمه.
وكمان مخلطين دينياً يعني بعضهن من أبوين مسلمين.. و البعض الآخر من أبوين مسيحيين و هناك أيضا " كريمات العنصرين" لهجين أب مسلم و أم مسيحية.. أو بنات من أبوين مسيحين و لكن من ملل مختلفة.. مثلاُ : كاثوليك على أنجليك و بروتستانت على أرثوذوكس.

و لأن لكل قاعدة استثناء يثبت القاعدة و لا ينفيها .. فكان معانا في المدرسة فئات أخرى من المجتمع، منهن بنت الراقصة فيفي عبده و كان أسمها " عزة " ورغم انها كانت بنت هادية جدا و "ماشية جنب الحيط "و في حالها ، لكن بعض أولياء الأموراعترضوا على وجودها معنا في المدرسة .. و كان معنا أيضاً في المدرسة بنات نور الشريف و بوسي ( سارة و مي ) و بنت عادل إمام - ناسية اسمها - و كمان كان معانا إيمان بنت فيروزالممثلة، و مريم سليمان بنت أخت نللي و فيروز . . بس لم نسمع عن إعتراض أحد على وجودهم بيننا.. بل يمكن كان في ترحيب!

و نيجي لأسماء البنات في المدرسة.. بصي كانت من صنف" كارولين جيرماكيان
Caroline Jurmakian
- لبنانية- و تيريز عبيد- دي كانت الأولى على الكلاس- و ميشلين و كرستين داجوبولوس( أختين من اليونان لأب حلواني كبير فاتح محل في وسط البلد ) و شادسي ربيع( والدتها كانت ست شيك جداً و قمراية.. باربي لوك.. و طبعاً مش مصرية ) و نيهاد بباوي و نانسي شنودة( هاجرت كندا في نهاية المرحلة الإبتدائية) و مرفت ألبير و ميرال بريبارد ( لأم فلسطينية أكاديمية في الجامعة الأمريكية و أب أجنبي .. هولندي على ما أذكر) و هبة تغليبي ( لبنانية) و نيهال الدالي (والدها كان ماسك فرع مصر للطيران في فرنسا على ما أذكر) و شيرين السرجاني ( لأم فرنسية و أب مصري جواهرجري معروف) وماتيلدا فتاة مارونية و دينا أبو الفتوح مذيعة حاليا في قناة النيل للأخبار و قريبة رجل الأعمال حسام أبو الفتوح، و كلودين معري ( لبنانية) و شيرين هاشم و رانيا المغربي وعبير طاهر و راوية أبو علم ودعاء غازي (إبنة سفير) و نهير عبد الوهاب ( والدها ضابط كبير) و غادة نعمان جمعة (بنت د: نعمان جمعة رئيس حزب الوفد السابق و أخت دكتورة إيمان جمعة أستاذ الإعلام و مقدمة البرامج في قناة الاي أر تي ) و مروة شريف و داليا خزام و بريهان رزق( إبنة محام شهير)، و إشراق أسعد و دينا فهمي و إنجي عادل و سيزت سمير و شيرين شرف و نسرين نايل( إبنة سفير في الخاريجية) و نوران عزت ( احدى الزوجات السابقات للممثل فاروق الفيشاوي.
و غيرهم كتييييييييييييير من نوعية البنات الهاي كلاس اوي، او ال" في أي بي"
VIP

عارفة يا مامي:

فعلا دنيتي اتغيرت بقت حاجة تانية.. حضرتك عارفة النهاردة صحباتي و معارفي اسمهم ايه؟
سيبك بقه من كارولين و ميشلين و كريستين و ماتيلدا و كلودين و ميرال وخدي عندك:
أم السعود و لولوة و شيخة و حصة و موزة و نوف ونورية و عذاري و عائشة والمياسة و مريم و أم عبد الله و مرام و غنومة و زينة و غسق و سارة و أم مشعل و غالية و سديم والدانة.
و طبعا انتي عارفة إن أنا بعد 14 سنة خدمة في مدرسة " ويسترنايز " بقى إسمي" أم محمود و أم دانة"!!
كل لما أتخيل إن في واحدة من زميلاتي في المدرسة هيعرفوا أني بقيت" أم محمود " بأشعر نفس إحساس أحمد مظهر في فيلم " الأيدي الناعمة " حين التقى بقريبه النبيل شوكت و هو يحمل الوزة!
La crème de la crème

وحضرتك طبعا عارفة نوعيات زميلاتي في المدرسة كان لهم طريقة معينة في الكلام و اللبس و التفكير و العيشة.. وأقدر أقلك أنهم كانوا مفهمينا أن احنا مجتمع "لا كريم دو لا كريم"
La crème de la crème
يعني خلاصة الخلاصة أو صفوة الصفوة.. طبعا عرفنا لاحقاً إن كله هجص كبير و لا كريم لا بسطرمة.
و بشوية مبالغة ممكن أقلك إننا لم نكن نستبعد أن البرنس " روبير دو موناكو" أخو البرنسيستين كارولين و ستيفاني و ابن الاميرة جريس كيلي الله يرحمها و الأمير رونيه - الله يرحمه برضه - ما كناش نستبعد أن يكون من نصيب واحدة من بنات المدرسة.. لولاكش الحظ العاثر بقه هااهاه..
و عموما الجواز ده قسمة و نصيب و ربنا يسهل لأمير موناكو- هو على فكرة لسة ما عترش على بنت الحلال حتى يومنا هذا .. لكن ممشي أموره و مأضيها عارضات أزياء ..ربنا يسهله.
أو على الأقل كنا لما نفكر إن في بنت منا حيتضحضر بها الحال و هتكافح و نبتدي من الصفر فالبنت هتضطر تقبل دبلوماسي و لو حتة سكرتير ثالت بيبدأ حياته، على أساس "خدوهم فقرا يغنيهم ربنا " لكن طبعا ما كانش في تفكيرنا الزواج من ثري عربي أو حتى أمير خليجي على أساس إن بنات "المير دي ديو" ما يقدروش يعيشوا مع أمراء بيئة خليجية !! و كمان .. حرام البنات دول مش حمل حر و رطوبة الخليج.

خصوصا إن احنا عايشين قايمين.. صاحيين ناييمين.. فاهمين أو مفهيمنا إن احنا أحفاد الفراعنة.. بناة الأهرامات، أصحاب حضارة الخمس ..سبع.. تمن.. تسع الآف سنة.. و طبعاً العدد في اللمون .. و كترة العد تقلل البركة.
عارفة نظرتنا كانت عاملة زي ايه؟ كانت زي ما الطيار الحربي بينظر لطيار المواصلات و زي ما طيار المواصلات بينظر لسواق الأوتوبيس .. و زي .. و لا بلاش.
أستغفر الله .. طبعا مش كنا بنقول كده بالحرف، لكن فعلا كان هناك نظرة إستعلاء - عند بعض او قولي كتير - الله أعلم!-
و غير نظرة الاستعلاء .. كان في نبرة استعلاء و لغة استعلاء و لو مش بالقول " فبالبادي لاندويج" أو" بالسبيرت لانجويج" ! ما تعرفيش بسبب ضيق الأفق أو ضعف البصر و البصيرة. و بالطبع نظرة الأستعلاء لم تكن خاصة بمجتمع المدرسة فقط بل - للأسف و ذي ما حضرتك عارفة- كانت فكرة مختمرة و متعمقة في وجدان و عقل فئات كثيرة في المجتمع المصري هاكلمك عنها باستفاضة في رسالة لاحقة.
بس فعلا بنات المدرسة كانوا "اليت" جدا و طالعين فيها شويتين و منشيين3 شويات .. و نفسي اقول إن كلامي على سبيل التبعيض مش التعميم .. لكن هكذا أعتقد.. و الله أعلم؟
المصري .. عزيز قوم ذل

و أكتر من كدة .. كنا مش شايفين غير نفسنا و أكيد عارفة كيفية نظرة هذا المجتمع لعامة الشعب المصري، فما بالك بنظرته للخليجين .. يعني مش هاقلك نظرة خاطئة، لكن مغلوطة .
أنت عارفة كانت نظرتنا ببساطة لأهل الخليج زي نظرة الغرب و الأوروبيين لمصر، صورة لشعب ساذج متخلف محدث نعمة " نوفو ريش"
Nouveau Riche
مجتمع الأويل مان
Oil man
و "الأويل مان "هذا هو في عرفنا يدلل على الرجل الثري المفتقد للذوق .. فلا يعرف كيف يلبس و لا يهتم" باللوك الخاصة به " و كثيراً ما سمعنا عن ثري عربي دخل محل" هارودز" في لندن و اشتري عشر بدل و دفع ثمنها كاملا .. لكن عمل مشكلة مع "السيل مان " لأنه صمم يستلم الجاكتات فقط كونه لا يرتدي سوى الجاكت على الدشداشة او الجلابية بالمصري.. و طبعا تكرار هذا الكلام يساعد على ترسيخ صورة الخليجي المفتقد للباقة و اللياقة وفن الإتيكات أو الأسلوب اللائق في التعامل و التصرف .. يعني مجتمع ما عندوش " جوود ماننر"
Good Manner
جلمف يعني، و الكلام على قسوته، إلا أني أؤكد لحضرتك أنه منتشر– على الأقل في محيطي – فقد توارثت هذه الصورة عن المواطن الخليجي من كلام المصريين الذين عاشوا في الخليج أو حتى من الذين لم يقيموا هناك و لكن سمعوا من معارف لهم عملوا هناك.. و رجعوا بعد معاناة في الشغل هناك بسبب نظام الكفيل وغيره، فشوهوا صورة أهل الخليج خصوصاً إان المصري اللي بيسافر للعمل في الخليج بيكون حاسس إنه " عزيز قوم ذل" و اضطر يشتغل عند ناس كان بيقول عنهم انهم بدو رحل .. كنا بنرسلهم كسوة الكعبة .. و قصة " كسوة الكعبة " سمعتها من
عدد لا حصر له من المصريين- طبعاً مش حاسيين إنهم بيمنوا و لا حاجة.. حاشا لله .. حاشا و كلا - ناهيكي عن فكرتي عن بلاد الخليج ، فعلا كنت فاكرة إنها بلاد صحراء جرداء.. لا زرع فيها و لا ماء.. قاحلة و الِجمال هي وسيلة المواصلات.
تعالي شوفي دبي يا مامي و ما أدراكي ما دبي .. أنا قضيت فيها 14 يوم كنت حاسة فيها أني في لبنان .. الغريب بجد اني سمعت " كابل لبناني" عريس وعروسة لسة جداد .. صمموا يعملوا شهر العسل في دبي .. تخيلي!!

و الأغرب ان بعد لما عشت مع أهل الجزيرة العربية .. عرفت انهم كانوا عارفين نظرتنا عنهم.. و شاعرين بأننا بنحقد عليهم و مستكثرين عليهم النعمة اللي هما فيها .. و مع ذلك مكبرين دماغهم او يمكن مش مهتمين أو مش فاضيين للكلام الفاضي ده.. و بيهيألي إحنا صعبانين عليهم مادياً و فكرياً و نفسياً كمان!

عارفة أنا كنت- و خدا بالك من " كنت" دي ؟
ما علينا .. أنا كنت من جيل اللي بيقول عليه "عمر طاهر" في كتابه " شكلها باظت" جيل تفتح وعيه على ماما نجوى و بقلظ و بابا ماجد عبد الرازق و ماما عفاف الهلاوي.. و كانت الموسيقى المميزة لبرنامج العلم والايمان مع د. مصطفى محمود تثير بداخلنا رهبة غير مفهومة ، سهرات التلفزيون نعرفها جيداً..الأربعاء " اخترنا لك"،الخميس مسرحية و الجمعة فيلم أجنبي على القناة الثانية و السبت نادي السينما و الإثنين تاكسي السهرة و بعدها فكر ثواني و اكسب دقائق، يوم الجمعة عالم الحيوان يليه لقاء الشيخ الشعرواي يليه مبارة او فيلم يليه برنامج "حياتي" و يوم الأحد العالم يغني و كل يوم في التاسعة النصف برنامج نافذة على العالم ، و افلام ذكري نصر اكتوبر " بدور" و" العمر لحظة" و" حتى آخر العمر" و" الرصاصة لا تزال في جيبي" و أفلام المناسبات الدينية .. "و اسلاما"ه و "الشيماء" و "فجر الاسلام "و بناء على طلب الجماهير تعاد دوما مسرحيات "عش المجانين" و" مدرسة المشاغبين" و "شاهد ماشافش حاجة" و المتزوجون" و الا خمسة".
جيل تلقف في بداية المراهقة عمرو دياب و محمد فؤاد و ايمان البحر درويش و انتبهنا بشدة لما يقوله محمد منير واحببنا بتلقائية شديدة حميد الشاعري و مع ازدياد وطأة المراهقة فتحنا الباب لايهاب توفيق و مصطفى قمر و على سبيل الترويش رحبنا ب " حكيم" و على سبيل التشجيع استمعنا الى عامر منيب.. لكن الحب كان يعني لنا الحجار و مدحت صالح و فيروز وعبد الحليم "

" ويسترنايز بيبل "

الكلام اللي فات يا مامي بالنسبة لجيلي في جزء من الحقيقة أو لقطة من الصورة .. لكن إذا أردنا أن تكون الصورة أكثر وضوحاً.. فمن الضروري أن أحدثك عن فئة أخرى من هذا الجيل .. فأنا تقريبا من عمر" عمر طاهر" و بالتالي من جيله .. لكن أمثل شريحة مختلفة شويتين.. يعني تقدري تقولي كنا جيل " ويسترنايز" يعني متبني للثقافة الغربية..اكيد سامعة عن مصطلح المستشرقين.. احنا بقه كانوا مسمينا المستغربين او ال" ويسترنايز بيبل"،أو هكذا كانوا يطلقون علينا..
إحنا اللي كنا بنقول:
Sauvage!
و
OhHJاhdsvk lalla!

إحنا اللي كنا بنسمع عمرو دياب، لكن كنا بننصط أكثر ل" اديث بياف" و دي كانوا بيقولوا عليها " أم كلثوم فرنسا" و أجمل أغانيها اللي كتبتها بنفسها" لا في اون روز .. أو الحياة باللون الوردي " كنا حفظنها كما لو كانت النشيد الوطني.

Quand il me prend dans ses bras
Et me parle tout bas
Je vois la vie en rose
وعلى فكرة كنا حافظين "المارسيلياز"..النشيد الوطني الفرنسي.. و لحنه رهييييييييييييييييب، و لما كنا بنسمع "شارل ازنافور" كان بيفكرنا بفريد الأطرش لما كان يغني - و هو بيتقطع-
" نو مو كيتو با "
Ne me quitte pas
Il faut oublier
Toute s’oublier
Oublier le temps
Du mal entendu
Et le temps perdu

و فرانك سيناترا كان عنده قدرة يخلينا في عز أغسطس نشعر بالبرودة و لأن أغانيه كانت فيها "اتموسفار " شتوي خصوصاً لما كان بيغني " سينجينج اين ذو رين".. و أغنية " فييلنجز " غناها عشرات المطربين و كانت مؤثرة جداً وكنا نسمعها رغم انها كانت من أغاني الستينات... ويا سلام على أغنية " سترنجر اين ذو نايت"
Strangers in the Night”
Something in your eyes was so inviting
Something in your smile wa so exciting

أما ماريا كاري فكانت بتنبكينا لما نغني معها " ذوس وير ذو ديز ماي فريندز .. وي سوت ذاي نيفر اند"
Those were the days my friends
We thought they never end

و لما وصلنا لسن المراهقة بدأنا نسمع فريديريك فرنسوا و ليونيل ريتشي و أغاني الأميرة ستيفاني لما بدأت تغني كنوع من تمردها على قيود قصر موناكو .. و لما بطلت وربنا هداها.. رجعنا نسمع " أونري كوماسياس".. وكل بنات المدرسة تقريبا كانوا حافظين "الدويو " اللي جمع ميراي ماتيو مع باتريك ديفي ( اللي كان بيمثل دور "بوبي" في دالاس) الأغنية كانت كلماتها جميلة جداً.
You are the night .. I am the day
You are the stars that show the way
Together will strong

و طبعا كنا غاويين "خوليو اجليسياس" و لو أننا كنا بنضحك على الاكسنت لصعيدي بتاعته لأنه كان يمتلك لكنة صعيدية في أغانيه الفرنسية.. و كنا نسمع أغاني " موريس شوفاليه" و " شارل تريننيه "و " تينو روسسي" في البرنامج الأوروبي .. و كنا نتمزج جداً لما نتصل ب " نيكولا بركات" و" أسامة كمال " في البرنامج الأوروبي " القسم الفرنسي" علشان نطلب أغاني و نهديها لأصدقائنا.
أما " جورج مايكل" فكان حكاية .. و أغنيته " كارلس ويسبر" أو همسة هادئة كانت بالنسبة لنا عاملة زي" أهواك" بتاعت عبد الحليم .. اما القمة فكانت " ويتني هيوستن" .
كنا متابعين مجلات " ال" و "جور دو فرنس" .. أكثر من متابعتنا لمجلة "حواء" و كنا من فئة جيل عايش تمثليات " دالاس" و نوتس لانديج" و" اب ستيرز داون ستيرز" و ذو بولد اند ذو بيوتيفل " و مادموازيل دافينيون" و ريتش مان بور مان" و لوسي" و ستيف اوستن" و "بايونج ومن" المرأة الخارقة.. و " لاف بوت" سفينة الحب و كولومبو والر جل الأخضر.

جيل كان يقلد بروك تشيلز و مادونا و اوليفيا نيوتن جونو و ميشل لي و اورنيلا موتي و ميرل ستريب .. و ما يمنعش نشوف عواجيز السينما العالمية كلوديا كارديناللي و جولي اندروز و أودري هيبورن و سالي فيلد و اليزابس تيلور حتى أوآخر عهدها و شيريهان في أوائل عهدها.. و كان مثلنا الأعلى في الأناقة .. برنسيس دايانا سبنسر .. و لا أعتقد أن هناك أحد من جيلي لم يتابع فرحها، هي و الأمير تشارلز كما لم أتوقع أن هناك من لم ينبهر بفستان فرحها .. و كنا نتابع الإشاعات التي تطلق عليها و على سلفتها برنسيس سارة و البرنسيستين كارولين و ستيفاني و البرنس أندرو.. و بكينا علي الأميرة ديانا - الله يرحمها - عند مقتلها رغم معرفتنا بعلاقتها بدودي الفايد!
كنا متابعين أخبار سلفستر ستالوني و بيتر ستراوس و جون ترافوليتا و ألان دولون و إبنه أونتوان ديلون. اما فيلم "لاف ستوري" قصة حب " لألي ماكجرو و رايان اونيل" فكنا نتعجب انه حصل على أوسكار أحسن موسيقى تصويرية فقط .. لأننا كنا نرى أنه مفروض ياخد أوسكار أحسن فيلم.. كونه رومانسي و مؤثر.

سفريات كحيتي لمجاويش و العجمي

* كنا جيل.. بناته من النوع اللي ينتظر الصيف لتتاح لهن السفر لسويسرا والمانيا والنمسا و ايطاليا و قبرص و اليونان .. و البعض منا كان يتذمر كون أهله لديهم شقة في باريس، فهيضطروا - للأسف- يسافروا كل سنة لفرنسا و حيتحرموا- يا حرام من - من زيارة باقي دول أوروبا أو أمريكا.
و كانت البنت التي لا تتاح لها السفر للخارج، تضطر لقضاء عطلة الصيف في الأسكندرية سواء في العجمي أو الغردقة في مجاويش .. و ترجع من الأجازة الكحيتي دي وهي متلهفة لسماع أخبار زميلاتها ليحكين لها .. أين سافرن و ماذا اشترين.. فتظل تتحسر إنها - يا حرام- حظها هباب لأنها لم تتمكن من السفر برة.. و طبعا تضطر لاختلاق أعذار من نوعية أن أحد أقاربها عملها و توفى في آخر لحظة قبل السفر و فركش الأجازة لأنهم اضطروا يلغوا كل ترتيبات السفر للخارج لظروف العزاء، علماً بأن دول كعمان و اليمن و الكويت و البحرين و قطر والسودان و الهند و نيبال و- طبعا ً- جميع دول أفريقيا كانوا في عرفنا، ليسوا من دول الخارج أو " برة " !

و كان في بنات يسافرن البلد .. و كلمة "البلد" هذه تطلق على مدن الأقاليم والريف في مصر.. لأن أهلهن كانوا من أعيان الريف .. فكان ممكن يسافرن في السنة مرة أو مرتين.. لزيارة الأهل في العيد أو إذا كان في عزاء أو فرح .. و يرجعوا يتأففوا من الناموس اللي قرصهم!

كانت نشاطتنا المدرسية منتقاة من إدارة المدرسة بعناية فائقة، إما باليه، أو حصص للعزف على الفلوت او البيانو أو لعب" باسكت بول" أو "هاند بول.
و كانت في ماتشات أو مباريات بين دوري المدارس الأجنبية.. و تخيلي مرة كان في ماتش بين مدرستنا و مدرسة " الأميريكن كولليج".. و أستبعد إنك تصدقيني اذا قلتلك أني شفت بنفسي كذا بنت من المدرسة بيشجعوا فريق المدرسة الأمريكية لأن شكلهم ويسترن و أحلى!!!

و كانت العابنا في البيت من نوعية " البيبي فوت" و" التيلي بول" و" الأتاري" أما في المدرسة فكانت لنا العابنا الخاصة " كاش.. كاش" و أغانينا – أيضاً –الخاصة..
طبعا و احنا صغيرين كنا بنغني " فريرو جاك" و " أو كلاير دو لا ليون مو امي بيارو" و في الفسحة نغني "روزي روزا" و " شينجا لا ليتة .. شينجا لا ليتة .. أو لالي باستا لا ليو ليتا " و اخر السنة لما نستلم الشهادة نغني " فيفو لي فاكنس " تحيا الأجازة".

Vive les vacances
Pas de punitance
Les qualliers au feu
Et les livres au milieux
Adieu les analyzes
Les verbes et les dictees
Ce sont des betises
Qui vient nous embetes
Guai guai

و أحيانا كانت المدرسة تنظم عملية تعارف بين مدرستنا و مدرسة " الجزويت"المعروفة بالعائلة المقدسة .. طبعا أنت عارفة مدرسة وليد و ربنا يكون في عون عمر ابنه لأنه بيدرس فيها لأنها مدرسة صعبة في دراستها جداً.
و معروف عن" الجزويت" إنها تعتبر النسخة المذكرة لمدرستنا كونها مدرسة بنين.. طبعا احنا كنا مدرسة للبنات فقط .. فاحتمال لما دخلنا المرحلة " السوجونداير" الثانوي .. حبوا يمهدولنا موضوع الاختلاط لأننا سنقابله في الجامعة.. فكانوا ينظموا لنا لقاءات ثقافية مع طلبة مدرسة الجزويت.
و طبعا لم يكن يدخل في نشاطات المدرسة موضوع الشعر .. يعني بصراحة لم نكن نسمع عن حاجة اسمها شعر أو خطابة أو تجويد قرآن .. آل خطابة آل.. دي كانت تبقى بنت ُمهزأة صحيح!
لكن كان في حاجة كده اسمها" نصوص" .. كانت فرع في مادة اللغة العربية .. وأقدر اقلك إن احنا تعرفنا في هذه المادة على نصوص شعرية.. لكن لم نتعرف فيها على الشعر ..اضيفي لذلك إن أنا مثلا لم أكن أعرف يعني ايه تجويد قرأن أو يعني ايه أحكام .. مع أننا كنا بناخد حصة دين مرة أو مرتين في الأسبوع تقريبا .. بس ملل .. ما الكيش .. فعلا كانت حصة تنيم .. و طبعا الدين في مصر لا يدخل في المجموع الا في المدارس الأزهرية.. و أصلا الحاجات دي كنا فاكرينها للناس بتوع الكتاتيب في الفلاحين فقط!!
لكن أذكر ان في المرحلة السوجوندير" كان في بنت اسمها "هالة".. هالة .. هالة إيه؟ تخيللي يا مامي نسيت؟! المهم هالة طلبت من إدارة المدرسة تخصيص غرفة نصلي فيها .. وقد كان.. و كنا بنسميها المسجد .. مع إنها كانت "حوء" مترين في مترين.. بس كنا مبسوطين جدا إن لقينا مكان نصلي فيه.. قبلها فكرت مرة في الصلاة في كنيسة المدرسة بيسموهها " الشابيل "
Chapelle
أنا فكرت في كده على أساس أن كلها بيوت ربنا.. لكن تراجعت .. يظهر اتكسفت.. رغم إنه كان مسموح لنا دخول الكنيسة .. وعلى فكرة كانت شيك جداً و مهيبة و تحفة معمارية.. و كان نفسي ادخل" غرفة الإعتراف " لكن خفت " مون بير" يكشفني.. بس كنت شايفة انها عملية ظريفة جدا إن الواحد يقعد يتكلم و يفضفض و يلاقي راجل كبير و حكيم و متدين يسمعه و ينصت له في مكان هادئ .. فيحكيله عن مشاكله و أخطائه و المصايب الي عاملها .. و بعدين أمان .. يعني مهما الواحد قال .." مون بير" مش هيفشي السر .. بل بالعكس هيهَديكي و يواسيكي و هيخلي الدنيا حلوة و "هيكفي عالخبر وابور" يعني اكنه دكتور نفساني ببلاش.. حاجة ظريفة جدا..على فكرة "مون بير " يعني " أبونا"!

الجواز عمل غير خلاق!

طبعا صعب إنك تصدقي إننا ساهمنا في سداد ديون مصر !! لكن كانت هناك نشاطات مشبوهة تتم في الخفاء منها هواية مراسلة الأجانب لدى البعض، فكانت هناك بنت كان اسمها" لمياء رجب " كانت تأتي بعناوين لشباب أجنبي- من الجنسين- يرحب بموضوع المراسلة.. طبعا هذا قبل النت و المسينجر و التشات.. يعني كنا جيل متأخر! و طبعا لا كان فيه فيس بوك و لا دي اوله .. لكن كان في حاجة ساكالانس كان اسمها " إسلام بووك"! حاجة هبولة كدة ذي فتح الكوتشينة !
و كان معظمنا مشترك في نوادي الجزيرة و الأهلي و الصيد و هليوبوليس.
و كانت رحلاتنا المدرسية تتم في يوم واحد فقط .. و غالباً ما تكون للفيوم او حلوان أو القناطر او لأي نادي من النوادي.. و كان في رحلة واحدة فقط تقوم بها المدرسة لمدة أسبوع تقريباً و كانت هذه الرحلة لبنات الصف الأول الثانوي للأقصر في أجازة نصف السنة.. و تكون تحت إشراف أحد الراهبات و مشرفة و أحد المدرسين .. و كنا ننتظر هذه الرحلة بفارغ الصبر لتتاح لنا فرصة أن نتعايش مع بعض و نتفسح بعيد عن غلاسة المذاكرة و الحصص الدراسية و نقدر نلبس لبس حلو بعيد عن "اليونيفورم سكولير".. و نهيص بقه.. و أتذكر ان في مجموعة بنات في رحلة الأقصر بتاعة السنة بتاعتي- الي أنا ما طلعتهاش بس سمعت على اللي حصل فيها- حبوا يهيصوا في فندق "اوبروي" اللي كانوا نازلين فيه فطلع في مخهم يروحوا" الديسكوتك".. طبعا كانت قصة و حكاية و اخدوا" البونيتونس " العقاب المناسب .. بيتهيالي خدوا اسبوع رفد من المدرسة .. مش فاكرة بالضبط .

وطبعا جيلنا كبنات ما كانش ممكن يدخل في نشاطاته موضوع المطبخ و الطبخ ذي اليومين دول .. و لا كان في " مع أسامة أطيب " و لا الشيف مارك " و لا " منى عامر" و لا غيره، أذكر إن احنا أخدنا في سنة من السنين مادة اسمها تدبير منزلي .. لا اتذكر فيها إن احنا عملنا حاجة، الا انهم طلبوا منا نشتري مريلة مطبخ و نزلنا مرة مطبخ المدرسة لابسين المريلة اللي قالوا لنا عليها لنطبخ - على الطبيعة - كريم كراميل!! و مش بابالغ.. بس كان في كتاب نظري للتدبير المنزلي.. مش فاكرة منه حاجة ولا فاكرة حتى إسم المدرسة.
يعني عارفة موضوع المطبخ ده كان محطوط في ذهننا إنه " ديرتي ورك" أو مهنة الدادات و شغلانة أنصاف الموهبات .. و بالتالي لا يصح أن يشغل بال بنت هاي كلاس .. و كمان احنا في ايه ولا في ايه.. هو احنا هنذاكر و لا هنطبخ.. بالإضافة إلى أننا كنا فاهمين أن المطبخ ده "عكة كبيرة"..
و لا ينفع أن يدرج في نطاق نشاطات أو هوايات بنت مثقفة .. لأن أهم حاجة هي المذاكرة و
" السيونس "و" المات" و "الالجبر" و "الجيوميتري و باقي المواد المهمة.
و هاوضح لحضرتك طريقة غرس سلوكيات سلبية بطريقة بريئة جداً.
يعني كان المدرس يسألنا : تحبوا تطلعوا إيه لما تكبروا؟
فتكون الاجابات: دكتورة .. مهندسة .. صحفية و البنت التي تفتقد للطموح تقول إن أملها أن تصبح مدرسة في الجامعة.
مرة واحدة قالت : عايزة اتجوز و أكون أم وست بيت.
و اللي حصل إن المدرس ضحك فبالتالي الفصل كله ضحك و َقعدها بحركة من يده معناها -أعذروها فهي طيبة و ساذجة و قدراتها على قدها - و تعامل معها كأنها بنت هابلة عبيطة.. أو يمكن إمكانياتها ضعيفة و ما عندهاش طموح.
ففهمنا من دون ما يقول حاجة إن الزواج و تربية الأبناء والعناية بالبيت أشياء حميدة و لا غبار عليها، لكن مش موضوع يعني .. و مش محتاجة دراسة أو مهارة .. و أي حد ممكن يتجوز .. و الموضوع مش علم و مش محتاج دراسة أو تخصص أو شخصية لها مهارات معينة!

و كنا نلاحظ ان البنت اللي تقول إنها لا تفكر في الزواج و دماغها في الماجستير و الدكتوراه.. دي بقه يقال عنها إنها بنت شاطرة و ما يتضحكش عليها !

يعني عمرك شفتي في جائزة محترمة خصصتها الدولة لزوجين كافحوا مع بعض أو نجحوا في الإستمرار في حياة ناجحة و أنجبوا للمجتمع أشخاص محترمين عرفوا يربوهم صح؟!!

إلا ما فيش غير جائزة الأم المثالية و لازم الي تحصل عليها تكون حالة إنسانية تقطع القلب الأعور الحزين .. يا جوزها توفى و ترك لها أطفالها تربيهم و طلع إنه كان متزوج سراً، فربيت له أولاده بالمرة!
يا واحدة اعطت كليتها لابنها - و الله هذا كان درس في مادة المطالعة في العربي- يعني مش بألف من عندي.. يا ست شافت المر في حياتها.
لكن تقدير مجتمعي أو رسمي للأسرة او لزوجة و زوج تحملوا مشاكل الحياة و تعايشوا مع تفاصيلها اليومية و صمموا على الإستمرار مع بعض رغم كل الصعوبات اللي واجهتم من تدخلات أهل.. لصعوبات مادية، لعقم .. لضرب الطموحات الشخصية و إنهيار الاحلام على ظلطة الواقع، لتحمل وفاة أحد الأبناء و الاستمرار في تربية الباقي دون الاستسلام للإنهيار، و مواجهة سعار الأسعار و السعار الجنسي لدى الأبناء في المراهقة.. و تحمل هرشة السنة السابعة و مشاكل أزمة منتصف العمر.. كل ده ما لوش قيمة و مش مقدر.

" سوبر ستار أسري "

نفسي فعلا يفكروا يعملوا جائزة أو مجموعة جوائز تقديرية يخصصوها لدعم و تشجيع الأسرة .. يعني يعملوا "سوبر ستار أسري "و يكون أبطاله أم و أب و أبناء.
و تعرفي لو أعطوا للأم راتب شهري لأنها تعمل 24 ساعة و مسؤولة عن أسرة و بيت و زوج و أبناء .. أعتقد هذا سيشجع الأسر و خاصة الأمهات بمضاعفة الأهتمام بالبيت والأبناء و الأسرة.. و ستشعر بقيمة ما تقوم به و بأهميته أو على الأقل بأهمية دورها لدى المجتمع .. و ستتأكد أن الموضوع ليس مجرد كلمتين وعيد سنوي و هدية رمزية و الست دي أمي و هجص في هجص.

و كما أن هناك إحتفال بالأم المثالية .. يعملوا كمان " جائزة الزوج المثالي" و "الزوجة المثالية" و الأبن المثالي".
الا ما فيش جوايز اليومين دول غير للمغني الفلاني و المؤدية مش عارف مين و الراقصة مين و هزي يا نواعم .. و اللي عنده موهبة التمثيل.. و اللي مولودة والرقص في دمها و للمونولجست اللي موهوب في التقليد .. اه و كنت هانسى.. عارفة كنت هانسى مين؟ كنت هانسى الأبطال.. أبطال الشعب.. كنت هانسى اللعيبة و مدربيهم و مدلكيهم و إتحاداتهم واللي بيهيصلهم ... كنت هانسى الأشاوس .. الرجالة اللي أثمانهم بالملاين .. اللي بيجيبواالذهب لمصر.. و اللي بيحصدوا لمصر على أغلى الميداليات.
المهم ان ثقافة منح الجوائز لفئات معينة دون غيرها ساهم في ترسيخ فكرة أن البنت الطموحة الذكية الشاطرة هي اللي تعرف ترسم مستقبلها بعيد عن تكوين البيت و بناء الأسرة .. و ما تفكرش في الزواج و الكلام الفاضي ده.. لأن لسة قدامها مستقبل كبير .. لكن الجواز بينهي المستقبل .. كونه بيؤمن حياة رتيبة .. لا إبداع فيها.

و أتذكر السيد أحمد عبد الجواد بطل في رواية " بين القصرين" حينما إعترض على ابنه الذي أخبره أنه يتمنى الإلتحاق بكلية دار علوم ليعمل بالتدريس.. و كمحاولة من الإبن في إقناع والده بأهمية دور المعلم في المجتمع قام قاله شطر من أبيات شوقي:
قم للمعلم ووفه التبجيل كاد المعلم ان يكون رسول

فغضب السيد عبد الجواد و اتنرفز على ابنه وقاله: رسول ايه يا ابني .. عمرك شفت تمثال في الدولة اتعمل لمدرس!! و إذا ما كانش حد بسأل في المدرس اللي له وضعه الأكاديمي في المجتمع و له وظيفته و بياخد راتب رمزي من الدولة و دخل في الكادر الوظيفي أخيراً.. فما بالك بالأم و أو ست البيت اللي ما بتاخدش غير فوق دماغها أو بكتيره بتاخد في سنانها .. مين هيسأل فيها او يعبرها.. حتى أولادها بيحبوها بقلبهم جداً .. لكن.. هي - يقينا ً- تشعر أنهم مهمشينها بعقلهم و لا يقدروها أو يحترموها كما يجب.. و شايفينها ست بسيطة زيادة عن اللزوم.

صحيح يا مامي عدم تقدير الدولة لفئات معينة لا يساهم فقط في تهميش دورها .. بل يساهم أيضاً في كراهية الناس لوظائفهم و لأدوارهم في الحياة.. لدرجة أني لا أؤمن بمقولة" إن أمهات الجيل الماضي هما الأمهات الحلويين و الأمهات اليومين دول هما اللي كولليشينكان".

لان أمهات الجيل الماضي هن من زرعن في عقول ووجدان الأبناء والبنات بطرق واضحة او مستترة أن
: يا بنتي لازم تذاكري ويبقى معاكي سلاح في ايدك و قرشك يبقى بتاعك .. علشان الجواز مش مضمون .. مش عايزاكي تخيبي خيبتي و تشوفي المر و الذل اللي شفته!!!
:يا بنتي استحملي ضغوط الشغل .. الحياة كلها ضغوط و بكرة رئيسك في العمل يغور في ألف داهية!
:يا بنتي هو بن اللذين جوزك اللي ما يتسمى ده قارفك كده ليه؟ انتي هتستحملي لغاية امتى؟! :تخرب ما تعمر.. ما هو صبرك عليه ده هو اللي مطمعه فيكي .. لا ما تسكتلوش .. ما انت بتصرفي ذي ما بيصرف.. ذيك ذيه.
: يا ماما المدير بتاعي غلط فيا و طول لسانه.
:يا حبيبتي .. لازم تعرفي إن الحياة مليانة ضغوط و ابتلاءات .. و ربنا بيمتحنك..علشان يشوف ازاي هتعرفي تتصرفي و لازم تتعلمي من كل موقف.
: يا ماما جوزي لسانه طويل
: بن ال.. بن 60 في 70 .. ما هو كله منك.. انتي اللي مجرأه عليك.. يا هبلة يا عبيطة.. احنا عمرنا ما شفنا يوم عدل منه.. ده انتي لو سيبتيه ..اجوزك سيد سيده .. ده انتي تستاهلي أحسن منه مليون مرة.. يا ما قلتلك.. يا بنتي اللي يرضى بالظلم يستاهله.. هتصبري عليه لما يطول لسانه النهارده.. بكرة هتضطري تصبري لما يطول ايده .. و رجله.
:يا ماما خلاص مش قادرة اتحمل .. المدير بتاعي مزودها جداو بيعاكسني و ضاغط عليا في الشغل و مطلع عيني و مقرف.
: يا حبيبتي .. نهدى شوية .. روقي.. أنا خايفة تطلعي من نقرة تقعي في ضحضيرة.. و بعدين كل الناس في الهم سواء .. و الشغل كله كده .. و ما فيش حد مستريح.. انتي اللي مزوداها.. و بعدين تقدري توقفيه عند حده من غير ما تخسري شغلك!!!
: يا ماما .. زميلي واكل حقي .. و مقدم الشغل بتاعي على انه هو اللي عامله .. و النتيجة ان كل المكافآت و الحوافز بياخدها و انا باخد بمبة كبيرة!
: يا حبيبتي.. مش عايزاكي تصعدي الموقف.. و كل واحد له حق .. هياخده يا في الدنيا .. يا في الأخرة و ربنا ما بيضيعش حق حد.
: يا ماما جوزي بخيل و "إيحة " و ما بيصرفش!
: يلعن ... لا يا حبيبتي .. امال احنا صابرين عليه و كمان ما بيصرفش.. و طبعا انتي اللي هتتدبسي فيها و اشربي بقه.. لا يا نونة .. كله الا الفلوس.. تلاقي أمه و أبوه واللي جابوه هما اللي ماليين دماغه.. هوبا .... لا لا لا لا.. الموضوع عايز وقفة!!!

" الجواز عمل غير خلاق.. لا ابداع فيه "

مامي:

بخلاف حوار الطرشان المزدوج المعايير بين بعض الأمهات و بناتهن .. فهناك مقولة اخرى مزروعة في مفاهيم جيلنا .. و هي أن :
"الجواز عمل غير خلاق.. لا بداع فيه" بصراحة الكلام ده ما اتقلناش جهاراً نهاراً.. لكن وصلنا بشتى الطرق .. ما فيش مادة واحدة عن العلاقات الإجتماعية تشرح للولد و البنت معنى الزواج وأهميته لهن كأفراد و على المجتمع بأسره.. و كيفية التعامل مع الزوج و الزوجة ومع أهل الزوج و الزوجة و كيفية التعاطي مع المشكلات الزوجية خاصة في السنوات الأولى للزواج و أفضل الطرق لاستيعاب المشاكل او لتجنبها من الأصل .. و ما هي المواقف التي لا يجب السكوت عنها و كيف تتصرفين إذا أخدت أسفين محترم من أخت زوجك؟ و ماذا يكون رد فعلك اذا وصل لعلمك إن حماتك مبهدلة سمعتك في العيلة كلها و مفترية عليك؟ و كيف تتودد لأهل زوجتك و كيف تعترض على تدخلات حماك دون ان تغضبه او تتعدى حدودك معه ؟
و كيف تتهربين بلباقة من الأسئلة الشخصية الخاصة بأسباب تأخر الحمل او الخاصة بدخل الأسرة الخ..
حتى اليومين دول.. لما بدأوا يفكروا في نشر " ثقافة الزواج" طرحوا فكرة تعليم الجنس في المدارس.. و أعتقد أنه هناك فرق بين تدريس الزواج و تعليم الجنس في المدارس.. مع انهم ممكن يضعوا كل المعلومات عن تعليم الثقافة الجنسية داخل إطار مفهوم الزواج .. لكن بالشكل المطروح سيتم ترسيخ إمكانية ممارسة الجنس لدى الشباب خارج نطاق علاقة الزواج ، مع ان تدريس العلاقات الزوجية ممكن يدخل ضمن إطار تعليم الشباب مادة الزواج بكل ما تعنيه الكلمة، من اول كيفية اختيار شريك الحياة ومن يخطب.. و ما هو المسموح و الممنوع في وقت الخطبة ..و ما نوعية الهدايا التي يفضل تقديمها .. مرورا بكيفية التعامل مع المشكلات قبل الزواج سواء بين الاهل أو بين الطرفين .. والمشاكل بعد الزواج .. وأهمية حفظ أسرار البيت.. وصولا للاهتمام بكل ركن من أركان البيت.. لكن الغريب ان وزارة الثقافة والاعلام مركزة اهتمامها فقط على ركن الفراش و كانه هو ده الزواج.

الجواز .." سوونر او ليتر ".. هيجي هيجي

و بالتالي اقدر اقلك يا مامي إن انا بنت من جيل رضع ثقافة معترف بها ضمناً و غير مصرح بها قولاً.. مفاداها ضرورة تأخير سن الزواج لدي الشباب .. و أن البنت ممكن تفكر في الزواج بعد لما تخلص تعليمها و تحصل على شهادتها و تتسلح بماجستيرها ووظيفتها و " تتأرنن بدكتورتها " اللي لازم تشتغل فيها بجد و تعطيها من وقتها و جهدها .. و ما فيش مانع من نشاطات اجتماعية و خيرية من باب الدين والوجاهة الإجتماعية .. و بعدين ربنا يسهل بقه و تبتدي تفكر في بن الحلال اذا كان عندها وقت فراغ!
و هي طبعاً في هذه الفترة لازم تكون شافت و قابلت زملاء كثر سواء في الجامعة أو في الشغل .. و عقلك في راسك تعرفي خلاصك .. و طبعا البنت هتكون وصلت التلاتينات بإقتدار .. و أوشكت على ملامسة الأربعين .. و مش أي واحد بيعرف يقول كلمتين حلوين .. هيقدر يملا دملغها .. و هتبدأ تقارن بين اللي اتقدموا لصاحباتها وقريباتها .. و عموما الجواز ليس هو الهدف .. و بناء البيت أيضاً ليس هو الهدف .. و المجتمع بناقص واحدة تتجوز .. ده حتى في مشكلة زيادة نسل في مصر.
المهم ان البنت تحقق ذاتها و كيانها و مكانتها وتنبغ في وظيفتها و شغلها و الجواز " سوونر او ليتر ".. هيجي هيجي .. و مش مهم موضوع أن في سن معينة للإنجاب.. ما احنا قلنا و مش عايزين نكرر.. ان في مشكلة زيادة نسل في البلد.

Pour les pauvres

أنشطة أخرى كانت في طريق شريحة جيلي اليسترنايز، فالمدرسة كان لها اهتمام كبير بالفئات الفقيرة في المجتمع المصري خصوصاً مرضى الجزام و فقراء الصعيد و المناطق النائية الفقيرة.. و كانت تغرس فينا ضرورة مساعدة الفقراء.. لذا كانت المدرسة تجمع منا أسبوعياً تبرعات تحت شعار " بور لي بوفر".
Pour les pauvres

طبعا هذا عدا التبرعات اللي تطلبها من أولياء الأمور.. و كانت إدارة المدرسة تقوم بشراء أقمشة كستور و مواد غذائية و تقوم بتوزيعها على الفقراء في المناطق المعدمة و خاصة في المدينة المعزولة التي يعيش فيها مرضى الجزام .. و كانت تتم دعوة بعض أولياء الأمور و الطلبة لزيارة المرضى و توزيع الهدايا و المعونات عليهم بعد توعيتهم بالارشادات اللازمة الخاصة بالتعامل مع مرضى الجزام.

و للأسف كانت هناك السنة خبيثة تروج لان هذه المساعدات - التي كانت تجمع من طالبات أغلبهم مسلمات و توزع من إدارة مدرسة كاثوليكية – أن هذه المساعدات كانت لها أغراض تبشيرية.. لكن انا عن نفسي لم اصدق هذه الادعاءات .. أبداًً.
و من امثلة النشاطات التي كنا نمارسها في المدرسة" اقامة الحفلات" في المناسبات.. علماً بان كان هناك مناسبتين لهم احتفالية كبيرة عندنا في المدرسة.
الأول احتفال الكريسماس و الثاني احتفال رأس السنة – طبعا المقصود رأس السنة الميلادية.. إنسى- يا مامي- الاحتفال برأس السنة الهجرية- و كان في نفس الوقت تقريبا احتفال بعيد المدرس.. و كان شهر ديسمبر نصفه أجازات و النصف الآخر التحضير لحفلة الكريسماس و عيد المدرس . و هذه الحفلة كنا نقوم بالتحضير لها لفترة طويلة .. و كان مسموح لنا في هذه الحفلات.. الغناء و الرقص الفلكلوري و الأجنبي و تقليد المدرسين .. و طبعا كان هناك التزام أدبي على أولياء الامور بتقديم الهدايا القيمة و احيانا الرمزية و كروت المعايدة للمدرسين - الي يستاهلوا والي ما يستهلوش-.
و طبعا كانت " الفصول" الكلاسات" كلها تتزين و نعمل" ديشكوريشن" لشجرة عيد الميلاد وهيصة كبيرة و جميلة و كانت أيام حلوة.

كمان كان في احتفال خيري سنوي كبير بين كل طلبة المدارس الأجنبية الكاثوليكية اسمه مهرجان " الكيرماس" و هذه كلمة يونانية تعني شاريتيه أو أعمال خيرية.. و فيها يتم عمل مهرجان يجتمع فيه كل الطلبة في يوم ترفيهي مع عمل تومبولا و العاب بفلوس و ريع هذه المسابقات و الالعاب يذهب للأغراض الخيرية .
و أهم احتفال قامت به المدرسة و شحذت له كل امكاناتها كان الإحتفال اسمه " السونتونار" يعني الاحتفال بمئوية المدرسة على أرض مصر.. رغم ان سن المدرسة و تاريخها في فرنسا أعرق من هذا بكثير.. و حضر الاحتفال مدام جيهان، حرم الرئيس السادات -الله يرحمه- و السفير الفرنسي في مصر و السفارة كلها كانت موجودة و بعض الدبلوماسيين و زوجاتهم.
من ماذر كير إلى هارودز
ملابس غالبية بنات جيلي من المدرسة كانت تأتي - غالباً من الخارج – طبعا يا مامي احنا اتفقنا من قبل على الدول اللي تعارفنا أن نطلق عليها " دول الخارج".. أما المحلات فكانت واحنا صغار من "ماذر كير " و " شيكو " و لما كبرنا كانت سواء من "هارودز" أو" سي اند ايه" او "سان مايكل" و "مارك اند سبنسر" و طبعا كنا نصمم نيجي المدرسة و في إيدنا كيس أخضر صغير من اكياس هارودز نحط فيه أي حاجة لزوم الفشخرة!
و طبعا أيامها لم تكن في مصر مولات كبيرة لأن في عرفنا صيدناوي و عمر افندي دول مش مولات دي محلات عامة الشعب الفقراء أو السوقة والمساكين و عابري السبيل .. أصلا كل محلات وسط البلد كانت دون المستوى، اللهم الا القليل منها زي"أم ..أم" و" موباكو "و شوية بوتيكات في المهندسين والزمالك.
و البعض ممن لم تكن عنده " نفس" يسافر لظروف وفاة احد الأقارب ولا حاجة ، كان يسافر لبور سعيد يشتروا طلباتهم في السريع و يخرج من الجمرك من غير ما يدفع جنيه واحد علشان طبعا عندهم معارف هيخرجوهم من الجمرك زي الشعرة من العجينة.

و زي ما كانوا اهالي البنات بيشتكوا – يا حرام من غلاء فاتورة التليفون الدولي – لأن أيامها ما كانش في اختراع الموبايلات .. فكانت البنت اللي عايزة تفبرك الاتطها و تسبكها كويس .. تقول انها لحقت" السيل " يعني تخفيضات شهر يوليو و أغسطس بتاعت لندن .. و في بنات كانت بتوسع منهم شويتين فكن يتباهين بحضور "دفليهات" في فرنسا و اشتروا ملابس " براند نيمز" يعني ماركات شهيرة من امثال
Chanelle .. Yve Saint Laurant… Crystian Dior. Calvin
...Jerry Webber..Pierre Cardin.. Nina Richi
... ., Oltre.. .Gyvenchy
او من بوتيكات صغيرة من -الشانزيليزيه - أحد اشهر الشوارع التجارية في فرنسا.. لاأن البوتيكات الصغيرة عادة تكون أغلى .. و اللي عايزة ترسم نفسها جامد .. تدعي أن أهلها اشترولها ملابس " سو كوموند"
Sous commande
يعني بالطلب و بتكون قطعة واحدة تم تصميم موديلها لها فقط .. لكن طبعا كنا بنعرف انها أكذوبة كبيرة.
و لما وصلنا لثانوي كانت بعض البنات يرجعوا من أجازة فرنسا و معهم
" الليموج بتاعهم " أو من ألمانيا و معهم البافاري الخاص بهم Limoge
والليموج و البافاري دول - يا مامي زي ما حضرتك عارفة طبعا - هما أشهر ماركتين لأطقم صيني يصنع في مدينة فرنسية تحمل نفس الإسم" ليموج" و ألأخر في مدينة ألمانية
و الطقم يباع بالقطعة و تبدا أسعاره من عشرة الاف دولار و حتى 100 الف.
بلاش الليموج .. حضرتك عارفة كام مرة سمعت من واحدة من زميلاتي ان عندهم في البيت البيانو الخاص بالملكة نازلي او غرفة نوم الملكة فريدة.. اه و الله.. حاجة تضحك!
الحجاب في" المير دي ديو" .. إرهاب مبكر

أنا بنت جيل لم تمنع ادارة مدرسته الكاثوليكية الحجاب و مع ذلك فلم يكن هناك في المدرسة كلها سوى فتاة واحدة محجبة و كانت معايا في نفس الصف ، لكن مش في نفس "الكلاس "
Classe
لأنها كانت في فصل تاني، و كان اسمها اشراق" إش إش" ، و طبعا كان في إستغراب كبير و دهشة من وجود محجبة في مدرسة كاثوليكية بتاعت راهبات.. طبعا إشراق واجهتها ملاحظات من إدارة المدرسة في بداية الأمر لكن الموضوع لم يصل للمنع .. فقط ملاحظات .. يظهر خافوا على البنت تتحول لإرهابية ولا حاجة.. و اليوم أعتقد أن عدد المحجبات في مدرسة "المير دي ديو" الآن بالعشرات- مجرد اعتقاد.

اما " اليونيفورم " أو الزي المدرسي في الصيف فكان عبارة عن مريلة كريمي عليها " بدج المدرسة باللون الكحلي " و المريلة كانت مفروض تصل الي الركبة .. لكن البعض يرفعه عن الركبة و البعض يطيله عن الركبة .. لكن إدارة المدرسة كانت تمنع ان تصل المريلة الى القدم، كما كانت تمنع ان تقصر حتى تصل الي الأفخاد.. لكن طبعا كان في تجاوزات! عموماً اليونيفزرم تغير الآن

في الشتاء، الزي المدرسي او "اليونيفورم" كان عبارة عن مريلة أيضا و لكن "بلو مارين" يعني أزرق بحري مع "كول ب ب".. يعني ياقة اطفال دائرية لونها أبيض و كان في " سانتور" حزام بالونين الازرق و الكريمي"و كانت مدام " أولجا " هي المسئولة عن تفصيل المرايل لكافة البنات ، و لم يكن مسموح لنا إلا بشرابات قصيرة و لونها بيج.

ولأن الطلب كان صعب ، فكان بعض الأهالي لا يجد " سوكيتات" او شرابات قصيرة من اللون البيج فكانت الأمهات يضطررن لوضع الشربات في فناجين بها قهوة او" نس كافيه "لتلوين الشرابات باللون البيج كي تلتزم البنات "باليونيفورم" المدرسي و هو طبعا" يونيفورم" موحد سواء في مصر او في مدرسة" الميردي ديو" فرع الأسكندرية او فرع باريس.

و كنا كلنا بننتظر بفارغ الصبر الوصول للصف الثالث الإعدادي لأن اليونيفورم يتغير و يصبح عبارة عن "جيب "
Jupe
كحلي يعني تنورة كحلى و قميص أصفر

و لأن لون القميص اللي بيباع في المدرسة كان فاقع ووحش جدا و كانت قماشه رديئ للغاية، فكانت معظم البنات بتشتري بلوزات "بولو" بلون أصفر هادي "باستيل" من محلات "موباكو" او البعض بيعمل حسابه و يجيب و هو راجع من الخارج بلوزات للمدرسة من " سان مايكل".

طبعا يا مامي انسي ان احنا كنا بنلتزم بالزي المدرسي ، فرغم انه كان ممنوع عمل أي تعديل في اليونيفورم ، بس انتي عارفة القاعدة " القوانين معمولة لتجد من يخترقها "
فلأن المانيكير و "الايكلادور" كانوا من الممنوعات.. فطبعا ممكن تلاقي عدد كبير من البنات مدوخين المشرفات وراهم و حاطين الوان و مطولين أظافرهم .. و أيامها المانيكير "الفرنش" لم يكن معروف للأسف!
و لأن إدارة المدرسة كانت مانعة الصبغة فكانت البنات بيعملوا "هاي لايت" في شعرهم ده غير الاكسسوارات و التباهي بالخواتم الألماظ اللي ما فيش في الكواليتي بتاعتها اليومين دول لأنها جايبة خبر ال
4 c
بتاعته.. و الفور سي دي هي ال
Cut.. Coulour .. Cirat.. Clarity
اما لبس الذهب فكنا مش بنزهد فيه لكن زي ما تقوللي كده شايفين ان لبس الذهب ده.. للبنات البلدي .. البيئة .. و كان في نظرية مستترة عندنا أن البنت الي تلبس أكثر من 10 جرام ذهب تبقى من المدبح!
بابالغ .. لكن قيمة الذهب عندنا كانت في الحضيض اللهم الا الذهب الأبيض .. هذا كان مقبول .. اما البنت الستايل .. فكانت تلبس حلق الماظ - حوالي قيراط - و ممكن تلبس خاتم لولو سوليتير رقيق .. لأن كل الأميرات تلبس اللولو..

ونظرا لزيادة التجاوزات اللي البنات كانوا بيعملوها اضطرت ادارة المدرسة لان تخصص سير مخصوص اسمها " مار سان ميشل".. و دي كانت كل شغلتها انها تمشي في "الكور " يعني حوش المدرسة في الفسحة و تشوف أظافر البنات و مدى التزامهم بالزي المدرسي و سلوكهم .. طبعاً "الماستيك" اللبان كان ممنوع!!

كمان كان زي الراهبات " فيه تخفيف " يعني تقدري تقولي عليه زي مودرن و كنت أسمع ان "بيير كاردان" هو اللي صمم للسيرات هذا الزي و هو عبارة عن فستان من اللون الرمادي يصل الي بعد الركبة يعني طول شانيل و الايشارب يكشف عن غرة الراس او" الأصة" و هذا الزي يختلف عن زي الراهبات المقيمين في الدير، لأن الأخير بيمنع ظهور أي شعرة من الراس و بيكون طويل جداً.

سوفوكل لا سوفوكليس

مامي:

انا من جيل كان زي ما كان مطلع على أدب توفيق الحكيم و جبران خليل جبران و ايليا ابو ماضي و فتحي غانم و المنفلوطي .. لكنه أيضاً خبير بالأدب الفرنسي والإنجليزي و دارس أعمال فولتير و موليار و سوفوكل – بيسموه سوفكليس- و كنا بنستغرب جدا ليه بالعربي مسمينه سوفوكليس مع ان اسمه سوفوكل
ٍSophocle

المهم درسنا لسوفوكل رائعته "انتيجون" و ملهاه " موليار" البخيل"و " لو مالاد ايماجينار" و مآساة " فيكتور هيجو " لي ميزيرابل" البؤساء.. . وعايشنا مآساة جون فالجون ودعينا لكوزيت المسكينة.. و اطلعنا على أشعار" راسين" و" كورناي" و "رانبوه" رغم إننا درسنا أن الأخير كان شاذ و العياذ بالله .. و كانت بالنسبة لي موضوع صادم جدا أن تسمح إدارة المدرسة بتدريس شعر بني أدم شاذ .. لكن يظهر كانوا بيفصلوا بين أعماله الأدبية و أعماله الغير أدبية ! أو يمكن كانوا بيمهدوا لنا فكرة تقبل وجود شواذ لهم مكانتهم في المجتمعات!!

و كنا من جيل مطلع على أدبيات شكسبير بدءا من "الملك لير" مرورا "بتاجر البندقية" و "العاصفة "و "يوليوس قيصر" و درسنا كمان ل"ديكنز " ذو تيل اف تو سيتسز" أو قصة مدينتين "لكن كنا بندرس أعمال شكسبير " السمبليفايد" أي المبسطة.

و كان في مكتبة فرنسية كبيرة لكل مرحلة .. يعني للإبتدائي مجموعة كتب تناسب مرحلتهم العمرية و للصف الإعدادي مكتبة خاصة بهم و للثانوي مجموعة أخرى خاصة بهم.

و أذكر اني ذهبت مرة المكتبة .. فرشحلي مسيو جالينا كتاب اسمه " مذكرات آن فرنك" و وجدته عبارة عن مذكرات بنت يهودية عذبها النازي هي و أهلها .. و أتذكر أني كنت أبكي و أتاثر بالغلبانة "آن " و أي إنسان عنده ذريرة دم.. لازم يتعاطف معها و قلبه يتحرق على " آن فرنك" و عائلتها و على اليهود كلهم..
و درسنا "أيام" طه حسين و عرفنا انه مش مفروض نقرأ لاحسان عبد القدوس لأن قصصه فيها تجاوزات أدبية و أخلاقية .. و لم نضطر لقراءة أدب نجيب محفوظ لأن معظم أعماله شاهدنها في السينما.. لكننا كنا مطلعين على يحي حقي و المنفلوطي و علي أحمد باكاثير و متابعين لأعمدة مصطفى أمين " فكرة " و الذي ورثه عن توأمه علي أمين .. و أنيس منصور
" مواقف " و كتبه الخاصة بالرحلات و كان بعض منا بيفضل كتبه الخاصة بالجن و العفاريت!
كنت من جيل تأثر بالأدب العربي و الغربي و بالفن العربي والغربي .. لذلك كان طبيعي ان نفضل سماع الأغاني" الفرونكو اراب" و الانجلو اراب!

أنا يا مامي كنت من جيل عاش مصر جاردن سيتي .. و مصر الساحل و كورنيش النيل و مصر الزمالك و الهرم و مدينة نصر و شبرا و مصر المهندسين و المنيل و المعادي و مصر الجديدة.

و اليوم أجدني و زوجي و أولادي قد " تقطورنا " دون أن نشعر و من دون الحصول على الجنسية و نعرف شوارع قطر و تعرفنا .. و نعيش مع جيل قطر و نعرف شعاب الدوحة و دواراتها و مولاتها و أحيائها و كل فريج فيها بدءاً من أم غويلينا و رأس أبو عبود و المعمورة و الدفنة و المنتزة مروراً بالهلال و النجمة و وادي السيل و الوعب و السودان و المرخية و مدينة خليفة الشمالية و الجنوبية و اللقطة و الدحيل و سوق واقف و الجسرة و العسيري و سوق الجبر و فالح و المنطقة الصناعية و العزيزية و الدائري الثالث و الرابع و شارع النصر و وصولاً لطريق سلوى و إشارات رامادا و المجنون و دوار المناعي و مجلس الشورى و الريان و الكورنيش بتاكسياته الحديثة " كروة" بلونها الاخضر كما ركبت التاكسيات المنقردة البرتقالية القديمة المميزة لغالبية الدول الساحلية .. و الأغرب أن ياسر يستغرب لما نرجع مصر بكوني لسة فاكرة كل شوارعها .. و كانه متوقع أن انسى -على الأقل- الطرق.
كما أننا شاهدنا معظم مدن قطر من العاصمة الدوحة للميسعيد والوكرة و الخور والشمال والذخيرة و العديد والسيلية وغيرها.

ولأني كنت من جيل شاهد و يمكن شارك في بعض برامج الأطفال و اللي كان منها "برنامج "عصافير الجنة " فكنا نغني أغنية التتر الخاصة بالبرنامج :
كل أطفال الدنيا
بكرة هيخلوا الدنيا
ضحكة في قلوب الناس
وحمامة فوق الراس
و الناس تبقى للناس
بكرة الدنيا هتبقى حاجة تانية "
لللا

و فعلا الدنيا بقت حاجة تانية
مش بس حاجة تانية .. دي حاجة تانية خالص .. و هاحكيلك التفاصيل في رسالتي المقبلة لكن لكي أن تتخيلي أن إقامتنا في قطر جعلت ابني محمود يعرف " بابا لينجا" و لا أدنى فكرة لديه عن بابا ماجد! .. هو بابا ماجد لسة عايش يا مامي؟
مصر هي أمي لكن و الله أحبك يا قطر

فعلا الدنيا بقت حاجة تانية
فداليا الحديدي اللي من جيل اتغرس فيه إن مصر هي أم الدنيا .. مصر هي الرائدة و المحورية في الوطن العربي في الأعلام و الثقافة و في كل شيء .. تلاحظ أن إبنها يتعرف بسهولة على " اللوجو " الخاص بالتلفزيون القطري و لما يشوفه يقول بلغته الجميلة" تلفزيون تتر".
و يتنطط لما يسمع موسيقى الشارة بتاعت قناة العربية والجزيرة و كمان قناة دبي و أول لما تيجي قناة مصرية يقللي: " دوس داييا " يعني اقلبي المحطة!!

* محمود يا مامي نطق كلمة قطر قبل مصر!
* محمود يا مامي لا يسمح لنا ابتغيير شريط "حسين الجسمي" وطبعا حكيتلك عن حبه لأغنية " يا صغر الفرح في جلبي و يا كبر الألم و الأه.. تغرب في الزمن ها الناس و زاد ظلمهم بلواه " رغم أن سنه سنتين فقط .. يكونش حاسس بالغربة؟ تفتكري؟ لا يا شيخة ما افتكرش.. مش معقول!

أنا اتربيت على أغنية عفاف راضي" مصر هي أمي"
نيلها هو دمي
شمسها في سماري
شكلها في ملامحي
حتى لوني قمحي
لون نيلك يا مصر

محمود بيكبر على أغنية بيموت فيها يا مامي اسمها " أحبك يا قطر" لعبد المجيد عبد الله بتقول:
و الله باحبك يا جتر " قطر"
قد السما و قد البحر
قد الصحاري الشاسعة
و قد حبات المطر
و الله باحبك يا قطر
و احب هزات النسيم
من دوحتك و الله العظيم
و احب انا شيخك حمد
و أحب و لي عهدك تميم
هلا هلا حبيبتي
يا أغلى عندي من دنيتي
أهديكي جلبي و العيون
متواضعة هديتي
و الله أحبك يا جتر" قطر"

تحبي تعرفي يا مامي أي علم سيقوم محمود بتحيته يومياً عندما يذهب للمدرسة؟!

مصر أم الدنيا و الخليج أبوها

هل أنا خائفة على محمود لأنه بدأ " يتقطور" أم مندهشة منه و من نفسي ومن الوضع كله؟!
عموما أنا هنا اتعلمت أن كل العرب و المسلمين لازم يكونوا أوراق في كتاب واحد والمهم في الكتاب أن يكون هادف و له مضمون قوي .. و الرسول
( ص) لما تحدث عن العصبيات و القوميات قال ( ص) : ".. دعوها فإنها منتنة " أو كما قال.
لكن الغريب ان في شعور مش عايزة اقول عداء.. لكن كل اللي اقدر اقوله إن النفوس غير صافية بينا كعرب.. فبعد إقامتي في الدوحة و زيارتي لدول مجلس التعاون الست .. أقدر أقلك يا مامي إن احنا عاملين زي أولاد العم اللي بيكرهوا بعض.. و يفضلوا أو يقبلوا يشوفوا واحد غريب أفضل منهم .. لكن واحد من أهلهم يكون أغنى او أكثر تعليما او أكثر ثراء .. أهو ده اللي مرفوض تماما!!
و ارجع و اقلك انا من جيل شبع سماع لحكاوي ناس راجعين من دول الخليج بيشتكوا من تعالي الخليجيين على المصريين او من المعاملات السيئة من أهل الخليج للمصريين سواء بسبب نظام الكفيل أو بسبب عدم المساواة بين أهل البلد وبين المقيمين .. و كأن من المفروض ان الواحد يفضل أبناء الغير أكثر من أولاده اللي من صلبه!

و أنا من جيل شبع أقاويل هدامة تهدف للوقيعة بين الشعوب و دس الضغينة و الحزازيات بينهم .

أنا من جيل مصري قبل العمل في مجتمع لكن رافض ينصهر فيه أو يندمج او يختلط معه لأنه يشعر" بسوبيريوريتي كوبلكس "
Superiority complex

أنا من شريحة جيل رافض يسمي نفسه عربي .. و يطلق على نفسه لقب المصري حفيد الفراعنة .. لأنه في شرعه أن المصريين ليسوا عرب و لكن فراعنة! اولاد أحمس و تحتمس وامنحتب .. خليهم ينفعوهم.. أنا بدي أعرف .. ألم نقرأ وصف القرآن لفرعون؟
و بالتالي أقدر اقلك و اعتقد انك لمستي بنفسك و سمعتي عن مصريين كثر إشتغلوا بالتدريس في السعودية أو البحرين أو الكويت.. و لم ينسوا أن يعطوا لأهل الخليج الدرس الأول و اللي مفاده أن مصر هي أم الدنيا و أن أهل الخليج لا يسووا و لا يكونوا لولاكش شوية الفلوس الي جاتلهم بسبب البترول .. و إن احنا المصريين اللي علمناكم .. رغم إن مخكم ضلم!!

و البعض بيغلط في ربنا - من دون ما يقصد- و يقول" يعطي الحلق للي بلا ودان" و معناه ان ربنا جاب النفط بالغلط عند ناس ما تستاهلش!

وأخرين يأتون هنا في الخليج و يحاولون بقدر الإمكان الإنفصال عن المجتمع لأنهم شايفين نفسهم" عزيز قوم ذل" و مضطرين يشتغلوا مع ناس " تيوس معاهم فلوس " و ان مخهم تخين...

و اللفظ على قد ما هو جارح .. الا أن معظم أهل الخليج بيحاولوا يثبتوا أنهم مش مجرد رجال نفط .. و بيحاولوا يعملوا نهضة.. حتى و إن لم يوفقوا حتى اللآن .. إلا أنهم يشعرون بجرح شديد لما يلمسوا أن في ناس مستكترة عليهم النعمة الي ربنا وهبهالهم .. خاصة إن الجرح جاي من الأهل.

و في ناس منهم بترد بقوة على المصريين اذا تجاوزوا حدودهم، فيقولوا لهم : طالما انتم شعب جهبذ كده .. و أفذاذ و أبناء حضارة مش عارف كام الف سنة.. امال ليش جايين تسترزقوا و تشتغلوا عندنا.. و تمدوا يدكم؟!
فيقوم أبناء الهرم يمدوا لسانهم : يا سيدي .. ان كان لك عند ال... حاجة قله يا سيدي...!!!
و يتسفل الحوار بين أبناء الهرم و أبناء الحرم!

و أذكر مرة كنت في حديث مع أحد الصحفيين القطريين هو الأستاذ جمال فايز: و كان طلعان عينه لأنه كان لسة بيتكلم مع واحد مصري قاله الكلمتين الخايبين" المصريين دول أبناء حضارة عشر الآف سنة ".. مصر أم الدنيا.. إحنا الأصل.. احنا العراقة.. أنتم مجموعة بدو رحل .. ما لكمش حضارة .. مصر خيرها على الكل ..احنا أبناء أقدم حضارة في التاريخ.. احنا الأوائل !!

أول من طبب أول من هندس أول من إخترع أول من فبرك إلخ إلخ
فقلتله يا استاذ جمال: إذا أي مصري قالك إنه من أبناء الهرم
فقله : أبناء الجزيرة العربية هم أبناء الحرم
وإذا قالك إن مصر عندها النيل
قله إن أبناء الجزيرة العربية عندهم زمزم
وإذا قالك إن الفراعنة اتولدوا على أرض مصر
فقل له :ان الرسول(ص) اتولد على أرض شبه الجزيرة العربية
و إذا حد قالك إن مصر أم الدنيا
قله: فعلا : مصر أم الدنيا.. و الخليج أبوها!

مش فاهمة ليه الإستفزاز ده ..و ليه نفضل نعزز و نزكي خلافات تافهة بين شعوب مصغرين نفسهم و عاملين يتشاكلوا مع بعض زي السلايف .. وده كلمني وحش .. ده بصلى مش عارف ازاي.. و الخلاصة إن النفوس مش صافية .. و مش عايزة تصفى .. و اذا كان من الطبيعي أن يركبهم أي حد عايز يمتطي أي مطية.. لكن الأغرب إنهم هما العرب الي بيركبوهم و بيسيدوهم و هما مبسوطين و على قلبهم و على ظهرهم زي العسل.

و الغريب أن ادعي أني بنت حضارة عريقة و اني شخصية متفتحة .. و رغم ذلك أرفض فكرة تداول الحضارات و الثروات .. و اذا قبلت تداول الحضارات و الثروات .. فاقبل ذلك لشعب دون اخر.. شرط ان يكون شعب أجنبي و ليس من أهلي و ديني!!
سأختم رسالتي لك يا مامي بكام بيت للأبنودي في نص جميل كتبه اسمه "العنكبوتة "

يا عنكبوتة لملي عشك
لاحد حيزيحك ولا يهشك
لمي مهاجرينك .. وثبتي دينك
اتمطعي وخدينا في وشك
بلاد بلا عزة
ممكن تجيبي أجلها من هزة
بلا ضفه بلا غزه.. بلا مصر بلا أردن
يا عنكبوتة احنا مش فاضيين
وما تلقينيش ساعة يعوزني الفعل
أغش نفسي وعمري ما اغشك..
واحش روس أهلي ولا احشك
حتعيشي أبد الدهر
حتوحديها انتي نهر ونهر
نشي اللي ما قدروش علي نشك
أنا زى ما بعت السنين الخرس
ورضيت بربع الربع وخمس الخمس
مًجاني حاوهب لك عيون القدس
مين اللي سألك تتركي عرشك
طب ده احنا خدامك
في النوم بنوحي لك بأحلامك
واحنا اللي بنحققها قدامك
آسف سكوتي ربما داوشك
فاتربصي بينا ولا يهمك
دمانا فدا دمك
و تبعترينا و احنا بنلمك

احنا سبيلك للخلاص في الكون
لما يضيق الحال
دايما بيطلع مننا مجنون
يهتف يعيش صهيون
ونغش بعضينا ولا نغشك
بالعكس بندلع وبنهشك
ناكل في بعض فيتملي كرشك
وقرشنا في ثانية يصير قرشك

اتركك في رعاية الله يا مامي و إن شاء الله ارسلك رسالة أخرى عن قريب..سلامي لوليد و إيمان و عمر وعاليا و محتاجة دعواتك بشدة خصوصا أن احنا على أعتاب سنة هجرية جديدة .. ربنا يجعلها سنة سعيدة علينا يا رب.. ربنا يرضى عنك و يرضيك يا مامي يا حبيبتي.

سلام
ابنتك داليا الحديدي
الدوحة– قطر
17-1-2007



6 تعليقات:

  • في 4 ديسمبر 2008 في 12:53 ص , Blogger الشرقاوي يقول...

    بصراحة أسلوبك يشد أتابعك نت 2007

    كلام من القلب صعب أن يكتبه أنسان في زمن الزيف و التمثيل و القوالب الجبسية


    تحياتي من القاهرة

    محمد الشرقاوي - مدير دار نشر أوراق عربية

    sharkupper@hotmail.com

     
  • في 4 ديسمبر 2008 في 4:44 م , Blogger port_saed56 يقول...

    القلم الرشيق

     
  • في 21 ديسمبر 2008 في 4:07 م , Blogger port_saed56 يقول...

    مدرسة الكتابة "بالشوكة والسكين"

    برع العرب فى نظم الشعر وكتابة النثر واشتهر فى هذا المجال الادبى الرفيع أدباء وقادة ترنو اليهم الأنظار وتتلهف الاذان ، حتى خلال لحظات الانكسار وساعات النصر كانت الزعامة بلا منازع للكلمة الرشيقة الموحية المعبرة عن واقع الحال بأسلوب أدبى يستمد حيوته من الواقع والعلاقات الانسانية والاجتماعية ، واحتل ادب الرسائل مكانة خاصة بسبب اقترابه من تفاصيل حياتية شديدة التعقيد والسرية وفى نفس الوقت تتميزالرسائل ببساطتها وعمقها فى نفس الوقت مثل جراح يقطع جسد المريض المصاب بمشرطه ليسلم ويشفى من مرضه،
    ورغم حالة التدهور على كافة الأصعدة التى شهدها حكم العرب فى الأندلس فى القرن الخامس الهجرى برزت المواهب الادبية بصورة لافتة وفى المقدمة كتاب "أدب الرسائل"التى تناولت الغزوات والفتوحات بما فى ذلك الامور الدينية والعلاقات الاجتماعية والانسانية وجلسات النميمة وغيرها من الرسائل خفيفة الدم ثقيلة القيمة والوزن.
    استعادت ذاكرتى المتواضعة جانبا من هذه المحطات حينما قرأت "رسائل من الدوحة" التى أبدعتها صحفية مصرية تعيش فى قطر اسمها "داليا الحديدى" تكرمت بارسالها لى مع كلمات رقيقة لاتصدر سوى عن أديبة رفيعة المستوى تنتمى لمدرسة أحترمها واستمتع بقراءة ابداعات روادها وتلاميذها الذين يتميزون بما أسميه دائما ب "الكتابة بالشوكة والسكين" – رغم عدم انتمائى الى هذه المدرسة- هى مدرسة "الكتابة الشيك " عنوانها الرشاقة والبساطة وطول النفس بما يفرض حالة من السعادة على قارئ ابداعات رواد هذه المدرسة التى يعد -وكيل المؤسسين – لها فى وقتنا الحاضر الكاتبين الكبيرين أحمد الجمال وعادل حمودة وبالطبع رائد هذه المدرسة الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل فضلا عن تلاميذها من أمثال صديقى العزيز أحمد أبو المعاطى.
    وفى المقابل بالطبع هناك من ينتمون الى مدرسة أخرى يكتب روادها وتلاميذها "بحناجرهم" فضلا عن" الكتابة بالساطور" عبر استخدام الكلمات الحادة الجذرية المباشرة ، والفارق بين المدرستين يبدو من وجهة نظرى أشبه بالفارق بين "الجراح الماهر" وبين "المقاتل الشرس".
    أعود الى داليا الحديدى التى تنتمى الى مدرسة "الجراح الماهر"
    فهى كاتبة صحفية مصرية مقيمة في قطر تخرجت من احدي مدارس الراهبات الكاثوليك في مصر "المير دي ديو" ، خريجة كلية الإعلام قسم الصحافة بجامعة القاهرة عام1992 وتتحدث أربع لغات.
    بدأت مشوارها الصحفي كمحررة صحفية في وكالة أنباء الشرق الأوسط ،
    وعملت في مجلة كاريكاتير ثم انتقلت للإقامة في قطر منذ عام 2001 وعملت فى عدة صحف خليجية من بينها الراية الشرق القطريتين وموقع "إسلام أونلاين" ومجلة الفرحة الكويتية
    نشرت لها أعمدة ومقالات في العديد من الدوريات والصحف والمجلات العربية منها جريدة الوطن القطرية وجريدة الاتحاد الإماراتية ومجلة خليجي والمجلة العربية بالمملكة العربية السعودية و مجلة الفرحة وموقع عمرو خالد وموقع إسلام ويب وجريدة البديل وجريدة الرأي العام.
    شرعت في نشر تجربة إبداعية جديدة هي " رسائل من الدوحة " بعد خمس سنوات أمضتها في الغربة منذ عام 2001
    وقالت داليا الحديدى حينما طلبت منها الرسائل كاملة وتفضلت مشكورة بارسالها لى عبر البريد الالكترونى ان: "فكرة نشر رسائلي فكرة مبتكرة لقالب جديد في الكتابة .. واتتني عندما وجدت أن كثير من هذه الرسائل يتم تمريرها عبر الانترنت من خلال أصدقائي و معارفي لأنهم يجدون فيها موضوعات عامة أكثر منها شخصية أو لنقل تجمع بين الشخصي و العام.. ما دفعني لكتابة "رسائل من الدوحة " و نشرها عبر الانترنت .. إلى أن تجمع قريباً في كتاب على شكل رسائل تكتبها إحدى المغتربات للأهل و الأصدقاء
    وسبب نشرها عبر الانترنت قبل جمعها في كتاب أنها بذلك تصل بشكل واقعي على هيئة رسائل و هو ما لن يتيحه نشر الكتاب في شكله التقليدي.
    ورغم أن أدب الرسائل له تاريخ إلا أنه غالبا ما كان يتجه نحو العام .. أما "رسائل من الدوحة " فهي تجمع بين الهم الشخصي و العام .. فهي ترسل لأشخاص و معارف من الواقع.. ما يجعلها تقترب من برامج الواقع إلا أنها خاوية من الفضائح و التشهير..
    و ان كان فن الرسائل معروف منذ زمن بعيد.. إلا أن كتابة الرسائل على هذا النحو الواقعي أشبه ما يكون ببرامج الواقع .. فهي تتحدث مع و عن أشخاص من واقع حياتنا كما أنها ترسل لمعارف و أصدقاء و أقارب من واقع حياتنا و تناقش و تتحدث و تتألم معهم في كثير من أمور الحياة ..هي لا تعني فقط بهموم المغتربين و معاناتهم إلا أنها لا تتجاهلها.. و لكنها لا تقتصر على قضية بذاتها بل لنقل أن كل رسالة للتناول قضايا بذاتها تختلف عن سواها
    والرسائل تبدو لأول وهلة شخصية و لكن إذا تمعنت فيها.. ستجدها تبدأ من البيت لتخرج إلى الشارع و منه للمجتمع بأثره.. و قد تكون تجربة تدوين لواقع حياة فئة من المغتربين.
    وللحديث بقية لنستعرض جانبا من رسائل داليا الحديدى .
    www.al-araby.com
    سعيد السويركى
    2008/12/21

     
  • في 9 يوليو 2009 في 5:23 ص , Anonymous غير معرف يقول...

    ررررروووعه لكن غير مفهومه

     
  • في 9 يوليو 2009 في 5:24 ص , Anonymous غير معرف يقول...

    انتو كلاب يانكلودين

     
  • في 9 يوليو 2009 في 5:25 ص , Anonymous غير معرف يقول...

    غهف مق8قاتنعا5ثه6مغث89

    مللامبؤبهقخهفاض43

     

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية